أكاذيب الزاوي تدعو للتساؤل الجاد : هل هذا المخلوق سوي العقل متوازن النفس؟ ممّا يدعو لهذا السؤال والاحتمال الجاد ولوغه في الشعائر الإسلامية ومؤسساتها مستبيحا بحوافره ما وجد أمامه منها. وشواهدنا على هذا كثيرة : يقول :” ” كان العرب قديماً قد وضع الشعر في مرتبة “الدين“، إذ كان يُقرأ في الصلاة على الميت” 1
يصف القرآن الكريم صفة صلاتهم في الجاهلية :” وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً” الأنفال : 35 . إذن هي صفة للهو عابث كان يأتيه أهل الجاهلية ؛ تصفير وتصفيق، فمن أين أتى الزواي بمعلوماته الخيالية؟ فلو وجدت صلاة الميت هذه لكان لها أثر في شعر الرثاء، لكن يبدو أن هلوسته مزجت له هذا اللون الشعري بصلاة على الميت لم يصلها عربي قط على ميت . لكن المهلوس في الحقيقة يريد أن يغمز الدين بمساواته بالشعر، كي يفتح لأباطيله وتخرساته وزندقته أبوابا استباحة الشعائر بكل ما يمليه عليه خياله المريض، بصور الفسق والفجور والشذوذ الجنسي التي تموج بها رواياته التي دأب على تغيير عناوبن كثير منها، والإبقاء على الأحداث، فكان بمثابة من كتب رواية واحدة ينهق بها في مواخير الفجور والشذوذ.
نالت شعيرة الصلاة من خلال ما اتصل بها من خطب ودروس مسجدية، وبيوت الله تعالى النصيب الأوفر من استباحة هذه الشعيرة الإسلامية ، تنفيسا عن كراهية مكنونة في نفس الزاوي للإسلام والتدين به . وسوف نعرض لنماذج من ذلك مع براهين على صحة دعوانا .
أما بالنسبة للمسجد فلا يجد غضاضة أن يتخذه معبرا لموقفه السلبي من القنوات التلفزية الجزائرية الخاصة؛ التي يصفها {بمجاري الصرف الصحي}، التي أخذت دور المسجد ووظائفه 2. فإن بدا القول متجها لتلك القنوات، فإن ما عدده من وظائف تؤديها تلك القنوات نيابة عن المساجد تتضمن :” ، …الشعوذة والرقية الشرعية، وتفسر الأحلام للضائعين من البنات والمراهقات والعجائز اللواتي تقطعت بهن سبل الحياة في الجنس والمال والبنين، وتقوم بدور وكالات التزويج والتعارف والمواعيد على سنة الله ورسوله” 3 إذن الوظائف أصالة تؤدى في المساجد، فالكذب الذي احترفه ، ويعده وسام شرفه الأعظم، فلم نسمع يوما ممارستها في المساجد كالمواعداة والتعارف للزواج؛ فهذه الإيماءات الخبيثة خبث نفس المومئ لها، نيل من حرمة المسجد وافتراء لعين على القيمين عليها ، اللهم إلا استثناءات هنا وهناك لا ترقى لمستوى المشكلة بله الظاهرة التي يفزع لها الزاوي بقلمه في موقع بريطاني مشبوه الانتماء، وفق تحليلات كثيرين ممن يعرفون و يتايعون مستجدات الإعلام العربي في الغرب .
يلحق بهذا المستوى الشنيع من زعم نقد أداء إعلامي، تقمصه رداء المناظل السياسي الذي لم يعرف به من قبل، فيصطنع دورا ناقد للديكتاتورية ، فيكون حاله كحال مسيلمة الكذاب لما كانت تنتفخ أوداجه، فيهذي هذيانا يزعمه قرآنا مضاهاة للقرآن الكريم، فأتى مقال الزاوي المناضل السياسي الكبير والقلم الفكري اللامع نصّا يصلح التمثيل به لأبشع وأحط ما كتب في النقد السياسي عبر التاريخ؛ كما جاء شعر مسيلمة أسخف كلاما قالته العرب في تاريخ الإبداع الشعري العربي عبر تاريخه .
والحق لا غرابة فلو شئت وسم مكتوبات الزاوي هذه بوسم جامع لكان : { سخف قول رواد المقاهي العوّام }؛ أنظر لقوله ” الديكتاتور، كي يظل ديكتاتوراً، هو من يختار لمواطنيه الأعزاء كتب القراءة، ويضع لشعراء بلده العزيز “بحور أوزان الشعر“. هو من يعطي للجميع إشارة ساعة الدخول إلى بيت الراحة. هو من يعلن عن توقيت الأذان الصيفي والشتوي. هو من يقرر ليلة الشك ويؤكد رؤية الهلال الذي يعلن بداية شهر الصيام وليلة القدر. هو من يقرر يوم العيد، وأيام الحداد. هو من يبرمج المواليد والموت وختان الذكور والإناث أيضا” 4، قارن هذا السخف العامي مثلا بقول مسيلمة : فيما سماه قرآنا : سورة الضفدع:
يَا ضِفْدَعُ بِنْتُ ضِفْدَعِينَ، نِقِّي مَا تَنِقِّينَ، نِصْفُكِ فِي المَاءِ وَنِصْفُكِ فِي الطِّينِ، لَا الْمَاءَ تُكَدِّرِينَ، وَلَا الشَّارِبَ تَمْنَعِينَ” هل يجد المرء فارقا من حيث مستوى المعنى، ومراميه بين نصي الزاوي الكذاب ومسيلمة الكذاب ، أما المستوى اللغوي والإنشائي فلا مقارنة بينهما؛ مستوى ضفدعة مسيلمة أثرى لغة وأرقى توصيفا من لوثة الزاوي الدنئية التي لم يجد ما يصفه من وظائف للديكتاتور إلا أعمالا شرعية دينية شريفة .
فالروح الخبيثة السارية في خطابه ومقالاته في الموقعين اللندنيين المشبوهي الانتماء والرسالة، والموقع المفرنس الجزائري الحزبي العرقي المتعصب، تستمد أنفاسها و حياتها من التنويعات الممتدة لصنوف الكراهية وازدراء كل ما اتصل بالإسلام وشرائعه .
يأبى الزاوي إلا أن يكون كذابا كلما كتب عن شعيرة من شعائر الإسلام ؛ لكن حبل الكذب قصير ؛ لنرى قياسه عبر المسألة الآتية : ليقدم نفسه ديمقراطيا حرا ؛ يقارن بين الخمارات وبيوت الله تعالى ، بالاحتجاج على غلق الأولى، وتزايد هذه ؛ يكتب الفاجر ” في مقابل عمليات إغلاق الخمارات الرسمية ومنع نقاط بيع المشروبات الكحولية منعاً باتاً في بعض الولايات وفي بعض المدن، ارتفع عدد بناء المساجد، حيث أضحت الجزائر تعد من البلدان المغاربية والعربية التي ترتب في الصفوف الأولى من حيث عدد المساجد، فعلى سبيل المثال تجاوز عدد المساجد بولايتي تيزي وزو والبويرة عدد المساجد في دولة مثل قطر أو الإمارات العربية المتحدة “5
الفكرة الملعونة ذاتها نقرأها لباحثة أمريكية الراجح من اهتماماتها البحثية، وسحنتها أن أصولها تونسية، تقول “ ويرفض المتشددون الأمازيغيون الإسلام والعروبة على حد سواء ، مدعين أن الإسلام هو الإسلام.
لا شيء أكثر من قناع للعروبة بدلا من العكس. يشتكون أن بناء مساجد ضخمة في جبل متواضع، العروبة القسرية. ولا يُنظر إليه على أنه تعبير عن… الإخلاص للإسلام ، أو الروحانية ، أو شكل من أشكال التدين المعمم ،بل كمحاولة لاسترضاء استثمارات الدول العربية في المغرب العربي.” 6
واضح تماما من بحثها رغم رتبتها العلمية الرفيعة جدا { أستاذة / مع الدرجة الفخرية }، تبنّيها الأعمى للأطروحات البربرية المتطرفة؛ فأبسط ملاحظ لما كتبته سيلاحظ تخليها عن الموضوعية، والروح العلمية الحيادية المتوازنة، وتحويل بحثها الذي أنجزته في إحدى أعرق الجامعات الأمريكية San Jose State University,، إلى منشور حزبي عرقي عنصري منحط؛ فلا تشعر بصفتها الأكاديمية المرموقة، فتنساق وراء مشاعر الحقد والكراهية ونقل الواقع المزيف إلى مراكز العلم والبحث الأكاديمية المرموقة، لتسهم في صناعة صورة كاذبة مزيفة عما يسمى النضال من أجل الهوية الامازيغية؛ فتصوغه بالعبارة الآتية الذكر :”يناقش سكان شمال أفريقيا اليوم بنشاط النماذج المتنافسة لإعادة التصميمهويتهم. ربما السؤال هو ، “لماذا الآن؟” 7،
يناقش سكان شمال أفريقيا اليوم بنشاط النماذج المتنافسة لإعادة التصميم هويتهم. ربما السؤال هو ، “لماذا الآن” ؟ العربي الإسلامي بدأ المشروع في شمال أفريقيا في القرنين السابع والثامن مع تأسيس المسجد الكبير بالقيروان في تونس في عهد الخليفة الأموي -سيئة. هل هناك شيء جديد في الهيمنة السائدة على الثقافة الإسلامية واللغة العربية في المغرب العربي ؟ ولماذا الهوية العرقية على المحك هنا وليس ، على سبيل المثال ، في إندونيسيا أو باكستان ، حيث التعريب ليس تهديدا ؟ البعض لبربر يجيبون على هذا بالقول أنهم كانوا مضيافين للغاية في الماضي ،ضعيف جدا وقابل للتكيف مع الغزاة – بغض النظر عن تصورات المسلمين العرب بل على العكس من ذلك – وبسهولة شديدة من جانب أولئك الذين يدعون أنهم يجلبون لهم الثقافة.
صقل حضارة متفوقة. تامازغا سمحت لنفسها بأن تصبح تحاد المغرب العربي ، والآن ، قبل أن تكتمل الإبادة الثقافية ، هووآن الأوان أخيرا لوضع حدلهذا” 8.
أين الموضعية العلمية بدءا من قولها :” سكان شمال أفريقيا”! ما قيمة هذا االوصف العلمي في ميزان الغالب الأعظم من سكان هذه المنطقة من العالم، الذي يصح دون ريب ، ان سكان المغرب العربي يناقشون أسباب تغيير أوضاعهم السياسية والاجتماعية نحو الأفضل دون ان يطرحوا مسألة الهوية، ولا عروبتهم بوصفها بعدا حضاريا ارتبط بالإسلام الذي صار شخصيتهم الأبدية منذ اعتنقه آباءهم ، وأخلصوا له، ونشروه، وأبدعوا فيه النهضات التي عرفتها الناصرية{بيجاية} و قسنطينة وتلمسان وتيهارت وغيرها، أما الإبداعات الحضارية الأكبر فكانت مع الطيف البديع الذي صنع مجد الأندلس، ونقل النور والعلم والحضارة لأوروبا عبره .
استحواذ المشاعر العنصرية المريضة على هذه الباحثة المرموقة أو انخراطها في المشروع {صهيو بربريست } أعماها عن حقيقة وضعها الحالي في الولايات المتحدة الأمريكية ، الذي يعد تجسيدا حيا لتلك الصورة التاريخية للحضارة الإسلامية التي ذكرنا؛ فسر تفوق وتميز وإبداع الولايات المتحدة الأمريكية في أكبر المجالات الحضارية هو ذكاؤها العبقري في استقطاب التنوع العرقي، وعبقرية إدارته، وتسخيرها لبناء عظمة الولايات المتحدة الأمريكية وقيادتها العالم باقتدار ؛ فكيف عمت عن هذا المعامل الحضاري القوي الذيينتظر من كل باحث مخلص موضوعي توعية قومه به
أما التائه الجاهل؛ إذ الفوارق بينه وبين الباحثة المذكورة رغم الجامع العنصري المنحط المتخلف بينهما، كالفرق بين {انشتاين}و {هبنقة} !
فهل نحن أمام ممثل جمعية منتجي الخمور والمشروبات الكحولية في الجزائر ، يحتج على قرارات أثرت على تجارتهم ؟ وبمنطق قانوني واقتصادي غير ديني ما الرابط الموضوعي بين غلق الخمارات وبناء المساجد؟ الخمارات محلات تجارة وربح مادي، أما المساجد فلم تستهدف شيئا من هذا . إذن ما هو الهدف من هذه المقارنة ؟ أليس الحقد والكراهية من أن يقلع الناس عن آفة خبيثة تدمر عقولهم وتفسد أخلاقهم و تبدد أموالهم ، وعلاقاتهم الأسرية والاجتماعية، والتأثير السلبي على أداء اتهم المهنية ، فضلا عن ارتفاع معدلات الجرائم، وإشاعة الخوف في المجتمع، فإن عولج كل ذلك بالوسائل الطبيعية التي منها غلق الخمارات. ثم ترغيب الناس في الاستقامة الخلقية والتدين السليم.إذن فدافع الزاوي الخبيث الوضيع، وهدفه لا يعدوان كراهية دفينة لانتشار بيوت الله تعالى في بلاد نحو مائة بالمائة من أهلها مسلمون .
لقد أخزاه الله تعالى فانقطع حبل كذبه الذي تبين أنه أقصر من حبل قيد بعوضة : يعلم كل الجزائريين ممن يتابعون أخبار الوطن أن غلق الخمارات في بلاد القبائل في الغالب الأعم يأتي إثر مطالب واحتجاجات سكانها التي كادت أن تؤدى أحيانا إلى ما لايحمد عقباه، كما هو ثابت مما تنقله الصحف الوطنية في السنوات الأخيرة *
أما المساجد فحديثك يوحى أن السلطة هي التي تبنيها، و المعلوم من تشييد المساجد في بلادنا أن بناتاها مواطنون متبرعون بها يبتغون الأجر من الله تعالى . فهل سكان بلاد القبائل طرف متواطىء مع السلطة لأسلمة المنطقة كما تقول في مقالات وأحاديث أخرى ؟
أما الإحصاء الذي تدعيه فقد خيبك الله ؛ إذ أنطق الأرقام بالحقائق **
عدد المساجد | المساحة | عدد سكانها | الدولة | |||
9083 | 71,023.6 كلم 2 | 9,890,402 نسمة، | الامارات | |||
2200 | 11,571 كلم2 | 2659329 | قطر | |||
6099 | 163,610 كم² | 11.808.619 | تونس | |||
51000 | 446.550 كلم2 | 36.91 | المغرب | |||
18449 | 2,382,000 | 45 مليون | الجزائر | |||
860 | 2994 | 1127166 | تيزي وزو | |||
700 | 3268 كم² | 912577 | بجاية | |||
يجب التنبيه أن نسب سكان الخليج تشمل المواطنين والمقيمين، الذين تفوق اعدادهم المواطنين ضعفين أو ثرثة في كل بلد، ونسبة كبيرة منهم غير مسلمين .
وبخبرة المعاينة والمعايشة ، تجد عددا كبيرا من المساجد مشيدة ومجهزة تجهيزا كاملا، لكن لاتقام فيها الصلاة؛ نظرا لتجاور مساجد عديدة في كثير من المجمعات والأحياء السكانية.
وبنزعة جهوية عرقية عنصرية ؛ تفوح منها نزعة استعلاء عرقي على أعراق إخوانهم الجزائريين ، حالة باطنها احتقار باقى المكونات العرقية الجزائرية بمن فيهم البربر غير بربره، يزهو الزاوي علينا كالطاووس بممارسات أقل ما توصف به أنها تدنيس لبيوت الله تعالى ، بمشروعية عرقية جهوية عنصرية، يحاول أن {يرسم صورة حضارية راقية} لوظائف بيوت الله تعالى منها عرض الأفلام والمسرحيات والحفلات والغناء في قاعات غير قاعة الصلاة، ويزيدها ـــــــ حسب روايته التي يجب التي يجب أن تظل دوما موضع شك كبير وتحفظ شديد ؛ فهو محترف الكذب ــــ تلطف المؤذن بعدم رفع الأذان عبر مضخم الصوت كي لا يفسد على المحتفلين بهجتهم.9
إذن نحن أمام إشادة بتدنيس بيت من بيوت الله تعالى ــــــ إن صحت رواية الكذّاب بالطبع ـــــ : فلا نعلم ما الأغاني ؟ وما المسرحيات ؟ ومن المغنين /المغنيات ولا الممثلين / الممثلات ، ومدى التحلي بأداب الشرع الحنيف في دخول بيوت الله تعالى . هذه المسائل كلها لا تعني الزاوي ، كل ما يعنيه أمران : علمنة المجتمع ، وسمو العرق الذي يدعى انخراطه في هذه العلمنة .
يقول : ” هذه المسافة التي أسس لها الإسلام الأمازيغي ما بين العبادة من جهة وبين تدبير الشأن العام في المجتمع من جهة ثانية، هي التي تجعل ثقافة العلمانية تنتشر بشكل واضح في هذه المنطقة، حيث يتم الفصل بين الدين والمؤسسات، بين العبادة والمواطنة” ،.10
أولا تجب إدانة هذا اللص العرقي، الذي احتقر كلّ فصائل وقبائل البربر، ونسب إليهم زورا وبهتانا وصفا لا يقرونه، ولا عهد لهم به ألا وهو :” الإسلام الأمازيغي“، يقينا أنه لا يأبه لهذا، ولا يدرج القبائل والمناطق البربرية الجزائرية غير المنطقة التي يتحدث عنها، في هذا السمو العرقي، والتميز التديني ، والدخول إلى الحضارة من باب اللائكية الفرنسية بالطبع.
ثانيا : ما مدى صحة دعواه أن منطقة القبائل أسست إسلاما بالمواصفات التي يصف، بفضل التيار الصوفي الروحي الذي عرفت به المنطقة ، وزواياها؟
لاشك أن الرجوع إلى تاريخ المنطقة التي يريد تمييزها عرقيا بنزعة عنصرية متحجرة متخلفة من عهود الجاهليات الأولى، التي يريد هو وأشباهها تلهيتنا بها ، لتمرير المشروع الفرنسي الصهيوني في الجزائر، يكذب دعواه كونها أسست لعلاقة علمانية لائكية بالاكتفاء بالعلاقة الروحية بين العبد وربه شعائريا ، وحافظت على ممارساتها الأخرى وفق تقاليدها وأعرافها ؛ فسيول جارفة من الحقائق التاريخية تسفه دعوى هذا الكذاب الذي يريد أن يتاجر بتاريخ قومه لمصلحة القوى اللائكية العنصرية المتطرفة العاملة على خط الفيدرالية والانفصال، والمساهمة بكيان عرقي محلي ضمن المشروع العرقي الأكير ، والانظمام إلى القطب المتوسطي الأروبي بتناغم مع الكيان الصهيوني ، فالجزائريون بتنوع مناطقهم وأصولهم إنما ظلوا يجرون تعاملاتهم الدينية والدنيوية وفق أحكام ومبادىء وقيم الإسلام عقيدة وشريعة ، وهي الحقائق التي أثبتها بعض أعوان الاستعمار الفرنسي الذين جاء بهم لدراسة المجتمع الجزائري، مما يساعده على رسم السياسات الاستعمارية اللازمة للهيمنة، والأمازيغ قاطبةلن يغيير إفك الزاوي عليهم شيئا من الحقيقة ؛ فقد اصطبغوا بالإسلام عقيدة وشريعة واخلاقا، وتمثلتها العادات الاجتماعية والمعاملات الاقتصادية والمالية، وتحاكموا للقضاء وفق أحكام الشريعة الإسلامية؛عاشوا حياة إسلامية لم تطالبهم يوما بالتخلي عن خصوصياتهم التاريخية، بل أدرجتها ضمن متغير العرف في التشريع الإسلامي*، أمّا وَهْمُ اللائكية فلا يسكن إلا أذهان تجار مشروعات التفتبت التي أخذت نفسا جديدا وأملا خالبا من التغيرات الدولية في أبرز المحطات : بروز القطبية الأحادية، وأحداث 11سبتمبر2001، والحرب على العراق ، وأفغانستان واحتلالهما، وولادة الظاهرة الإرهابية باسم الإسلام، والربيع العربي وما أفرزه من نتائج مفزعة في بعض الدول كليبيا وسوريا ، و الإنقلاب الجذري في العلاقات الإنسانية في جميع دوائرها، ومستوياتها، وصناعتها لعقل عالمي يقطع جذريا مع القيم التي عاشت عليها البشرية عبر تاريخها، وأخيرا متغير كورنا الذي ترسم آثاره الظاهرة والسديمية والخفية مستقبلا للعالم مغاير لما عرف عليه في القرن العشرين، لا يزال في طور المخاض
وفي سياق تعالم الجاهل الجهول الذي زادته العنصرية والكراهية جهلا وعمى عن درك الحقائق ؛ يقول :” لعل ترجمة ابن تومرت (1080-1130) للقرآن إلى الأمازيغية، كما تتحدث عن ذلك بعض كتب التاريخ والسير، في زمن كانت فيه ترجمة النص القرآني تدخل في باب الكفر، دليل على البحث المبكر عن توطين العقيدة الإسلامية بألوان أمازيغية محلية، أي توطين العقيدة دون التنازل عن اللغة وعن العادات والتقاليد الحضارية والاجتماعية والأخلاقية والفنية، التي كانت سائدة لدى الأمة الأمازيغية منذ قرون” . 11
أما دعوى سبق الترجمة إلى الأمازيغية ؛ فجهل عريض و طويل ومستطيل واسطواني ودائري ومتوازى الأضلاع ومكعب وغيرها مما شئت من الأشكال الهندسية التي تسع دعاوى الزاوي أمين الجاهل الكذاب، يقول تاريخ التفسير :” الترجمات الشرقية، ونقصد به ترجمات القرآن إلى لغات الأمم الشرقية كالفارسية والتركية والأوردية والجاويّة والبنغالية، وأغلب ترجمات هذا النمط كانت تتم على أيدي عناصر مسلمة، ولذلك كانت تتوفر فيها النظرة القدسية للقرآن، ومن هذا النمط ما ذكره الجاحظ عن موسى بن سيّار الأسواري (المتوفى سنة 255هـ) أنه كان يدرّس القرآن ويشرحه بالفارسية ، ومن هذا النمط أيضاً ما ذُكر عن ترجمات القرآن على أيدي علماء ما وراء النهر في سنة 345هـ للملك منصور بن نوح الساماني، وتوالت الترجمات الفارسية والجاوية، وهي أكبر اللغات الأندونوسية وأكثرها انتشاراً، وقد ترجم إليها القرآن مع تفسير البيضاوي.
كما ترجمت اللغة الأوردية ـ وهي اللغة التي تتكلمها شعوب الباكستان والهند ـ ترجمات عدّة أشهرها ترجمة (الشيخ عبد القادر بن الشاه ولي الله)، وترجمة (الدكتور عماد الدين أمر تسار) طبعت في مدينة (الله آباد) وهي أول طبعة بحروف أوردية إفرنجية، وهناك طبعة أخرى ظهرت سنة 1315هـ فيها الأصل العربي وترجمة بالفارسية والأوردية، وتأتي الأوردية في الهند بعد اللغة البنغالية.12″ أما قوله ، دليل على البحث المبكر عن توطين العقيدة الإسلامية بألوان أمازيغية محلية، أي توطين العقيدة دون التنازل عن اللغة. فدواؤه تحميلة /
suppositoire
حارة تخفف من حمى العنصرية العرقية المهلكة ، فتاريخ البربر الأمازيغ مع اللغة العربية والعلوم الإسلامية، جاهز للنظر فيه إن فعلت التحميلة فعلها ، ولا أحسب ذلك نافعا ،في من استفحل سرطان العنصرية العرقية في أرجاء جسمه.
وبما أننا نواجه داء كلب عنصري عرقي استفحلت أيضا في كيان هذا الكائن المدعو أمين الزاوي؛ علينا انتظار هجومه المسعور على قيم الإسلام كل حين، وفي أي مسألة يكتب فيها :
صاحب زاوية المحفل، يهزأ بقيمتي (الحلال والحرام )!:
بدعوى نقد حيل التسويق التجاري في المنظومة الاقتصادية العالمية، وتصيدها الميول والرغبات، والاتجاهات والمعتقدات وغيرها، وما يترتب عليها من توسيع دوائر الاستهلاك، يعمد الزاوي لإقحام قيمتي {الحلال والحرام} كونهما من أهم خصائص المجتمعات الإسلامية، في مقال أقل ما يوصف به بمقايس فن المقال، ولغة الأدب أنه ممل سخيف لا جاذبية له، أو كما كان أباؤنا يصفون دجاج المداجن الكهربائية ، التي وجدوا مذاقها مغايرا لما ألفوه من مذاقه الطبيعي الشهي : فكانوا إذا أرادوا التعبيرعن شيء غير مستساغ مذاقه :{ كدجاج التريسيتي \الكهرباء، لا نكهة ولا بنة }، وهكذا تماما يوصف المقال أدبيا وفنيا.
أما مضمونا فقدر الوقاحة فيه لاحدود لها : يقول مثلا : ( كل شيء قابل للتسويق والاستهلاك والهلاك، أَضِفْ كلمة “حلال” إلى أي شيء، ولكل شيء، كي يسوَّق في بلاد ثنائية “الحلال” و”الحرام”!13.
شركات مواد التجميل والعطور ومعجون وفرشاة الأسنان والعجائن، وأشهر شركات الموضة التي تصنع الألبسة الداخلية والخارجية والرياضية والأحذية للنساء والرجال على حد سواء، وشركات المشروبات الكحولية مثل الويسكي والبيرة والنبيذ والريكارد والعرق وغيرها وحتى الماء المعدني، كل أشياء البازار هذه وغيرها كثير، لقد أضافت هذه الشركات كلمة “حلال” إلى منتجاتها، كي تسوقها إلى بلدان قسَّمت عالم شعوبها إلى قسمين لا ثالث لهما: “حلال” و”حرام”، ويستهلكها شعوب بني “حلال” بضمير “حي” جدّا) ! رحم الله سعيد صالح في استشهاده بمضمون الآية الكريمة،في المسرحية الخالدة الشهيرة مدرسة المشاغبين، بطريقته الفنية الرائعة الممتعة :{ اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .
وفي السياق نفسه؛ يبعث ببخر كريه من الكراهية ــ الكراهية عبر السخرية الوضيعة من المعاصى واستحقاق عقوبة الله تعالى ؛ في مقاله ” مقال قبلة اللاعب الدولي رياض محرز لعشيقته وزلزال تيبازة وميلة اصطنع من نفسه كاتب مقال فني ساخر ، فجعل من موقف لاعب كرة قدم ماجن فاضح ، مساقا للهزء من الجزائريين الذين تفاعلوا مع زلزال ميلة بمنطق إيماني، وراح خياله السقيم الكسيح، يضخ له إفرازات قيئه الكريه : أنظر مثلا: (الشقراوات الجميلات هنَّ طريق الشيطان إلى جهنم، ليحفظ الله خطواتنا على الطريق المستقيم، ردّ آخر على الأول وهو يسحب نفساً عميقاً من سيجارة حشيش بين شفتيه، عيناه دامعتان، ولسانه مدلوق!
سبحان الله، هذا الذي يضع الكرة في مرمى الخصم بكل فنية ودقة، يضع شفتيه الحيتين المتلهّفتين على الشفتين الحارقتين الملتهبتين للشقراء “الكافرة؟” قالها شاب مهووس وهو ينظر إلى السماء الزرقاء للجزائر العاصمة الحزينة.}.ما أثقله من توصيف، ما أسمجه من ذوق، ما أبرده من شعور وحس ” 14!!
وغمزا للإسلام كما يروج الجبان الرعديد، يستثمر في الوضع الوبائي بأسلوبه القذر؛ فيصنف المواقف من غلق المساجد ودور الثقافة والمسارح ، إلى صنفين هما : مواقف حضارية ومواقف غير حضارية أو بالأحرى فتاوى غير حضارية كما يقول؛ المتمثلة في مطالبات جمهور المواطنين بفتح دور العبادة وفتاوى حضارية مغيبة أو غير ملتفة إليها ألا وهي :” لم نسمع “فتوى حضارية” عن ضرورة فتح المسارح وشروط فتحها في الحالات الاستثنائية، مع أن الصلاة يمكن للمؤمن الصادق أن يؤديها في بيته وهو بذلك أدى واجبه الديني كاملاً، أما المسرح فلا يمكن للمواطن أن يشاهد مسرحية في بيته بكل طقوس المسرح، الصلاة تؤدى في البيوت، أما المسرح فلا يمثل في البيوت! 15.
الزاوي مفضوح كالمعتاد؛ غباؤه لا يوفر له الستر اللازم ؛ فهو يعد المسلم الذي يحرص على صلاة الجماعة في المسجد، ليس صادقا . والتعليق على هذا الغباء سيكون أفدح غباء منه، أما مقارنة بيوت الله تعالى بالمسارح ففجور يضاف لقائمته السوداء ضد الإسلام وشعائره من جهة ، ومن جهة أخرى فكم من مسرح في البلاد؟ وهل كل الجزائريين يرتادون المسارح لو قيض الله مفتيا مسرحيا عظيما يفتى بفتحها للجمهور؟
هوامش :
1 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ “.متى تشرب البقرة من حليبها؟”، | اندبندنت عربية،29/4/2021.
2. ـــــــــــــــــــــــــــــــ ” كافكا في الجزائر “م ن، 4 فبراير 2021
3. م.ن .
4. ـــــــــــــــــــــــــــــ “ لماذا يعشق العربي ديكتاتوره؟ ، م .ن ، 30/9/2021
5. ــــــــــــــــــــــــــــ حكاية الجزائري ما بين المساجد السياسية والخمارات”، م.ن، 27/2/2020
6 . Mira Z Amiras | San Jose State Universityhttp://sjsu.academia.edu › MiraAmiras
7.ibid
8.ibid
*انظر :
الجزائر: الشعب يريد اغلاق الخمارات! » صحيفة الوكاد
ثورة أخلاقية لمحاربة بيوت الدعارة والمخامر – الشروق
https://www.echoroukonline.com ›
تساؤلات في الجزائر حول خلفيات حملة واسعة على الخمارات – DW
https://www.dw.com › تساؤلات-في-ا…
سكان الجميلة بعين البنيان يطالبون بغلق محلات بيع الخمور
https://www.djazairess.com › echchaab
الجدول أعده الكاتب بناء على إحصاءات المصادر الأتية الذكر **
عدد المساجد بالجزائر تجاوز 18400 مسجد – https://www.aps.dz ›
عدد المساجد بالجزائر تجاوز 18400 مسجد – https://www.aps.dz ›
https://lakome2.com وزارة الشؤون الدينية، تونس ،ديسمبر 2019 , https://lusailnews.net ›https://www.wam.ae › *
مساجد الإمارات .. منارات حضارية تجسد قيم … – وكالة أنباء الإمارات
عدد المساجد في قطر
https://lusailnews.net › article › society › qatari › إتمام-بنا…
(بالعربية) عدد الجوامع والمساجد المصادق على ترسيمها ضمن قائمة المعالم الدينية إلى حدود شهر ديسمبر 2019، وزارة الشؤون الدينية، ديسمبر 2019 “نسخة مؤرشفة“ (PDF). Archived from the original on 9 سبتمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 2 أبريل 2016.
مساجد المغرب
https://lakome2.com › societe
9. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا يحدث هذا إلا في ظل الإسلام الأمازيغي، العرب اللندنية،4/02/201
10.م .Hpl]
* انظر : أحمد توفيق المدني، كتاب الجزائر
أبوالقاسم سعد الله “ـــ تاريخ الجزائر الثقافي ج 4”
ــــــــــــــــــــــــــــ د.جمال كركار القانون العرفي الجزائري خلال فترة الاحتلال
قانون منطقة القبائل أنموذجا،مقارنة بين موقف القوانين
الفرنسية والشريعة الإسلاميـة ـــــــــــــــ مجلة الاجتهاد للدراسات القانونية والاقتصادية/المركز الجامعيلتامنغست–الجــزائر
ــــــــــــــــــ هانوتوا عادات جرجرة
11.م.س.
، ” . 12 . محمود الربداوي أهداف ترجمات القرآن وأنماطها عبر التاريخ (*) – ملتقى أهل التفسير
https://vb.tafsir.net .
13. أنظر مقالنا الموسع : أمين الزاوي في محفل اندبندنت عربية – الموسوعة الجزائرية …
14. . قبلة اللاعب الدولي رياض محرز لعشيقته وزلزال تيبازة وميلة الخميس 13 أغسطس 2020
أنظر مقالنا ” الزاوي في محفل أندبيندنت عربية ”
15. الزاوي ” ما أحوال الثقافة العربية والمغاربية في زمن الحجر؟ ـأنديبندنت، 6 أغسطس 2020