معنقة الأمين الزاوي .. الفيدرالية الجهوية مع اليهود والأقدام السوداء

د. محمد مراح

مُعلَم وكاتب جزائري أصيل مدينة تبسة .

31/01/2021

يكتب الأمين الزاوي مقالا أسبوعيا في صحيفة إندبندنت عربية {النسخة العربية المكيفة} the Independent من الصحيفة البريطانية المعروفة .

وقد تقصيت وحللت نحو ثمانين مقالا منها، كشفت عما يجب أن يكشف ويعرف ويقال* ( أنظر:أمين الزاوي في محفل اندبندنت عربية ـ الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية،24 ــ 12 ــ 2020).

وفي هذا المقال نعرض مرئياته في جانب جيوسياسي، كما يراه ليس بلغة الخبير والباحث المتخصص الكفئ، وإنما عرضا أقرب لأفكار إيديولوجية حزبية، منها المتداول المعروف، ومنها (  إبداعه !!! ) .

فما يرافع له :   

أ ــ ــ التبشير بمزايا الجهوية :كما يقول  (والجهوية الإيجابية أو المناطقية لا تعني تفتيت وحدة الوطن، بل تعني إعطاء الفرص لأبناء “الجهة” أو “المنطقة” لمراقبة آليات التسيير الاقتصادي والثقافي والإداري، بما يخدم المواطن البسيط، ويعود على الوطن كله بالخير.

والجهوية أو المناطقية الإيجابية هي السبيل إلى خلق تنافس جاد ومتكامل بين مناطق الوطن الواحد، لأنها الطريق لاستكشاف القدرات الإبداعية في كل المجالات لأبناء وبنات هذه المنطقة أو تلك)

هدا الطرح تتبناه أحزاب معروفة بنزعتها الجهوية، وتواضع وعائها الشعبي، طلعت به في بواكير التعددية الحزبية في التسعينيات، على الأقل من\ الخروج به إلى الرأي العام، ولا تزال تعتمده في التنظير السياسي والحزبي إلى الآن، فهذا رئيس الأرسيدي محسن بن عباس يقول في مشروع حزبه)

14: الدولة الموحدة الإقليمية والحكم المحلي:

 بديل تنموي للبلد :

إن إعادة التأسيس المؤسساتي، مثل ثقافة التسيير القائمة على الشرعية الديمقراطية والقانون، لا تحتمل أي تأجيل. فهي تفرض الآن وعلى ضوء التحولات الإقليمية الجارية، صياغة وتنفيذ أنماط تسيير سياسية تتماشى مع تطلعات الجزائر العميقة المتجددة والمنسجمة مع عالمية حقوق الإنسان ومتطلبات الاقتصاد العالمي اليوم (حساب الحزب في فيس بوك :مشروع_الأرسيدي المصادق عليه في المؤتمر الخامس المنعقد يوم 09 و 10فيفري 2018ــ

والحقيقة أن طرح الفيدرالية نظاما إداريا يلقى استحسانا لدى أحزاب الجهة ، لعل المتابعين يذكرون الاضطرابات التي وقعت  في منطقة القبائل خلال التسعينيات   وقتل شاب أثناءها، وقد رفعت مجموعة من المطالب منها سحب الدرك الوطني من المنطقة، مما أثار جدلا وطنيا كبيرا، ونقاشا واسعا حول أثر النتائج المترتبة من هذا المطلب  على مبدأ الوحدة الوطنية، ومحاذير سابقة  الجهوية والمناطقية، لكن المزاج العام في منطقة القبائل كان متمسكا بالمطلب، وقد صرح السيد آيت أحمد أحد قادة الثورة التحريرية و زعيم حزب القوى الاشتراكية المعارض القديم، أن سحب الدرك من المنطقة ليس مشكلة، مهونا من أهمية الهيئة الأمنية النظامية، وفي السياق رحَب بفكرة الجهوية، وعبَر قائلا :{ كاين جهوية مليحة} أي هناك جهوية حسنة !

ويبدو أن هذه الفكرة تستقطب أحزابا وهيئات حقوقية وثقافية وشخصيات، توصف بالديمقراطية. لكن  مشروع الدستور الأخير الذي استفتي عليه الشعب ، أثارت إحدى مواده جدلا واسعا سياسيا وشعبيا وإعلاميا، لما تضمنته من إيحاء فكرة المناطق الخاصة، وهو تعبير مجاور للفيدرالية، مما دفع لمراجعتها وتغييرها نسبيا مع بقاء مساحة من الخوف من استغلالها للهدف المراد .

وفي سياق طرح شبكة التعانق بين قضايا ديموغرافية  ومكونات سكانية مختلفة  ومتناقضة والنظام الإداري السياسي للدولة، واستدعاء الماضي القريب نسبيا والضارب في التاريخ، تحاول مقالات المحفل شبك مركب وطني لا يبقى معه من الوطن الجزائري الحالي إلا التواصل الجغرافي الطبيعي، فإضافة لما سبق فإن المحفلي يثير من خلال مشكلات المهاجرين الجزائريين في فرنسا، وكيف لم تحسن الحكومات المتعاقبة الاستفادة من وجودهم هناك من النواحي الاقتصادية والخبرات والمهارات والفنون والنواحي الأكاديمية، وهو أمر مطروق كثيرا إعلاميا وثقافيا وسياسيا وأكاديميا.لكن فيما يبدو أن الختل المحفلي اتخذ المشكلة مدخلا لأحد اكير المسائل رفضا و تصلبا  شعبيا في المقام الأول، ويعد من محظورات الوحدة الوطنية ، ألا وهو ما يعرف بالأقدام السوداء، و يطلق اسم”الأقدام السود” على المستوطنين الفرنسيين وغيرهم من الأوروبيين المولودين أو الذين عاشوا في الجزائر مثل الإيطاليين والإسبان والمالطيين فضلا عن اليهود خلال فترة الاستعمار الفرنسي .وصل عددهم في الجزائر عام 1960 لنحو مليون نسمة.(7 حقائق عن الأقدام السوداء الذين يريدون إقامة دولة لهم في الجزائر …https://www.bbc.com › arabic‏/11‏/2012

يرى المحفلي أن (يضاف إلى الدياسبورا الجزائرية الجديدة مجموعة اجتماعية أخرى وهي تلك الطبقة الاجتماعية المشكلة من الأوروبيين وأبنائهم ذوي الأصول الجزائرية، الذين ولدوا وعاشوا في الجزائر، ومن ثم هاجروا سنوات الحرب أو حتى بعد الاستقلال، وهم يملكون علاقة داخلية قوية مع الجزائر، إلا أن الخطاب السياسي الذي يصنف الأمور تصنيفاً حنبلياً يقطع الطريق عن كل حلم في وضع خبرات ورأسمال هذه الدياسبورا في صالح تطوير البلد) (الدياسبورا الجزائرية أمام عقدة “المستعمِر والمستعمَرــ 3 سبتمبر 2020).

ولوضع الفكرة في سياقات تطلعات هذه الفئة ، {ذكرت صحيفة النهار الجزائرية مؤخرا أن مجموعة من الأقدام السوداء أعلنت عزمها الشروع في تأسيس دولة على أرض الجزائر، وشرعوا في مراسلة السلطات الجزائرية والفرنسية.

ونسبت صحيفة النهار لجريدة ميدي ليبر الفرنسية القول إن مجموعة من الأقدام السوداء الذين عاشوا بالجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي شكلوا ما وصفوه بحكومة في المنفى تتكون من 13 وزيرا، مشيرة إلى أن رئيس هذا الكيان هو بيار غرانيس الذي أعلن عن تشكيل حكومة وبرلمان}. بي بي سي .

إذن الجغرافيا السياسية في الطرح المحفلي تبينت بعض جوانبها و ملامحها : النظام الفيديرالي تحدد ترتيباته بما هو مناسب في الوقت المناسب، بما في ذلك المعيار السكاني سيكون  العرق من أهم أولويات بحثه !!!

لكن وفاض المحفل لا زال فيها متسع؟! ألا يمكن النظر في حالات مشابهة لها من الناحيتين الاستعمارية والتركيب الديمغرافية ؟ وجدها المحفلي فيما يبدو، لكن قد تكون أُوُجدت إليه!!!، لأنها من ثوب التفكير الاستراتيجي الذكي الذي ينضج السيناريوهات المنجزة من أدمغة كبيرة متمرسة !

الفكرة البديعة إذن : (لماذا لم تصبح الجزائر دولة مثل جنوب أفريقيا في شمال القارة؟(في التعددية الإثنية والثقافية: ماذا كان سيحدث لو أن أوروبيي الجزائر ويهودها لم يغادروا البلد بعد الاستقلال ؟ــ 1 أغسطس 2019

ولذا إذا كانت جنوب أفريقيا قد اختارت المصالحة الصحيحة المؤدية إلى بناء الدولة بجميع أيدي أبنائها الذين تقاتلوا البارحة فإن الجزائر حين طويت صفحة الاستعمار لم تتمكن، بل لم تكن قادرة سياسياً على خلق مثل هذه المصالحة،

الجزائر لم تفعل هذأ ( ببساطة أيضاً وبكل وضوح، لم يحدث ذلك لأن الجزائر النظام السياسي لم تستطع أن تستوعب وتتصالح مع المكونات البشرية الأساسية التي ورثتها من زمن الاستعمار، وأولها المكون البشري الأوروبي، وهم الجزائريون ذوو الأصول الأوروبية الذين ولدوا وعاشوا وماتوا، أباً عن جد، في الجزائر، ولم يكن لهم بلد آخر بديلاً عن الجزائر، والجزائريون من أصول أوروبية هم من أصول فرنسية وألمانية ومالطية وإسبانية وبرتغالية وإيطالية وغيرها، وقد جاؤوا البلد كما جاءه العرب من قبل بقرون واستوطنوا بها عن طريق الحرب والمصادرة) (المصدر نفسه)،

أيضا عنصرآخر أخطر وأشد وأنكى من الأول يضيفه المحفلي

: (لقد خسرت الجزائر مكوناً بشرياً آخر مهماً هم يهود الجزائر، لقد وُجِد اليهود في هذه الجغرافيا وعلى هذه الأرض منذ آلاف السنين، وقد ظل المسلمون واليهود يعيشون في وئام اجتماعي وفي نسيج ثقافي واحد ومتعدد…

ــ (ماذا يا ترى كان سيحدث لو أن يهود الجزائر ظلوا في البلاد ولم يغادروها بعد الاستقلال؟ من دون شك، هذا السؤال قد يزعج الكثيرين، لأننا صنعنا مواطناً يخاف من طرح الأسئلة، مواطناً يعيش على أجوبة جاهزة وبائتة، مواطناً ضحية ثقافة “الغضب” لا يفكر إلا بـ “الزبد” على أطراف فمه)، (المصدر نفسه).

ما هي مكاسبنا التي ضاعت منا ؟

ــ (تاريخيا   كان يعيش فيها اليهود كانت منطقة ديناميكية، وأنهم كانوا دائماً المجموعة الاجتماعية التي تسهم في إدارة “الشأن العام” و”الخاص” بكثير من الحرص والمتابعة والمهنية والديناميكية).

ــ إن التدبير الذكي للشأن العام والخاص الذي كان يقوم به المواطنون الجزائريون والمغاربيون اليهود بدا واضحاً في كل المجالات، في الاقتصاد، في الاجتماع، في الفن، في الفلاحة، في التجارة، في المال، في الحرف التقليدية، في الإعلام، في الخدمات)، (المصدر نفسه).

ــ (إن المواطنين الجزائريين والمغاربيين من اليهود كانوا جزءاً لا يتجزأ من الأهالي الأصليين من أبناء هذه الأرض، يلبسون لباسهم ويأكلون أكلهم ويركبون مراكبهم ويغنون أغانيهم.

ــ لم يعش اليهودي الجزائري أو المغاربي غربة في شمال أفريقيا على مر العصور لأنها بلده، عاش عيش الأهالي، انطلاقاً من ذلك، كان يمكن لليهود الجزائريين والمغاربيين بشكل عام أن يثروا التنوع ويحافظوا عليه، ومن خلال هذا الوجود كنا قادرين على التخلص من الواحدية القاتلة في السياسة وفي الدين وفي الثقافة والانفتاح والتفتح على حلم العيش المشترك وصناعة الغد المتعدد)،(المصدر نفسه).

الخدمات التي ذكرت من المألوف المعروف شعبيا ، فأين بيت القصيد  إذن ؟

المفتاح هنا { اليهود كانوا جزءاً لا يتجزأ من الأهالي الأصليين من أبناء هذه الأرض}، فإذ ضممناها إلى المرتكز الرئيس النزعة البريرية بكل مستوياتها وأطرافها المناضلة في سبيلها، تتبين لنا طاقة الحماسة الجارفة، لإلتئام  السكان الأصليين استكمال السمفونية!!!

إذن الخاطة الجغرافية السياسية كالآتي : تصير الجزائر فيدراليات تضم مكنونات أبرزها : العرب ــ البربر وبالتاكيد أنهم لن يتوزعوا جغرافيا وبالتالي ستكون فيدراليات بربرية ــ الأقدام السوداء ــ اليهود خصوصا في الجهة الغربية، للتكامل مع يهود المغرب،وأقبيات عرقية اخرى، أو فتح الباب لأعراق مجانسة في بلاد المغرب العربي لتوسيع وعاء عرقي ما .

وهكذا تخرج الأقليات الجهوية من مأزقها، وتتقوى بالمنماهين معها في نظام علماني بحت. وتكسر هيمنة الأغلبية كما هو الحال الآن، وتتوازن بها في الموازنات الفيدرالية ضمن البرلمان الفيدرالي !!!

لكن السؤال الجدير بالطرح : إلى أي مدى ستترك التجربة تأخذ مداها فب النجاح؟ ضمن تصارع المصالح الدولية وأطماعها، وكذا نزعة

ونلاحظ التعبير الرخيص التحقيري الذي يستخدمه المقال المحفلي في مواجهة المجموع الوطني المخالف{مواطناً ضحية ثقافة “الغضب” لا يفكر إلا بـ “الزبد” على أطراف فمه)!!!

ومن زاوية أخرى داعمة لقوة للتعانق ،ندرج تقدير الحنين اليهودي من زاوية أخرى هي طرح أوراق اعتماد لدى من يهمهم أمر تمهيد السبل لعودة الأخ الضالَ،فوجد المحفلي ــ فضلا عن المرافعة التاريخية الحقوقية الخالدة لحق اليهود في موطنهم الأصلي الجزائر، فرصة لتقديم أكبر قربان للرضى اليهودى على من يسعى إليه، وهو أن يصير من

(الهلوكوستيون) بالطريقة المتناسبة مع وضعه ومكانته ورمزيته، لذا فإنه في منشوره الأيديولوجي ( الكتاب المدرسي قنبلة عربية موقوتة)!

اكتشف في مادة التاريخ مركبا لدعوى مضحكة لعوارها وفريتها المفضوحة على مادة التاريخ في الكتب المدرسية في الجزائر، يقول إن المديح الظاهر أو المبطن لشجاعة هتلر في كتب التاريخ المدرسية يتم ربطه باستراتيجيته الشريرة الرامية إلى إبادة اليهود، وهي الصورة التي تريد هذه الدروس تقديمها للأطفال والمراهقين مرتبطة بالوضع الحالي لفلسطين في مواجهة الاستعمار الإسرائيلي، وكأنَّ هتلر كان يريد تحرير فلسطين!

فمديح هتلر والإشادة به هو من باب أنه كان يكره اليهود، وقد خطط لإبادة الجماعية (الهولوكوست)، حتى أصبح هتلر في أذهان الأطفال والمراهقين، وانتقل ذلك إلى العامة، على أنه منقذ فلسطين من الاستعمار، وفي مثل هذه الدروس يستثمر الفكر الفاشي الإسلاموي الإرهابي فيرفع من رمزية الشر الذي هو هتلر حين يقرنه بوضع تاريخي آخر، وهو الاستعمار الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية فيزيد من رأسمال الكراهية بين الأديان والمؤمنين بهذه الأديان، ومن ذلك يستحيل إقامة فضاء لإمكانية العيش المشترك بين الجميع بمعزل عن طبيعة دياناتهم وعقائدهم ) ( الكتاب المدرسي ) .

ملايين الجزائريين درسوا التاريخ في المدرسة الجزائرية، والكتب يمكن الوصول إلى ما ألغي منها، والإطلاع على المعتمد، ويقٍرأها سطرا سطرا ثم يُخرج لنا هذه الجريمة في حق الإنسانية، وليرفع بوزارة التربية دعوى أمام محكمة العدل الدولية حول جريمة العداء للسامية! .

أهكذا ينزل الغرض الوضيع بأصحابه، والكراهية للمخالف من أبناء وطنه؟! منشورك الأيديولوجي كله إهانات وتحقير وشتم للمتدينين مهما تكن مشاربهم، وانتماءاتهم الدينية، والاجتماعية، ثم تأتي هاهنا لتلقى فرية حقيرة، وتتهم مسارا تعليميا بالنازية ؟

القصة التي يعرفها الجميع من جيل الآباء والأجداد، وتلقاها جيل الاستقلال منهم أن العرب أعجبوا بهتلر لأمرين هما : تمريغه أنف الاستعمارين البريطاني والفرنسي في التراب، فبدأ بمثابة من أشفى غليله فيهم، خاصة الاستعمار الفرنسي الذي ارتكب أفضع الجرائم في الجزائر منذ دخولها مستعمرا.

الأمر الثاني : رأوا فيما يعرف بالمحرقة النازية لليهود نوعا أيضا من جدع أنف الصهيونية، وربما فكر بعض الزعماء العرب والفلسطينيين التعاون مع هتلر للقضاء على الاحتلال الصهيوني ، مثلما بات معروفا عن الخطوات التي سار فيها  الحاج امين الحسيني مراحل مع هتلر .

هذه القصة، نقلتها من الشعور الاجتماعي إلى الكتب المدرسية الرسمية . 

ثم ألا تريد أن تمنح نفسك قدر الباحث النزيه الذي يعرض وجهات النظر المتعددة ،الر والرواياتوالرويات التاريخية المتعارضة ،؟ وانت تعرف ما لقيته مسألة المحرقة النازية من نقد باحثين أوروبيين كبار، وكثير منهم دفعوا أثمانا غالية إزاء مواقفهم؟ ثم من ناحية أخرى ألا يليق بكاتب (حر وديمقراطي وحقوقي)!، أن يغضب ولو بقدر أقل من المحارق الصهيونية التي لا تنتهي أي في حق الفلسطينيين ، والمجازر الرهيبة التي ارتكبوها في لبنان؟ لم أر في مقالاتك المحفلية هذه كُليمة تضامن مع فلسطين، فضلا عن إزعاج الصهيونية وكيانها، بهمسة، وتريد أن تغير أمة!!!

نخلص مخاطبين صاحب مقالات المحفل : ـلإن مكونات خطابك في العناصر الآتي ذكرها :{ الأقدام السوداء ــ اليهود الأصليين ـ حسب زُعيمك ـ  الفيدرالية والجهوية }، ترسم  ــ بوعي أو بغيره ــ خارطة جغرافية وسياسية مستقبلية للجزائر ! تنطوي على مخاطر كبيرة على ضوء المعطيات الآتي ذكرها : مشروع الشروق الصهيوني الأمريكي للشرق الأوسط الجديد، كما طرحه ذئب الصهيوينة شمعون بيريز ، وبرنارد لويس وكونليزا رايس .

وهذا المخطط كسائر المخططات الاستراتيجية الكبرى تُعدَل على ضوء التطبيق والمتغيرات . بالنسبة للجزائر يلاحظ فشل الهزات على طريقة الليبية والسورية، نظرا لأسباب كثيرة منها سيول الهجرة البشرية لأوروبا التي تهددها في وجودها الحضاري . لذا عُدًلت الخطة على النحو الآتي : إحاطتها جغرافيا بحزام ناري ملتهب من جهة، والتأثير السلبي في الوضع التونسي داخليا، ترسيم التطويع الصهيوني مع المغرب. وفي كل هذه النواحي يحضر الكيان الصهيوني حضورا رئيسا فاصلا في مكونات المخطط المركزية .

إذن الجزائر الجامحة عن الانخراط في المشروعات الغربية والصهيونية اقتصاديا وسياسيا، من ناحية، ومن الناحية الداخلية، رجح لدى تلك القوى فشل
أقليات سياسية وأيديولوجية في الاستيلاء على زمام الأمور فيها، بعد الفشل الذريع لمخطط الاستيلاء على الحراك الشعبي، وامتطاءه، مراهنة على سلاسة مرجوة لدمج الجزائر ضمن مشهد الصهينة، والليبرالية في صورتها المتوحشة.

إذن لابد من التجريب ، فلاحظنا من خلال مشروع الدستور الجديد: وضع كرة اختبار المادة 16 : يمكن للقانون أن يخص بعض البلديات لنظام قانوني خاص}!

ثم ملاحظة وقياس ردود الفعل، وهي بالتأكيد محل تقييم .

ولذا  قد تستثمر مرئيات  ثلاثية شبكتك { الأقدام السوداء ــ اليهود الأصليين ـ حسب زُعيمك ـ  الفيدرالية والجهوية }  في أحد السيناريوهات الممكنة  أرجو أن تتفطن لهذا، فجموح الخيال الفني ليس محمودا على أي حال !!!