مختصر سعيد جاب الخير !

د. محمد مراح

مُعلَم وكاتب جزائري أصيل مدينة تبسة .

28/02/2021

عاد الحديث الإعلامي عن سعيد جاب الخير بمناسبة دعوى قضائية رفعها ضده الدكتور بويجرة عبد الرزاق أستاذ بجامعة بلعباس بجنحــة الاستهزاء بالمعلوم من الدين بالضرورة ،وبالشعائـر الإسلامية عن طريق الكتابة والتصريح وجنحة الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم المتابع والمعاقب عليها بــ المادة 144 مكــرر 02 من قانون العقوبات (حسب نص الدعوى المنشور في الصحف الوطنية ) . فثار اللغط المعهود بدعوى اضطهاد الحرية الفكرية ، وذيولها المعهودة أيضا .

نريد تناول المسألة في نقاط محددة ، تضع المدعى عليه في حجمه الحقيقي، ومحاولة إضاءات على  العتمة التي تلُف السياقات السياسية والمشروعات التي يُسعى لتسويقها في الجزائر ، ومنطقة المغرب الإسلامي ، الذي يمثل وحدة تفكير وعمل في رسم مستقبل المنطقة العربية . التي تمثل تاريخيا وحضاريا قلب العالم الإسلامي، ولا يمكن لأي صياغة جديدة تُرسم للعالم الإسلامي أن تنجح استراتيجيا إلا إذا ضُبطت أوضاع العالم العربي .

1 ــــــــــــــــ ما الذي يمثله سعيد جاب الخير من الناحية الفكرية ؟ بناء على تقصى نشاطه (الفكري !) والإعلامي يتعذر إدراجه ضمن وصف الباحث العلمي، والمفكر( . (Islamolog

التعليل :  شكلا :    أ / ليس له مؤلفات ومقالات علمية منشورة تبسط نظرية فكرية أو فلسفية أو عقدية ،  وفق تقاليد التفكير المنهجي العلمي ، وما درج عليه المفكرون والمبدعون والفلاسفة عبر التاريخ البشري الفكري والفلسفي  ، اللهم إلا كتاب (أبحاث في تاريخ التصوف والطرق الصوفية) ، وهو على حال لا ينهض بصاحبه إلى مستوى المفكرين المبدعين !!!

  

 . 

                            ب / مجمل اتناجه : حوارات ومحاورات ـــ المشاركة في برامج إعلامية تغلب عليها الإثارة الإعلامية على نهج الإعلام الذي يتراوح أداؤه بين الإثارة والتهريج أحيانا، وكسب المشاهدة لأغراض تجارية ربحية، ضمن المشهد الإعلامي السمعي البصري الجزائري الذي غدا أحد  النماذج البائسة بكل المعايير الإعلامية ــــــــــــ بعض ما سُمي (مناظرة) إعلاميا ـــــــ الانخراط الواسع في الإعلام الجديد خاصة عبر حسابه في فيس بوك ويوتيوب ــــــــــــ أنشطة ثقافية ميدانية تُنقل عبر وسيلة إعلامية تقليدية أو حديثة .

    مضمونا /     يقينا أن الجانب الشكلي الذي ذكرناه يفضى بالضرورة  إلى استحالة انتظام مذهب فكري ، محدد الملامح والخصائص والمقولات والحجج والأدلة، والأمثلة التطبيقية والواقعية، والوحدات والمصطلحات الدالّة والتحليلية، كما هو مألوف في النظريات الفكرية والفلسفية ، التي يُعرف بها المفكر والفيلسوف الذي قد يؤسس لنظرية ما تفسيرية أو تحليلية متماسكة تكشف عن عمق وأصالة ، وإبداع يترجم سعة إطلاع أو عبقرية ما ، دون شرط مثلا العمر ، فكولن ولسن { 1931 ــــــــ 2013 } مثلا أبدع نظريته ( اللامنتمى) وهو في بداية عقده الثاني من العمر، ووسعها لما بعد اللامنتمى في زمن وجيز . وهي على كل حال اجتهاد فلسفي فرعي بسيط ضمن الوجودية إحدى المذاهب الفلسفية الكبرى في القرن العشرين . وقد يفيدنا هنا ذكر موقف عبد الرحمن بدوي من سارتر ومدى تمثيله الوجودية بالمستوى الفلسفي العميق المبدع : إنه يراه حالة (صرعى / مودة) أدبية فكرية أكثر منه فيلسوفا يسامق كبار فلاسفة الوجودية ككيرك غارد   [1813 ــــــ 1836] وككارل ياسبرز [ 1883  ــــــ 1969]                                    بناء على نتاجه الفكري والذي لا يعكس سوى مستوى اأدبيا وفنيا أكثر منه عمقا فلسفيا، فالمرحلة التي ظهر فيها سارتر سياسيا وثقافيا وفكريا كانت مرحلة نضال سياسي تحكُّم النزعات السياسية والميول العرقية و النزغات الغريزية وجموح الشهوات الهابطة المشهد الثقافي والفكري في فرنسا، في تلك الفترة ازدهرت الحركة النسوانية الأنثوية العدوانية  المتطرفة ، وتفاخر كتّاب ومفكرون بنمط من الرابطة التزاوجية الحيوانية ( سارتر مع سيمون دي بوفوار مثلا) عشيقته يعيشان تحت سقف واحد متزاوجين جنسيا ، لا زوجين نمطيين .

ومما حدث مثلا في السبعينيات في فرنسا أن الطلاب الجامعيين والطالبات تظاهروا بعنف شديد على قرار منعهم من الدخول الحرَ لغرف بعضهم بعضا !!!! ( الحال يراد لها تجدد الآن في الجزائر) !!!

إذن لا يمكن لقائل يحترم اللغة قبل العقل أن يسلك ما يأتيه سعيد جاب الخير ضمن مصاف المثقفين الكبار فضلا عن المفكرين المذهبيين .!!!

نرجئ  تصنيف (مأتيات )  ومخرجات المُتحدًث عنه إلى حين .

2 ــــــــــــــــ هل هو ناقد اجتماعي ؟    النقد الاجتماعي كما هو ممارس يستند إلى مذاهب أو نظريات فكرية وفلسفية أو عقيدة دينية أو مذهب أخلاقي، أو نظرية أو مذهب اجتماعي ، يوظّف تراثها ومقولاتها ونماذجها في نقد ظواهر أو مشكلات اجتماعية أو سلوكية فردية أو اجتماعية ، أو اتجاه عقائدي لنظام سياسي ،  باستخدام الوسائل والوسائط الثقافية أو الفنية أو الإعلامية في عمله الهادف لأغراض محددة سلفا  وقد برع في النقد الاجتماعي لدينا في المرحلتين الاستعمارية وبعدها كُتّاب ومصلحون كُثر : فأبرز حركة واسعة مؤثرة كانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تركت تراثا في النقد الاجتماعي يضاهي قدرا و كميا وثقافيا وفكريا ما أنتجته الأمم المتحضرة في القرن العشرين رغم تباين شروط الإنتاج الشديدة : فصحف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ انطلاقها قبل التأسيس القانوني زاخرة بهذا النوع من النتاج الفكري والإعلامي، فإن تحدثت عن الشيخ ابن باديس والشيخ الإبراهيمي والشيخ الطيب العقبي والشيخ مبارك الميلي والشيخ الشهيد العربي التبسي رحمهم الله جميعا فأنت تتحدث عن مصلحين دينيين واجتماعيين تصدوا للإصلاح العقدي والفكري والثقافي والسياسي والعلمي من مدخل النقاد الاجتماعيين  المرموقين . بل لقد تطور هذا النقد الاجتماعي لدى الجمعية منذ الأربعينيات إلى ما يشبه المعالجة المتخصصة الثابتة في صحفها، وأبرز كتابها الشيخ باعزيز بن عمر (بازي عبد العزيز )  [1906  ــــــ 1977)رحمه الله.

أما بعد الاستقلال ففارس النقد الاجتماعي الذي لا يشق له غبار فهو الدكتور عبد الله شريط [1921 ـــــ 2010]  رحمه الله الذي ترك تراثا فكريا  مكتوبا ويسلكه يسلكه ضمن كبار المفكرين والنقاد الاجتماعيين في القرن العشرين : نظرا لما أوتي من عبقرية وتوقد فكري ، وشجاعة وصلابة موقف وشخصية، وثقافة واسعة ، وسلاسة تعبير ورقي أسلوب .  أما إنتاجه الإعلامي الإذاعي في النقد الاجتماعي لا يُعرف له مصير ) !

أما مالك بن نبي رحمه الله فهو عبقري نظرية  التغيير  الاجتماعي الحضارية  .

فهل تسمح (مأتيات ) جاب الخير بحجز كرسي له ضمن هذا المكسب الثقافي والفكري الوفير الثري العريق في مسار الثقافة الجزائري؟ أيضا الجواب : كلا ، لماذا ؟ الجواب : أن (مأتياته) حيز فيزيائي ثقوبه أضعاف مضاعة من  كُعيبراته (والكُعْبُرة والكُعْبورةُ: كل مُجْتَمِعٍ مُكَتَّلٍ./ في لسان العرب ) !  فأقرأ أو اسمع لما يعُدَه ملاحظات ثاقبة في نقد السلوك أو الفكر أو الممارسة الاجتماعية، فلا تجده  يزيد عن ملاحظات العوام إلا قليلا، بل إن الضمير الاجتماعي كثيرا ما ينطق حكما خالدة .

يضاف إلى هذا الركام السخيف من القول، والهابط  أحيانا من الوصف والتعبيرـ والوقاحة الرخيصة حينما يتعلق الأمر بممارسة دينية إسلامية، او سمة عربية اجتماعية، وفي المقابل تمجيد خرافي لكلَ أثر او سلوك أو مظهر اجتماعي أو تراثي بربري !!!

أمَا ما يحاول الظهور به من مظهر الناقد الاجتماعي الواسع الاطلاع على الثقافة المعاصرة بالمعنى الواسع للثقافة ، فلا يختلف في شيء عما اعتاد الناس ملاحظته، وتداوله، أو التحسّر من خلاله على واقع محلي ردئ ، أو النموذج الذي يستحق الاتباع   مما تنقله وسائل الإعلام الحديثة والمعاصرة !  يزكمها (يملأها) بقاموسه السوقي، والعنصري العرقي المقيت !

3 ــــــ هل هو شخصية دينية بالمعنى العلمي والفكري ؟

شكلا :   نسبة (مأتياته ) الدينية تستبيح الإسلام بأوسع دلالاته ومضامينه : عقيدة وأصولا، وحضارة وتاريخا، وواقعا . ولهذا فإنَ رُعاته ،  وهو ما يجب التأكيد عليه وإبرازه ، أمّا أتباعه فهم جمهوره ممن يسكنون مواقع التواصل الاجتماعي، بحكم الحال وشروطه،  أو المؤطرين أيديولوجيا وسياسيا ضمن مشروع محدَد سنقف عنده بعد قليل إن شاء الله .لذا فلا أقول أتباعه بالدلالة القيادة الفكرية أو التغييرية الرصينة ، لأنه لا يتوفر معرفيا على ما يؤهله للريادة والإمامة الفكرية والعلمية. إذن (رعاته ) إعلاميا يقدمونه بصفة  الباحث في الإسلاميات  

Islamolog

أصحيح هذا ؟ (مأتياته) في مجالات الظهور الثقافي والإعلامي تتمثل في الآتي ذكره : نشر مقالات كُتّاب ومفكرين وباحثين حداثيين عرب ـــــــ اقتباس مقولات ولافتات من هنا وهناك من المواقع الشبكية المستباحة ـــــ لافتات يحاول الظهور بها بمظهر الذي يُستراح من عمق فكره، وثراء معرفته، وصلابة تحليله، بما خف من ملاحظاته !!! ـــــــــــــ اقتباس مقالات دينية وظيفية ـــــــ تبوء  كرسي مفسر القرآن العظيم ــ

تكاد تكون هذه أهم (مأتياته ) الدينية ، فأيها يمكن أن يثبت له الصفة : صفة الباحث في الإسلاميات ، أنها لا ترقى لمنحه الصفة، اللهم إلا التفسير، الذي كما سنرى لا تجيزه تسنُماته لحيازة الاستحقاق .

قبل  البرهنة على ما نقول : يجب إثبات الملاحظة الهامة الآتي ذكرها : أن مسار المتحدث عنه في الشأن الإسلامي سار في منحنى تصاعدي بمعياري التماهي والصك (الضرب والدفع) بلغ الآن نقطة الرُذالة (رُذالة كلّ شيء أردؤه في لسان العرب ) التي بلغت مداها !!!

أما نسبة ما يمنحه له التفسير من صفة الباحث في الإسلاميات فلا تتجاوز مع تجوز في التقدير عشرة من المائة ؟! لأنه يؤول القرآن وفق مسلمة واحدة وهي أنسنته أو تاريخانية محمد أركون التي تقضي نزع صفة القداسة عن القرآن الكريم ، كي يتسنى التعامل معه كأي نص انتجه بشر، فتُعمل فيه المشارط كما تعمل في سائر أجساد النصوص. و فرّع  المتحدث عنه مسلّمة أخرى صارت هي السبب والهدف الأسمى لاعتسافه، وظلمه القبيح للكتاب المبين .

المُسلّمة هي : (الهدف من هذه السلسلة هو توضيح أن القرآن يعترف بالكتب المقدسة الأخرى كما هي موجودة اليوم بين أيدي الناس، ويعترف بشرعية الأديان الأخرى داخل وخارج الدائرة الإبراهيمية مثل الصابئة، وأن الإسلام لا يمثل خصوصية الدعوة المحمدية فقط، وأن المسلمين ليسوا أتباع الدعوة المحمدية فقط، بل الإسلام يشمل كل الديانات الإبراهيمية أو ملة إبراهيم، والمسلمون هم أتباع جميع الديانات الإبراهيمية في كل زمان ومكان، وأن المسلمين لا يحتكرون دخول الجنة في الآخرة، بل سيكون معهم الصالحون من جميع الأديان) !![ Said Djabelkhir | Facebook ـــ         10/2/2010

 الهدف واضح بيّن : تدينوا بما شئتم من الديانات السماوية والوضعية، فالجنة ليست ملكا لمحمد ولا لرسالته، وأتباعه لا شرعية لهم كي يذودوكم عن الجنة !!!

سأسوق مثالين اثنين من الفتح الرباني على سعيد آخر الزمان : 1 ـــــــ جديد الفتح : فبل ساعات : (في قوله تعالى 🙁 نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ  /آل عمران  / 03) يفهم من سياق المحاورة مع محاوره القول :إن تصديق التوارة يقضي بالضرورة عدم تحريفها!!! بالطبع للتدليل على المُسلّمة ، لكن الانسياق وراء وهمه أوقعه في بئر لا خلاص له منها إلا بالبراءة من عبثه قاطبة : أي أن القرآن محل شبهة في الحالتين : إن قضى بالتصديق فكلُّ ما يخالف ذلك من حكمه بالضلال والكفر على بني إسرائيل ومن النصارى بالطبع فهو يناقض نفسه، وإن حكم بالتحريف فهو أيضا يناقض نفسه : إذ كيف يصدّق تارة ثم ينكر ما صدّق  أخرى!!! وهنا المصيبة والمكب الذي كُبّ فيه (المتحدث عنه) !!!

سريعا نقول : أن الأمر لا تناقض فيه ولا هم يحزنون، فالتصديق ينصرف للرسالة التي لم تحرف سواء الأصل الذي نزل على موسى وعيسى عليهما السلام ، أو ما نجا من التحريف إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلينا أن نفهم إصرار المتحاورين على ربط التصديق  بوقت الرسالة إما ابتغاء شهوة تسوية الناس في الاعتقاد وألا ضلال ما دام هناك معتقد، أو تسجيل تناقض على القرآن وبالتالي تصح أضحوكم (الوحي والكتاب والقرآن) (السعيدو أركونية) !!! البائسة.

ببساطة أن بين يديه :  أمامه سبقه كما هو مقتضى اللغة وتفسير علماء التفسير قديما وحديثا .

 النموذج الثاني : (مآتيه) في أيات البقرة التي يصور فيها القرآن الكريم، مسالك اليهود مع القرآن الكريم والإسلام، كاشفا إجرامهم وإجرام خلفهم من النصارى بتحريف التوراة والإنجيل، وهو ما  يصفه سعيد الخير بإجرام المؤسسة الدينية التي فعلت ما فعلت لأهداف نفعية ومالية خاصة بها . ثم يُجري المسطرة نفسها على ما سمّاه أيضا بالمؤسسة الدينية في الإسلام : أي اجتهادات الصحابة والفقهاء في الإسلام ، فأنتجوا ما أدّى إلى رفض الآخر ، أما الأصل فإن القرآن يعترف بالآخر !!!

وبدهيات هذه المسائل لم تُرجأ إلى أن يظل المسلمين زمن يبعث فيه سعيد جاب الخير، فيكشف الحقيقة السرمدية ، قال تعالى   : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}  / البينة /06} [البينة:6].
 صدق الله العظيم ، ولا قيمة لأي حذلقة ضالة !!!

4 ــــــــ هل لهذه ( المأتيات )  بعد سياسي ؟ أجل ، فهي أحد جهود إضفاء مسحة دينية على برنامج حزب سياسي علماني جهوي عرقي . تُثبت كل منشورات حساب جاب الخير هذه الصّلة العضوية، فهو يمثل المنطوق الديني لهذا الحزب ، كسلفه صهيب بن الشيخ، ويزيد عليه بتلبّسه بشخصية فكرية ثقافية ، تصطف مع أمين الزاوي في رحلة المصير !!!

المشهد

ليس (لمأتيات) سعيد جاب الخير أصالة فكرية ؛ أي ابتكارا يُذكر، أما المنهج فهو يدور بين فلكي أركون [ 1928 ــــــــــــــ 2010]  وشحرور ، لهذا من ضياع الوقت والجهد الدخول في مناقشات تفصيلية لما ينشر ويقول ، لأن هذا الجهد يجب انصرافه وبذله مع الأصل، في حالة الفرع الفاشل !  والجهود العلمية الرصينة في هذا بذلت وتراكمت ، وكشفت عن الظواهر والبواطن، وخلاصتها أن نتاج أركون الفكري في إسلامياته إنما هي إعادة نتاج لتراث المستشرقين في القرنين التاسع عشر والعشرين، في وعاء منهجي اجتماعي حقوقي ديمقراطي ! أو كما وصفه الدكتور عبد الرحمن بدوي [1917 ــــــــــــ 2002 ]  في حوار معه على أم بي سي في التسعينيات لمّا سئل عنه  أجاب (أنه مستشرق) !!!  أما شحرور فقد نال حقه من كشف زندقته، وضلاله، وإجرامه في حق القرآن والسنة المطهرة، و إضلال الشباب في ظل الظروف التي يعيشها العالم العربي والإسلامي مما يسهل انجرار هم للأوهام ؟!!!  ـــــــــــ القاعدة المنهجية الذهبية في طروحاته  أن  الإسلام ينحصر في القرآن الكرم ، وفق فهمه بالطبع ـــــــ جاب الخير يؤدى دورا وظيفيا بطريقة ما واعية أو غير واعية لحزب سياسي عنصري جهوي ــــــ فكرة وحدة الأديان السماوية وغير السماوية يُقرّها الفرآن، أي القول بوحدة الأديان، (الإبراهيمية) يصُبُّ في المسار التطويعي مع الكيان الصهيوني ، الذي تتوسع قاعدته تحت هذه الدعوى في المنطقة العربية ـــــــــ المساهمة في إنشاء تخفيف نفسي لدى  الشباب إن تدين بغير دين الإسلام ــــــــــــــ التناقض الفاضح بين التبشير بالتعايش بين الأديان وطنيا، والذوبان في حالة وجدانية عرقية، وتمجيد كل ما يرمز لها، ماديا ومعنويا، مع هجوم ضاري على العرب و الفتوحات الإسلامية،  وهو إحياء للشعوبية التي استفحلت في العصر العباسي، في أوج ازدهاره، وتصدى لها الجاحظ بقوة واقتدار ـــــــــــــ الإيحاء بأهمية النزعة المناطقية التي ينظر لها الحزب الذي تعمل تحت إشرافه وتقدم له خدماتك ـ، الدليل نشرك قول أمين الزاوي (على الجزائر إعادة التفكير في “مناطقية” إيجابية جديدة، اقتصادية وإدارية وثقافية أضحت ضرورة سياسية واقتصادية من أجل حماية الوحدة الترابية وتحريك تنافسية نزيهة). دون نقد أو تعقيب ــــ انتهاج أسلوب استفزازي فيما له صلة بالإسلام والعرب اقتداء بإمامك الزاوي . واصح تماما أن هذا السلوك ينصهر مع ما نما في السنوات الأخيرة من هجوم ضاري وضيع على العرب والعربية وكثيرا من مظاهر الإسلام، وطمّ منسوبه خلال الحراك، وانتج بالمقابل رد فعل طبيعي بالهجوم على عنصر معين من بربر الجزائر، فلما أرادت السلطة مواجهة المشكلة بسن قانون الكراهية، أخذ عند التطبيق ينذر بعواقب وخيمة على الاستقرار الاجتماعي  .

أختم بحديث نبوي شريف لا يعنيني في شيء إعجاب سعيد وقبيله به أم  اشمئزازهم منه، فالحق إنه من بينات إعجاز السنة النبوية المطهرة التي دونة أنجع وصفة لنزعات العصبيات العرقية مهما تكن !!! كما تنبه للفخر والتيه اللذان بتملكان القوم بانتصاب أصنام لزعماء الوثنية الغابرين، وبعض كلاب الروم، لا لسبب سوى انهم بربر  !!!  :

عن أبي هريرة رضي الله عنه  ( لينتهيَنَّ أقوامٌ يفتخرونَ بِآبائِهِمُ الذينَ ماتُوا إِنَّما هُمْ فَحْمُ جهنمَ أوْ ليكونُنَّ أَهْوَنَ على اللهِ مِنَ الجُعَلِ الذي يُدَهْدِهُ الخِرَاءَ بِأنْفِهِ إِنَّ اللهَ قد أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفَخْرَها بِالآباءِ إِنَّما هو مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ أوْ فَاجِرٌ شَقِيٌّ الناسُ كلُّهُمْ بَنُو آدمَ وآدَمُ خُلِقَ من تُرَابٍ ) رواه الترمذي في سننه ـ