الزاوي و علماء الإسلام إفتراء الأنذال !

د. محمد مراح

مُعلَم وكاتب جزائري أصيل مدينة تبسة .

30/04/2022

من يقرأ خرق الزاوي أمين لا يساوره الشك، أن هذا الكائن خُلِق لِيَكذب، ولو يُمْنَع من الكذب سينتحر، لكنّ أكاذيبه كما بينا بالبراهين الدامغة، ويا لحظه التعيس، تكشف عن غباء فضيع؛ فبأيسر جهد من قارئ منتبه متثبت يكشف أكاذيبه الحمقاء.

لكن  من باع ضميره ــــــــــ إن كان له ضمير ــــــــ لدوائر مشبوهة، وعرابي تقسيم البلاد العربية والإسلامية عبر تأجيج العنصريات والعرقيات، لا يعنيه في شيء أن النّاس شبعوا تحقيرا له، ولأكاذيبه التي لا تنطلي إلا على البُلهاء، ويروج لها أتباع ومناضلي هيئات ثقافية، وتنظيمات سياسية، تستخدمه  لهذه البرامج الاستعمارية الخبيثة .

ونعرض الآن لوجه آخر  تنن نتانة الأوروبيين في العصور الوسطى الذين كانوا كريهي الرائحة بشكل لا يطاق من شدة القذارة !

حتى أن مبعوث روسيا القيصرية وصف ملك فرنسا لويس الرابع عشر .. ” أن رائحته أقذر من رائحة الحيوان البري ” .. وكانت إحدى جوارية تنقع نفسها في حوض من العطر حتى لا تشم رائحة الملك !

أكاد أجزم أن نتانة وقذارة أكاذيب الزاوي أشدّ، وقد يكشف العلمُ يوما أن الأخلاق المنحطة السافلة من أشد و أقوى المؤثرات في الاختلال البيئي، والانحباس الحراري، وما يترتب عنه من دمار يهدد الحياة في كوكبنا ، من يدرى العلم كشّاف !!!

يقول فاجر الحي :”لقد أصبح الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد (1979-1992)، كما كان أنور السادات في مصر، لعبة في يدّ الإخوان المسلمين، لقد وجد الشاذلي بن جديد نفسه محاطاً من قبل ممثليهما الأكثر تشدداً والأكثر رمزية ودعاية وهما الشيخ محمد الغزالي والشيخ يوسف القرضاوي،….وقد أصبح الشيخ الغزالي الصوت الأول في الجزائر، صوته أقوى من أي حزب ومن أي مؤسسة، بما فيه حزب الرئيس الحاكم، أي حزب جبهة التحرير الوطني، لقد سكن الشيخ الغزالي التلفزيون الوطني وأصبح برنامجه ليوم الاثنين موعداً لتجنيد الشباب وتجييش الجيل الجديد ضد الديمقراطية واعتبارها كفراً وزندقة، وكذلك خطب الجمعة التي كان يلقيها ومحاضراته هنا وهناك.” 1

أولا ألا لعنة الله على الكاذبين :  شيخنا وأستاذنا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله ونعمه، جاء للجزائر بإلحاح من الرئيس الشاذلي رحمه الله،وقد كان يدرس في كلية الشريعة في جامعة قطر، التي جاءها من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، التي التحق بها إثر توقيفه من منصبه وكيلا لوزارة الأقاف، ومنعه من الخطابة في عهد السادات .

والمعروف أن الشيخ الغزالي رحمه الله فُصِل من جماعة الإخوان في عهد الأستاذ حسن الهضيبي رحمه الله، ولم يعد لها بعد ذلك، وتفاصيل هذه الموضوع كثيرة * .

أما تصوير الزاوي  لأثر الشيخ” صوته أقوى من أي حزب ومن أي مؤسسة، بما فيه حزب الرئيس الحاكم”، فسخافة حقيرة يقينا: فهل أنشأ الشيخ الغزالي حزبا سياسيا في الجزائر، وترأسه؟ أي أن مقارنته غبية غبية جدا جدا !

أما مُنْتهى سفالته وحقارته و فجوره بالإفك والعدوان، ففي قوله : “سكن الشيخ الغزالي التلفزيون الوطني وأصبح برنامجه ليوم الاثنين موعداً لتجنيد الشباب وتجييش الجيل الجديد ضد الديمقراطية واعتبارها كفراً وزندقة”.

الحمد لله أن خدمة يويتوب حفظ للتاريخ والأجيال كثيرا من تلك الأحاديث التي كانت شوارع الجزائر تكاد تخلو من المارة وقت بثها، ورغم قوة بيان الشيخ رحمه الله، فقد  كان المُسٍنّون يتابعونها بشغف، وكثير منهم يفهمها، رغم أميته ؛كان كثير من المُفَرْنَسِين يعشقون تلك الأحاديث، ويتابعونها، إلا من ختم الله على قلوبهم من متشردي العلمانية والشيوعية والعنصرية العرقية.

لنرى ما يساوى إفك الزاوي الكذاب إزاء الأدلة الآتية الذكر :

ــــــــــــ أوّل كتاب ألفه الشيخ الغزالي {الإسلام والإوضاع الاقتصادية} تصدى فيه للإقطاعية الملكية، والشيوعية التي استغل أصحابها الظروف السياسية والاقتصادية في العهد الملكي لتضليل الجماهير بالعدالة الاجتماعية وفق مذهبيتهم المادية التاريخية الملحدة .وكتابه الثاني {الإسلام والمناهج الاشتراكية}، فينسحب عليه الوصف السابق، خاصة أنه تفرغ للمسألة الاقتصادية؛ كونها أرهقت الشعب المصري وأذلته.

ـــــــــــ رابع كتاب : {الإسلام والاستبداد السياسي} ، هتك أستار الديكتاتورية الملكية، وبيّن بقواطع الأدلة الناصعة طبيعة الحكم في الإسلام : يقوم على الشورى.

ولا يكاد يخلو كتاب من كتبه من تناول المسألة السياسية في تاريخ وحياة المسلمين: نقدا، وتقييما، في كنف مبادئ الحكم في الإسلام التي روحها الشورى،كما جسدها النبي صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدون .

وأما  كتابه {حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة}، فيُعدّ بحق سبقا فكريا وعلميا إسلاميا بمقارنة  أهم وثيقة دولية معاصرة في القانون الدولي، برؤية إسلامية ، فضح فيها النفاق الدولي من خلال الاستعمار، وتواطؤ المنظمة والمجتمع الدولي في إقرار الكيان الصهيوني {حبيب الزاوي} على احتلال فلسطين .

كما بين بقوة الأدلة سمو مبادئ الإسلام في حقوق الإنسان. التي لم يعرف المسلمون قدرها. قد نالت هذه المسألة جهاد ودعوة وعطاء الشيخ الفكري والدعوي نحو العقود الثلاثة الأخيرة من حياته. وأشد ماسلطه من نقد قاسي شديد على المسلمين حكاما وشعوبا: الفساد السياسي، والاستبداد، والديكتاتورية، وغياب الحكم الراشد الشوري.

من بين الكتب العديدة التي ألفها يمكن اعتبار عشرة منها كتباً سياسية خالصة، أما بقية أفكار الشيخ السياسية فقد توزعت على مختلف كتاباته

أما موقف الشيخ من الديمقراطية : فنجده مبثوثا في كتبه، ومقالاته، ومحاضراته . والملاحظة الأولى في الموضوع ، أن الشيخ، لا تعيقه المصطلحات عن المضامين التي يراها تعبر عن أحكام الإسلام الشرعية، لهذا كان يردد دائما : لا مُشاحة في الإصطلاح،فرغم استخدامه المصطلح القرآني {الشورى}، يمكن عَدَّ { فقه الشورى } النواة التي يدور عليها اجتهاده وتجديده الفكري الدعوي السياسي .

فإن خلاصة فكره في المسألة يتطابق مع مفهوم الديمقراطية، بوصفها آليات وإجراءات للحكم، أي الجانب العملي وهو زبدة القول ، يقول الدكتور وقيع الله :” من التعريفات العملية التطبيقية للديمقراطية، تعريف كر السياسي النمساوي {جوزيف ألويس شومبيتر (بالألمانية: Joseph Schumpeter)‏ (   1883  1950} النظام السياسي الذي يتيح فرصا دستورية منتظمة لتغيير الفئة الحاكمة، وكذلك تهيئ تنظيمات اجتماعية تسمح بأن يكون للسواد الأعظم من السكان تأثير في القرارات الهامة، وذلك عن طريق الاختيار بين المتنافسين على المراكز السياسية”2.

وقد يكون هذا ما دعا الغزالي إلى اعتبار “الاستبداد السياسي …  ليس عصيانا جزئيا لتعاليم الإسلام، وليس إماتة لشرائع فرعية فيه، بل هو إفلات من ربقته ودمار على عقيدته” .  3

اقترح الشيخ الغزالي عشرة مبادئ إضافة للأصول العشرين عبارة عن ميثاق رسم من خلاله  معالم  تجديد وتطوير المجتمع الإسلامي ضبط فيه وضع الحكام ووظيفتهم ، وأسلوب اختيارهم وأداة حكمهم لشعوبهم ، فجاء في البندين [4-5] من هذه المبادئ  :”

–     4 – الحكام ـ ملوكا كانوا أم رؤساء ـ أُجراء لدى شعوبهم ، يرعون مصالحها الدينية والدنيوية ، ووجودهم مستمد من هذه الرعاية المفروضة ومن رضا السواد الأعظم بها، وليس لأحد أن يفرض نفسه على الأمة كرها، أو يسوس أمورها استبدادا.

5ـ الشورى أساس الحكم، ولكل شعب أن يختار أسلوب تحقيقها وأشرف الأساليب ما تمخض لله ، وابتعد عن الرياء والمكاثرة والغش وحب الدنيا”4.

” الأمة مصدر السلطة، هي وحدها التي تختار حكامها، وهي التي ـ إذا شاءت عزلتهم ، وليس لأحد حق إلهي، ولا وصاية عليا على الناس، تجعل وجوده السياسي ضربة لازب ، أو تجعل انقياد الجماهير له فريضة محكمة. إذا كانت لشيء ما مكانة دينية فهو الرأي العام الإسلامي، الذي إذا أحب كانت محبته آية على رضوان الله، وإذا كره كانت كراهيته آية على سخطه”.5

فالذي نراه ممكنا بل واجبا،فهو التوفيق بين مبدأ الشورى عندنا ، وبين الأنظمة البرلمانية الناضجة عند القوم ” .فليس من ميزان العدل الإسلامي ” الغض من قيمة الثمار التي وصل إليها غيرنا في أفق المصالح المرسلة؟ وما معنى الركون إلى آبائنا وحدهم إذا كانوا قد قصروا في ناحية فاقهم فيها غيرهم؟. ” إنني عندما أدافع عن الحق لا أفضل العصا الوطنية على المدفع الأجنبي، فإن التعصب للجهل والقصور بلاهة وسخافة”6

— المساحة الواسعة التي احتلتها المسألة السياسية والتفكير السياسي من فكر وجهاد الشيخ محمد الغزالي. حتى لا يكاد يخلو كتاب من المسألة السياسية بالمفهوم العملي المذكور

أما بعد، أيها الزاوي المفتري : الشيخ الغزالي ضد ضد الديمقراطية باعتبارها كفراً وزندقة،من الزنديق الكاذب الصغير الآن؟ !!!

ــ { كما أن خطاب ولغة إسلاميّي الجزائر يتميزان بشكل عام بالعنف الدموي الشامل والمُوجه ضد الجميع، وهو خطاب أسس له يوسف القرضاوي والغزالي في مرحلة وجودهما بالجزائر في ثمانينيات القرن الماضي، سنوات حكم الشاذلي بن جديد. بناء على ذلك} 7

وبما أن الزاوي بردعة أكاذيبه، يتبردع ثانية ببردعة وصم الشيخين الغزالي والقرضاوي بالتأسيس لخطاب العنف في الجزائر خلال الثمانينيات .

حظ الكذاب تعيس معي؛ فكلما اغتر فضحته بالحجج الهاتكات لمخازيه :

في حوار أجراه الصحفي السعودي الكبير محمد رضا نصرالله   قبيل استشهاد الشيخ الغزالي رحمه الله بيوم  في ميدان شرف الجهاد الفكري دفاعا عن الإسلام من سماسرة اللائكية والتغريب بالتدليس والعهر الفكري، وقد بُث الحوار عبر برنامجه {هذا هو } على قناة MBC    عام 1996، ومن المهم ابتدار الأفاك المفتري، أن الأستاذ محمد رضا  نصر الله حاور في برنامجه المرموق المذكور عشرات العلماء والمفكرين والأدباء : من الشيخ الغزالي والشيخ البوطي رحمهما الله إلى أركون والطاهر وطار رحمه الله{ الشريف وطنياوتاريخيا}.

سأل نصر الله الشيخ الغزالي ناقلا له التهمة التي أبعر بها الزاوي وقبيله من مؤججي نار الفتنة خلال التسعينيات؛ التيار الائكي الاستئصالي وهو الطرف الثاني المقابل للمسلحين، هذا الطرف الذي لا تقل مسؤوليته تاريخيا عن المسلحين  ؛ نظرا لإشعالهم نار الحقد في الإسلام وقيمه وشريعته،واللغة العربية أي ما يكرره اليوم الزاوي الفاجر، فحق وصفهم بـــ { إرهابيي الاستئصال} .

فكان جواب الشيخ رحمه الله كالآتي : ـ أنا أسست الجامعه الإسلامية هناك، والدولة أذاعت وتذيع أحاديثي التلفزية. وأنا أؤمن بالإسلام الذي يقود الأمة بالكتاب والسنة ، ويوقظ العقل والضمير، بتحسين المستوى الأخلاقي، وترميم ما انهدم منها، ولا أستطيع فعل أكثر من هذا . أما القتال الذي يدور بين الناس ليس هذا سلاحي: سلاحي أنا فكري .8

وأذكر أن الأخ   الأستاذ محمد شلبي الصحفي اللامع بجريدة المساء، زار القاهرة خلال المحنة الوطنية، وزار الشيخ الغزالي في بيته، ونشر ما دار بينهما حول الوضع     والمأساة  الوطنية أنئذنذاك، فكان مما قاله له الشيخ :{ أنا  لا أقبل شبابا يحمل مسدسات ويجري بها في الشارع ليقتل الناس } . *

أما الأدلة على بعد فكر ومسار الشيخ رحمه الله من فريةاللائكيين  فهي من الوفرة  الواحد منها أشد إحراقا من الماء الحارق لكذب الكاذبين.

أراد الزاوي أمين عرض عضلاته المعرفية، في مجال علم الاجتماع الثقافي، لكن كعادته ركله هذا العلم بعيدا؛ خشية تلويث سمعته :

فهاهو يحلل ويفسر الخلفيات الثقافية للأسماء الجزائريين في العقود الأخير عبر متغيرات سياسية وثقافية ودينية. فجهل وكذب وخبط خبط عشواء، كما نرى في الفقرات الآتية الذكر :أسماؤنا لا تسقط من السماء، إنها مرآة تاريخنا في محطاته الجريحة والبهيجة أيضاً.9

الأسماء لا تنزل من السماء، إنها وليدة الصراعات، منحوتة منها وهي حطبها أيضاً وذاكرتها، والأسماء تأتي في شكل موجات، بحسب درجة طغيان تيار سياسي أو الثقافي-الفني أو هوياتي معين، ففي الجزائر مثلاً ومع سنوات الاستقلال الأولى وحتى نهاية السبعينيات، كانت قائمة الأسماء تدور حول: “جميلة” (إحالة إلى جميلة بوحيرد واحدة من أبرز بطلات الثورة التحريرية) وكذا “كتيبة” وهو اسم نادر في العالم العربي والمغاربي ويحيل إلى “كتيبة حرب”، واسم “حورية” وهو من كلمة “حرية”،  ومن أسماء الذكور “عبد القادر” للإحالة على الأمير عبد القادر و”لطفي” للإحالة على الشهيد لطفي، وعميروش للشهيد عميروش ورمضان إحالة على الشهيد ومنظر الثورة الجزائرية عبان رمضان وغيرها من الأسماء التي ارتبطت ببهجة الاستقلال وعظمة الثورة الجزائرية.10

إذا كان هذا الكلام يتضمن  قدرا من الصحة لارتباطه برموز الجزائر التاريخيين، فما مدى براءته من التضليل؟ تعليله اسم {حورية}؛ أنه من {حرية} جهل مضحك؛ فهذا الاسم قديم في الجزائر، يعنى مفرد حور: جمع حور العين، تيمنا بجمالهن الذي وردت به نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة، لكن الزاوي يخشى أن يضبط متلبسا بالإشادة بمعنى إسلامي.

أما  لفظ{الاستقلال} فكان هو الغالب على الاستعمال شعبيا قبل وبعد الاستقلال .

أمّا تعليل التسمية باسم {رمضان  عبان}، مرفوقا بالوصف المبالغ فيه،  فمفضوحة ؛ فهي لا تعدو أن تكون نزعة عرقية جهوية أيديولوجية .

ويتعمد الزاوي تضليل الرأي العام العربي خارج الجزائر بقوله:

عاد الجزائريون إلى أسماء أمازيغية من قرون سابقة عن الإسلام ومنحوها لأبنائهم وبناتهم، بالتالي ظهرت موجة كبيرة من الأسماء التي لم تكن متداولة، ومن أمثلة ذلك: تاكفاريناس، يوبا، كاهنة، ديهيا، نيليا، آنيا، مايا، لونا، سيلا، داميا، فريزة، لويزا، جيجيغا، تامينا، يوغورطة، أمازيغ، أنزار، أيلان، أريس، أدال، أداس، أفولاي، أكسيل، إغلاس، سيفاكس، يغموراسن، آزار… 11

فالوصف أبعد ما يكون عن الحقيقة؛ باعتبارها انتشرت في ربوع الجزائر كاملة؛ إنما شاعت هذه الأسماء في مناطق أمازيغية محددة وليس في كل أطياف المكون الأمازيغي الوطنية كالشاوية، والمامشة، والحراكته، وبني ميزاب، وغيرهم، والاستثناء لدى هذه الأطياف الأمازيغية موجود لكنه محدود يقينا . أما خلفية هذه المسألة معروفة  للجميع.

وإذا كان الزاوي ينتفخ فخرا بالعودة إلى قاموس أسماء الجاهلية الوثنية البربرية، فمن المناسب التنويه بظاهرة تميز بها غير المسلمين الغربيين خصوصا إذا اعتنقوا الإسلام؛ إذ كثيرا ما يتسمون بأسماء إسلامية تعبيرا عن فرحتهم بنعمة الإسلام، التي تعمل التيارات اللائكية و العرقية المتطرفة على تشويهها في نفوس وعقول الشباب خدمة لمخططات  إعادة رسم خريطة العالم العربي ، والتي يمثل مشروع {تمازغة الكبرى} أهم مشاريعه في بلاد المغرب العربي .

فتوسيع دوائر أسماء المرحلة الوثنية الجاهلية البربرية، يُرَادُ منه تهيئة  مناطق معينة  و التدرج  في هذا الجانب من مكونات العنصر البشري، للمصير الموعود، {تمازغة الكبرى} .

أمّا عنوان مقاله التعيس “أسماؤنا التي تخبئ الحروب السياسية والدينية والهوياتية” الذي يعرض بالدين والتاريخ الإسلامي والحديث في بلادنا، وكما سنخلص من مجمل خطاب المقال، فيضاف إلى رصيد التعريض بالبعد الإسلامي في الهوية الجزائرية؛ فسوف أضع بين يدي القارئ جدولا فاضحا لجهل الزاوي وحبثه جميعا :

جدول أسماء أوربيين*

الاسم الأول جبرائيل مشتق من المصطلحين العبريين ، جبار وإيل ، والتي تعني “أن تكون قويًا” و “إله” على التوالي.Le prénom Gabriel est dérivé des termes hébreux, gabar et el, qui signifient respectivement “être fort” et “dieu”  Le prénom Gabriel  
معنى الاسم الأول آرثر مثير للجدل. في الواقع ، يختلف الفرنسيون والأيرلنديون والاسكندنافيون عن الأصل منذ أن عرف الملك الأسطوري آرثر الثقافات الثلاث. بالنسبة للبريتونيين ، يأتي آرثر من كلمة “أرز” التي تعني “الدب”. بالنسبة للأيرلنديين ، يأتي آرثر من كلمة “فن” التي تعني “حجر” ، رمز الصلابة. بالنسبة للإسكندنافيين ، آرثر هو نسخ للنرويجي “Arnthor” بمعنى “نسر الإله ثور”.a signification du prénom Arthur est controversée. En effet, Français, Irlandais et Scandinaves s’en disputent l’origine puisque le légendaire roi Arthur a connu les 3 cultures. Pour les Bretons, Arthur vient du mot “arz” qui veut dire “ours”. Pour les Irlandais, Arthur vient du mot “art” qui veut dire “pierre”, symbole de solidité. Pour les Scandinaves, Arthur est la transcription du norvégien “Arnthor” signifiant “l’aigle du dieu Thor”Le prénom Arthur
يأتي الاسم الأول Louise من المصطلحات الجرمانية Hlod- و -wig والتي تعني على التوالي “المجد” و “القتال”.Le prénom Louise provient des termes germaniques Hlod- et -wig qui signifient respectivement “gloire” et “combat”.Le prénom Louise
و اسم إسكندنافي قديم يطلق عليه اسم “عقدة” وكان يرتديه العديد من ملوك الدنمارك في العصور الوسطى ولا سيما الملك كنوت (أو كانوت) العظيم ، ملك الدنمارك والنرويج وإنجلترا في القرن الحادي عشر. من الصعب إلهام سلطة أكثر من ملك يسود النصف الشمالي من أوروبا بالكامل!Knut. Knut est un vieux prénom scandinave signifiant « nœud » et a été porté par de nombreux rois du Danemark au Moyen- ge et notamment par le roi Knut (ou Canute) le Grand, roi du Danemark, de Norvège et d’Angleterre au XIe siècle. Difficile d’inspirer plus la puissance qu’un monarque régnant sur toute la moitié nord de l’Europe !Knut
يأتي هذا الاسم الأول من أمريكا الجنوبية ويعني في لغة الكيتشوا “سلسلة”. كان يرتديه بشكل ملحوظ أحد أباطرة الإنكا الأخير قبل الغزو الإسباني لأمريكا اللاتينيةHuascar. Ce prénom vient d’Amérique du sud et signifierait en langue quechua « chaîne ». Il a notamment été porté par l’un des tout derniers empereurs Inca avant la conquête de l’Amérique latine par les EspagnHuascar
الاسم الأول Baldur ، والذي يُعطى في الأساطير الإسكندنافية لأحد إخوة Thor الذي ، مثل أخيل في اليونان ، كان يعتبر منيعًا وكان موته مأساة. الاسم الأول يعني “البطل” أو “الأمير”.prénom Baldur, qui dans la mythologie scandinave est donné à l’un des frères de Thor qui, un peu comme Achille en Grèce, était réputé invulnérable et dont la mort a été une véritable tragédie. Le prénom signifierait « héros » ou « prince »prénom Baldur
لا يزال هذا الاسم الأول مستخدمًا في إيطاليا أو إسبانيا تحت اسم “داريو” البديل ولكنه في الواقع اسم فارسي ، داريوس ، لا يزال مستخدمًا في إيران. كان يرتديه العديد من “ملوك ملوك” الإمبراطورية الفارسية ، وأبرزهم الفاتح داريوس الكبير. ويعني اسم هذا الصبي الأصلي “من يملك” أو “من ينصر الخير”.Darius. Ce prénom est toujours utilisé en Italie ou en Espagne sous sa variante « Dario » mais est en réalité un nom perse, Darius, toujours utilisé en Iran. Il a été porté par de nombreux « rois des rois » de l’empire perse, notamment le conquérant Darius le Grand. Ce prénom original pour garçon signifie « celui qui possède » ou « celui qui soutient le bien ».Darius
نمرود. إنه يتعلق باسم قديم جدًا ، وجده المرء بشكل خاص في العهد القديم من الكتاب المقدس ، حيث يُنسب إلى ملك بلاد ما بين النهرين ، الذي يُعتبر صيادًا عظيمًا جدًا ، وعلى الرغم من عدم تأكيده ، غالبًا ما يُعتبر في أصل بناء برج بابل الشهير. اسم هذا الصبي الأصلي يعني “سوف نتمرد”.Nimrod. Il s’agit d’un prénom très ancien, que l’on retrouve notamment dans l’Ancien Testament de la Bible, où il est attribué à un roi de Mésopotamie, considéré comme un très grand chasseur et, bien que cela ne soit pas confirmé, souvent considéré comme à l’origine de la construction de la fameuse tour de Babel. Ce prénom original pour garçon signifie « nous nous rebellerons »Nimrod
بريان. هذا الاسم الأيرلندي يعني “نبيل” وقد كان يرتديه بشكل خاص ملك أيرلندا الأسطوري ، بريان بورو ، الذي قاتل بشكل خاص ضد الفايكنج في نهاية القرن العاشر. يعتبر هذا الاسم الأصلي للأولاد مثاليًا إذا كانت عائلتك لها جذور سلتيك أو غيلية.Brian. Ce prénom irlandais signifie « noble » et a notamment été porté par le légendaire Haut-roi d’Irlande, Brian Boru, qui a notamment combattu les vikings à la fin du Xe siècle. Ce prénom original pour garçons est parfait si votre famille a des racines celtes ou gaéliques.Brian
سيمون هو اسم معمودي واسع الانتشار وعائلي ، اسم من أصل توراتي ، من إله شمعون العبري الذي سمع من قبل الرسول والشهيد في القرن الأول ، سيمون المتعصب.simon est un nom de baptême et patronyme très repandu, nom d’origine biblique, issu de l’hebreu shim’on dieu a entendu popularise par l’apotre et martyr du 1er siecle, simon le zelote .simon
هو اسم أخير منتشر للغاية ، ويمثل الاختلاف في الاسم الشخصي للأصل الجرماني gerhard من ger مما يعني lance and hard مما يعني لقب محارب قديم قوي وصعب ومحتمل: girard est un nom de famille tres repandu, represente la variation du nom de personne d’origine germanique gerhard issu de ger qui signifie lance et hard qui signifie fort, dur, ancien surnom probable de guerriergirard
يأتي هذا الاسم الأول من كلمة Chlodowig ، من الكلمة الجرمانية “Hold” ، و the glory ، و “wig” ، المقاتل.Louis 5e position toujours pour Louis. Ce prénom vient du mot Chlodowig, issu des germaniques “hold”, la gloire, et “wig”, le combattant. Généreux et fonceur, Louis se fête le 25 août en hommage au roi Louis IX, plus connu sous le nom de saint LouisLouis
يأتي هذا الاسم الأول من كلمة بريتون “mael” التي تعني الأمير ، القائد. طموح وفضوليMaël continue de progresser. Ce prénom est issu du breton “mael” qui signifie le prince, le chef. Ambitieux et curieuxMaël
من germain waldan ، “للحكم” ، وهي “الجيشGautier :         du germain waldan, « gouverner », et her, « armée ».Gautier
سيمون هو اسم معمودي واسع الانتشار وعائلي ، اسم من أصل توراتي ، من إله شمعون العبري الذي سمع من قبل الرسول والشهيد في القرن الأول ، سيمون المتعصب.simon est un nom de baptême et patronyme très repandu, nom d’origine biblique, issu de l’hebreu shim’on dieu a entendu popularise par l’apotre et martyr du 1er siecle, simon le zelote .simon
ميشيل “هو اسم معمودي متكرر للغاية و اسم عائلي ، ويمثل اسم ميكائيل من أصل توراتي ، وهذا يعني أنه مثل اسم الله لحامي رئيس الملائكة لشعب الله.michel” est un nom de baptême et patronyme tres frequent, represente le nom d’origine biblique mikael, c’est-a- dire qui est comme dieu nom de l’archange protecteur du peuple de dieu .Michel
eroy” هو اسم عائلة منتشر بشكل كبير في الشمال والشمال الغربي ، ويمثل اللقب الذي يطلق على الفائز في لعبة القوس.“leroy” est un nom de famille assez répandu au nord et nord-ouest, represente le surnom donne au vainqueur du jeu de l’arc .leroy”
هو اسم عائلة منتشر للغاية ، ويمثل الاختلاف في الاسم الشخصي للأصل الجرماني gerhard من ger مما يعني lance and hard مما يعني لقب محارب قديم قوي وصعب ومحتمل.girard est un nom de famille tres repandu, represente la variation du nom de personne d’origine germanique gerhard issu de ger qui signifie lance et hard qui signifie fort, dur, ancien surnom probable de guerriergirard
هو اسم عائلة يشير في اللغة الفرنسية القديمة إلى دمشقي من بلاد الشام ، وهو نسيج يختلط حريره بالزغب ، وهو مصطلح مشتق من الكافر العربي ، أي لا يُصدق ، لأن النسيج كان باهظ الثمن ، وهذا اللقب ثمين تاجر هذا القماش.Caffard est un nom de famille qui a designe en ancien francais un damas du levant, etoffe dont la soie est melangee de bourre, terme issu de l’arabe kafir, c’est-a-dire incroyable, parce que l’etoffe etait de grand prix, precieuse ce surnom désigne le marchand de cette etoffe .Caffard
 grenouille est un nom de famille assez rare, surnom evoquant le coassement, symbole du bavardage 
Guerry هو لقب نادر إلى حد ما ، ويمثل الاختلاف الإقليمي الذي يعني جنوب وجنوب غرب الحرب ، وهو لقب رجل مقاتل – ويمكن أيضًا أن يمثل اسم شعر مستعار من أصل جرماني ، ويتألف من شعر مستعار مما يعني قتال وريك مما يعني قوي.guerry est un nom de famille assez rare, represente la variation regionale qui signifie sud et sud-ouest de guerre, surnom d’un homme batailleur -peut aussi representer le nom d’origine germanique wigric, compose de wig qui signifie combat et ric qui signifie puissant .guerry
اسم عائلة مشتق من الاسم الجرماني القديم berthwald ، من berthillustre ، أصبح الاسم المستعار السابق لأمير الحرب من القوط مشهورًا ومحكمًاbertaud est un nom de famille derive du vieux nom germanique berthwald, issu de berthillustre, célèbreet wald gouverner ancien surnom de chef de guerre des goths devenu patronyme .bertaud

 إذن هذه نماذج منتقاة لأسماء أوربيين ، سادة االزاوي أمين العبد الذليل لأربابه وسادته، فسحقا للذليل الكذاب المفتري ، الذي امتلأ خياله بمجاري فضلات أربابه، فراح يسكب منها في الموقعيين البريطانيين الماسونيين ، مسوقا صور الإفك والبهتان، وأسقط ما كذبه قلم يحمل جنسية جزائرية، حول وطنه وتاريخ بلاده وشعبه، وقيمه، وتاريخه، وثوايته . أَذَلّه الله ذُلاًّ على ذُلٍّ،

وفي فرية كبيرة أخرى يستهدف الشيخ الغزالي رحمه الله ، والهدف مفضوح بطبيعة الحال؛ وهو محاولة إبطال أثر الشيخ الغزالي في كثير من الجزائريين؛ نظرا لأن أثره فيهم من حيث سعة الانتشار يعد الثاني بعد أثر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أثناء الاستعمار .

ـمحمد أركون، … هو الذي تم تكفيره من قبل الإخوان المسلمين وعلى لسان أحد رؤوسهم وهو الشيخ محمد الغزالي، بل إن هذا الأخير تجرأ ذات مرة بأن طرد محمد أركون من واحد .

القول في هذه الهوشة : صرحت ابنته بالآتي :

كانت هناك ندوة درامية عام 1985 في بجاية. لقد ذهب إلى هناك كما فعل في الندوات السابقة حول الفكر الإسلامي ، لكنها كانت تجربة مروعة. ووصفه الشيخ الغزالي بالمرتد وطرده علنا ​​من الحوزة. لقد تأثر والدي بشدة بالعنف الذي أحدثته هذه المشاجرة العامة ، ولكنه تأثر أيضًا وقبل كل شيء بحقيقة عدم حصوله على دعم السلطات التي دعته رغم ذلك. لقد شعر بالرفض من قبل بلده عندما كان هناك للحديث عن إسلام مستنير ، إسلام يتمتع بحرية أكثر منه في ظل قيود سياسية. هذه الحادثة ، على ما أعتقد ، قررت عدم العودة إلى الجزائر “، تقول سيلفي أركون ، التي تم الاتصال بها عبر الهاتف. 11

أثار التصريح أو الواقعة بالرواية المدعاة، لغظا كثيرا في الصحافة الجزائرية، تتردد وتُحي حينا وحينا، كثيرا بخلفية شوقنية وطنية اكثر منها، تبين الحقيقة، وفهم الواقعة كما جرت .

تتطابق شهادات الشهود {الشاهد لا يكون كذلك إلا إذا شهد / حضر} أن الطرد فرية لا أساس لها من الصحة. أما الحادثة فكانت رد فعل قوي من الشيخ الغزالي رحمه الله على واحدة من هرطقات أركون التي لم تعد سرا  يكتم.

والشهود هم : الدكتور عمار طالبي، لأستاذ محمد الصغير بلعلام، الطبيب والكاتب الوزير سعيد شيبان ، والدكتور والوزير محمد عيسى، والأستاذ الكاتب والصحفي عبد الحميد عبدوس، والكاتب المفكر الدكتور إبراهيم نويري، وغيرهم كثير. وسمعنا عن الواقعة في وقتها، لكن قصة الطرد حديث إفك، السلوليين الأفاكين في السنوات الأخيرة . *

يقول الأستاذ عبد الحميد غبدوس : “ وقد استفز هذا الرأي الشيخ الغزالي الذي قاطع الدكتور أركون قائلا له: ” إن أباك رحمه اللّه قد أطلق عليك خير الأسماء، وهو اسم محمد صلى اللّه عليه وسلم قناعة منه بأنك مسلم، ولكن إذا كنت تعتقد صحة ما تدعو إليه فأنت مرتد” ،  فردّ الدكتور أركون بعصبية: ” أنا مسلم ولا أحد يعلمني الإسلام ،ولا أقبل من أي أحد أن يشكك في إسلامي”. وعقّب الشيخ الغزالي قائلا: ” إذن عليك أن تكرر أمام هؤلاء الحضور شهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه” ، وصدرت من بعض الحضور صيحات مؤيدة لكلام الشيخ الغزالي، فانسحب الدكتور أركون من الجلسة غاضبا ، بعدها طلب مني المفكر الإسلامي مولود قاسم وزير الشؤون الدينية الأسبق أن أحاول تطييب خاطر الدكتور أركون بأن أجري معه مقابلة صحفية لجريدة الشعب. 12

شهادة د إبراهيم نويري : 14

الحق أننا سمعنا بالواقعة في إبانها من أخينا وصديقنا الدكتور إبراهيم نويري الذي كان حاضرا في الملتقى ولم يكن هناك داع  للتقول على أركون ، إلى أن ذر قرن الجهوية العنصرية العرقية الخبيثة المقيتة المتربصة بالوطن ودينه ولغته العربية وتاريخه وشخصيته الغدر والبيع في سوق الصهيونية العالمية والاستعمار الجديد، وإلحاق منطقة المغرب العربي بالمتوسط الأوروبي المسيحي الصهيوني .  ، فحرصت على أن يسجلها بقلمه الشريف الصادق النبيل، فجاء اللاحق طبق السابق .

ذكرى : بقلم الأستاذ الدكتور إبراهيم نويري :

ما زالت مرئيات و صور تلك الأمسية ترنّ في أذني ، و ما زالت ذاكرتي تسترجع بعض تفصيلات و محتويات تلك القاعة الضخمة التي التأم بين ردهاتها ملتقى الفكر الإسلامي التاسع عشر بمدينة بجاية تحت عنوان ” الغزو الثقافي و المجتمع الإسلامي المعاصر ” بين 8 و 16 أغسطس سنة 1985 م ، ذلك الملتقى المبهر المميز الذي حضره 533 طالباً من مختلف الجامعات الجزائرية ، و 88 من كبار العلماء و المفكرين و الباحثين ، و ألقيت فيه أكثر من 34 محاضرة … ما زلت أتذكر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات و هو في الصف الأول  ، و بجانبه وزير الشؤون الدينية ، و الشيخ محمدعلي الصابوني رحمه الله ، كانت أمسية ساخنة جداً ، فقد شهدت محاضرات و مداخلات قوية ، مثل محاضرة الشيخ الغزالي ” الغزو الثقافي و آخر خط للدفاع عن العرب و المسلمين ” ، و محاضرة المفكر و الصحفي البارع الأستاذ فهمي هويدي ، و محاضرة الفيلسوف محمد عبد الهادي أبوريدة ، و الباحثة الألمانية الكبيرة ــ التي اعتنقت الإسلام في آخر حياتها ــ زيغريد هونكة ، و لما ألقى محمد أركون محاضرته ، بدأت تصل رئاسة الجلسة الكثير من الأسئلة ، ثم طلب الشيخ الغزالي الكلمة ،فاستجاب رئيس الجلسة إلى طلبه ، فوقف و أخذ الميكرفون ، و راح يتكلم واقفاً ــ من أسفل المنصة ــ في البداية كان هادئاً و قال : محمد أركون باحث كبير و أنا أطمئن إلى دينه ، لكنه يبدو أنه واقع تحت تأثير مقولات بعض المستشرقين عن القرآن .

فغضب أركون ، و رد على الشيخ الغزالي ، قبل أن يتم كلامه [ لا أتذكر ماذا قال أركون على وجه التحديد ] ، و هنا استشاط الشيخ الغزالي غضباً ، و رد على مفتريات أركون القائلة ” بأن القرآن في الكثير من قصصه ذي بنية أسطورية أو ينسج على منوال الأساطير “،  ثم أخرج من جيبه نسخة من كتاب أركون ” الفكر العربي ” و صرخ صرخة كادت تزلزل كلّ جنبات القاعة على شساعتها قائلاً : [ إنني أرفض أن يُساء إلى كتابي و نبيّي  …. ] .. و بعد تلك الكلمات الحارة التي ألهبت وجدان كلّ الحضور ، خرج من القاعة ، و كان الوقت يقترب من آذان المغرب ، فتبعه جميع المدعوين من علماء و مفكرين و طلبة ، و ما زالت صورة الشيخ محمد علي التسخيري في ذهني ، و هو يغادر القاعة ، خلف الشيخ الغزالي ،  و كذلك الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله ، و لم يبق سوى أركون و رئيس الجلسة ، و شخص آخر .

خرجنا جميعا ، و أدينا صلاة المغرب جماعة في قاعة الصلاة الخاصة بالملتقى . و لا أتذكر هل واصلت تلك الجلسة ما بقي من أعمال مبرمجة في تلك الأمسية أم لا !!

لم يكن لنا من حديث في تلك الليلة ، نحن الطلبة ، في الحي الجامعي الذي خُصص لمبيت الطلبة و إقامتهم ، سوى ما وقع من مشادة فكرية بين الشيخ الغزالي و محمد أركون . أتذكر من الطلبة يومئذ أحمد عيساوي و صالح فريوي .

كم آمل أن أعثر على الأوراق التي دونت عليها انطباعاتي عن ذلك الملتقى الكبير ، كي أستحضر ما غاب عن ذاكرتي في هذه اللحظة التي أسطر فيها هذه الذكرى العزيزة الثاوية في أعماق روحي و وجداني

ما رسخ في الذاكرة

من شهادة ، حول المشادة الكلامية الفكرية بين الشيخ

الغزالي رحمه الله و محمد أركون ، في ملتقى بجاية للفكر الإسلامي ، أغسطس 1985 م ، فقد انشغلت بتصحيح أوراق الاختبار و ما يتبع ذلك من رصد العلامات في أرضية البروغراس ، و هي عملية مضنية و مزعجة ، و كدت أنسى موضوع الشهادة التي رغبت مني تسجيلها و موافاتك بها .

و قد أرسلتها قبل قليل ، و إذا رغبت أن أضيف إليها

و أن أتوسع فيها ، فأنا رهن اشارتكم ، فلا يوجد في ذهني بأن الشيخ الغزالي كفّر أركون أو حرّض عليه ، أو طلب طرده ،،، لا يوجد شيء من ذلك في ذاكرتي ، و أجزم أن الشيخ الغزالي رحمه الله لا تسمح له أخلاقه و لا إيمانه بهذه المسالك ، فأرجح أنها من صنع أخيلة بعض اللائكييين المرضى نفسيا و عقلياً14 .

لنفرض جدلا حدوثها ، نقول لمن استعبدتهم حمية الجاهلية ما قبل الأولى تعالوا نقارن بمعيار الوطنية بين موقفي أركون والشيخ الغزالي رحمه الله من ثورة التحرير :

“إن العودة إلى نصوص محمد أركون تكشف لنا عن هكذا تساؤلات ، و هي النصوص التي تبين أنه لم يشارك في الثورة لا من قريب و لا من بعيد و لم يكن متحمسا لها ، كما يصفها بتوصيفات لا ترقى إلى مستوى عبقريتها حيث نجده يقول ” في أثناء الحرب الجزائرية للتحرير كنت قد اتخذت موقفا صعبا يدعى بموقف الوسيط الثقافي بين ذاكرتين تاريخيتين عاشا مع بعضهما البعض مدة مئة و خمسة وعشرين عاما ، دون أن يستطيعا تشكيل هياكل تواصلية أو مؤسسات هدفها القيام بعمل مشترك و متضامن . في ذلك الوقت كانت فرنسا تواجه المشكلة التي تواجهها اليوم ، إذ تجد نفسها في مواجهة أقلية إسلامية كبيرة ، و كنت اعتقد آنذاك ، و لا أزال اعتقد الآن ، أن الحل الوحيد الممكن هو التفاعل النقدي بين الثقافتين الفرنسية و الجزائرية “ 15

و إذا كان هذا النص يعبر عن موقف سياسي معين عند أركون فلن يخرج هذا الموقف عن التيار الاندماجي الذي كان يطالب بإدماج الجزائر في فرنسا أو على الأقل أن يعيش الجزائريون و الفرنسيون في وفاق و تناغم ، و أن الجزائر ليست للعرب فقط بل هي للبربر والأتراك و اليهود و مختلف الأجناس الأوروبيين … و هو أبعد ما يكون عن التيار الإصلاحي أو التيار الاستقلالي الذي يكتب له الانتصار فيما بعد .16

الثورة التحريرية عند أركون ليست إلا الحرب الأهلية الأولى في الجزائر ، و هي الحرب التي سميت رسميا حسبه ، حرب التحرير الوطنية حيث يقول ” كنت في الخمسينات طالبا شابا في الجزائر ، ثم في باريس ، و قد عشت حرب التحرير ، و أنا أفكر فيها ، و كأنها حرب أهلية تجري بين سكان خاضعين ، كما في كل الأمكنة و في كل الأزمنة ، لمثلث القوى التي لم يستطع الإنسان المناضل من اجل تحرره أن يسيطر عليها أبدا ، قصدت قوى العنف و التقديس و الحقيقة م . ن17

18. وفي حوار موسع أجراه Clement HENRI MOORE *البروفيسور في العلوم السياسية بجامعة تيكساس الأمريكية  مع عدد كبير من المجاهدين وقادة ثوريين وسياسيين وكتاب وأكاديميين، بصفة شهود فاعلين في اتحاد الطلبة الجزائريين، ودروهم في الثورة ، ونضالهم السياسي ثم إجابة نداء الجبهة و الثورة للإلتحاق بها وترك مقاعد الدراسة، سأل المُحَاوِرُ عَبْدَ السلام بلعيد رحمه الله عن مواقف طلاب صاروا نخبا علمية وفلسفية كبيرة اليوم في فرنسا ، فأجابه السيد بلعيد أن الفيلسوف المقصود من سؤالك هو محمد أركون ، الذي لم يستجب للنداء الثوري والواجب الوطني المقدس، وأما تفسيراته للإسلام عبر كتاباته، فهي تلقى الرواج في فرنسا؛ لأنها تعبر عما يحبون أن يكون عليه الإسلام.

ثم يوجز وصف مركز أركون وأضرابه اليوم : أنهم التحقوا بالطرف الأخير، فهو الآن فرنسي !

.وللنظر إلى هذا الموقف الرهيب من الشيخ الغزالي رحمه الله :

وعندما اندلعت الثورة الجزائرية في نوفمبر 1954، كان الغزالي مسؤولاً في وزارة الأوقاف المصرية، ولم يتردد في فتح المساجد لرجال جبهة التحرير الوطنية لتكون منبراً للدعاية للثورة التي آمن بشرعيتها، وتفاءل بنصرها القريب، فيقول عن المجاهدين الجزائريين: “كانت تضحياتهم سيلاً مواراً بالدماء والأشلاء، حتى تأذن الله بالفرج، وانكسرت القيود، وعادت صيحات التكبير تنبعث من المساجد التي غلقت”..18

وفي فجرة أخرى من فجرات الزاوي يقول :”، تجار المواقف السياسية والذين استولوا على قنوات التلفزيونات، وقاموا بغسيل مخ لأجيال متلاحقة، وهم اليوم يزحفون على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة فيتخذون منها، أو اتخذوها، وكرا مرعبا من أمثال: محمد الغزالي ويوسف القرضاوي وطارق رمضان وسلمان العودة وعوض القرني ومحمد العريفي وغيرهم، لقد استطاع هؤلاء وغيرهم “شيطنة” العلمانية لا لشيء إلا لأنها تحرر الدين منهم، ومن السياسة، وتعيده إلى الله19

ساترك  هذا {الصُغيّر} عاريا مع فريته، أمام الرأي العام ، بعد أن هتكت مخازيه الأدلة السالفة في الموضوع .

هوامش :

.  الزاوي ،”الربيع الأمازيغي و40 سنة من الأسئلة” اندبندنت ..23/4/2020.

  • الغزالي محمد، من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي المعاصر 
  • وقيع الله ” ملامح الفكر السياسي للشيخ الغزالي”،    مجلة إسلامية المعرفة   ،   مجلد 2 عدد 7 (1997)
  • م ن
  • م ن                         
  • .  الغزالي، محمد . تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل. ص 29-30 .
  • ص 129.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  6 . كيف نفهم الإ سلا م، دار الكتب، د.ت،  ص205.، 31 المرجع نفسه،  ص206

7 الزاوي ، “ ــ ما الفرق بين إسلاميي الجزائر وإسلاميي تونس؟ انديبندنت ،

  5 /12/ 2019

       8. مقابلة محمد رضا نصرالله مع محمد الغزالي في برنامج (هذا هو) عام 1996م

https://www.youtube.com › watch                 

مقابلة محمد رضا نصرالله مع محمد الغزالي في برنامج (هذا هو) عام 1996م. 25,154 views25K views. Jul 1, 2019                                        

*  العدد ليس في متناول اليد الآن .

9. ــــــــــــــ “أسماؤنا التي تخبئ الحروب السياسية والدينية والهوياتية”، م.ن، 9/7/2020

 10. ــــــــــــــــــــــــ  م.ن

11. م ن

*بيانات الجدول مأخوذة من مواقع عديدة في الشبكة تُعلل الأسماء والألقاب الأوروبية، وكذا من مواقع شركات صناعة لوازم الصبية ، تروج لمنتجاتها باقتراح أسماء للمواليد .  

  .12 Sylvie Arkoun : «Mon père se sentait rejeté par son pays Publié le 30 Janvier 2014 par El Watan in»

*انظر طرد اركون

مقاطعة إضراب56 و”الفكر الإسلامي” وضعا أركون في قائمة “المغضوب …

https://www.echoroukonline.com › م..

13.    عبد الحميد عبدوس، في ذكرى العالم الذي أحب الجزائر – البصائر

https://elbassair.dz › 

14 .  ذكرى : بقلم الأستاذ الدكتور إبراهيم نويري المراسلة 5/3/ 202

15..مصطفى كيحل “هل كان محمد أركون وطنيا ؟ – أخبار الوطن

https://akhbarelwatane.net ›

16.م ن

17 .م ن

18.  Clement HENRI MOORE
COMBAT ET SOLIDARITÉ
ESTUDIANTINS
L’UGEMA (1955-1962)
Témoignages

 .  C.M.H. : Il y avait le philosophe qui n’a pas suivi
l’ordre… Il est professeur de philosophie à Paris et
est aujourd’hui reconnu pour son interprétation
moderne de l’Islam…
B. Abdesselam : Mohammed Arkoun ! Il n’était pas
l’un des nôtres, mais ce sont les vôtres qui disent ce que
vous me dites, parce que parfois ses idées vont dans le
sens de ce que vous souhaitez voir adopter par l’Islam.
C.M.H. : Combien de cadres comme Arkoun y avait-
il ?
B. Abdesselam : Il y en avait quelques-uns. Pour
nous, ces gens étaient passés de l’autre côté. Arkoun se
comporte aujourd’hui comme un Français et il est fran-
çais. Ali Merad, qui habite aujourd’hui à Lyon, n’avait
également pas participé à la grève. Il a d’ailleurs aussi
écrit sur l’Islam. Même Abdallah Khodja, qui plus tard
fut secrétaire d’Etat au Plan avec Boumediene, ne par-
ticipa pas à la grève. C’est moi qui l’ai récupéré plus
tard, puisqu’on avait besoin de cadres.

— Casbah-Editions, Alger, 2010

*Clement Moore Henry est professeur de sciences politiques à l’université du Texas à Austin. Né en 1937, il était étudiant à Paris en 1957 et fut expulsé de France en 1958 pour son soutien, en tant que représentant des étudiants américains, à la cause algérienne. Auteur de plusieurs ouvrages, il vient de publier, avec Robert Springborg, la 2e édition de Globalization and the Politics of Development in the Middle East (Cambridge University Press, 2010).

19. مولود عويمر “الشيخ محمد الغزالي في الجزائر- الأستاذ الدكتور مولود عويمر” 

https://shamela-dz.net › … 19l4l

 2017

20. أ.د. عمار طالبي”الشيخ الغزالي كما عرفته في الجزائر”    مجلة إسلامية المعرفة،   ص60.

20.  ـالزاوي    “هل كان الشيخ عبد الحميد بن باديس علمانيا؟”  انديبندنت ،  الخميس 22 /8/ 20