العربية في مخزون الزواي الاستراتيجي  من الكراهية     

د. محمد مراح

مُعلَم وكاتب جزائري أصيل مدينة تبسة .

30/04/2022

تؤشر كمية حقد الزاوي على الشق الإسلامي والعربي من مكونات الجسم الجزائري التاريخي المستدام  على الإصابة ب “متلازمة  كراهية غريبة، تحتاج لخبرة نفسية تشخص تصنيفها وأعراضها، والعلاج المناسب لها .  وحديثه عن العربية والعرب تجسيد لهذه الحالة الغريبة !  

نرصد عبر النص الآتي ذكره  حالة نفسية وعقلية :”إذا كانت اللغة العربية في مخيال المغاربي هي صاحبة سلطة الدين وخطب الجمعة والجنة وحارسة المقدس، وأن الأمازيغية هي لغة الاحتجاج والنضال السياسي، فاللغة الفرنسية تظل هي لغة “الحكامة” (La Gouvernance) السياسية والاقتصادية والإدارية، لغة الحكم والحاكم، فهكذا إذن تتقاسم اللغات حراسة الهوية في البلدان المغاربية، في صراع مستمر بين النخب يأخذ أشكالا مختلفة حسب الأدوار المنوطة بكل لغة وفي كل مرحلة. 1

بدا في هذا النص بمثابة المحلل الرصين الموضوعي ، لكن لم يكن سوى مدلسا كذابا، عنصريا  : 

قالعربية في الجزائر رغم وضعها المأساوي للأسباب المعروفة، فهي أيضا لغة التعليم المدرسي، والعلوم الاجتماعية والإنسانية والفنون والآداب في الجامعة، ولغة وزارة الداخلية والبلديات ، ووزارة العدل والقضاء ،وهي أيضا لغة المعارضة الثقافية والسياسية والأدبية والفنية، ولغة الوطنية الجامعة، التي لم تكن يوما داعية لعنصرية عربية عرقية، بل عربية بالمعنى الحضاري الإسلامي الذي يدين به الجزائريون قاطبة إلا قليل . أما النزعة البعثية التي يشيعها التيار اللائكي والبربري فلا تمثل إلا نزعات فردية؛ فالبعث العربي بأيديولجيته وحزبيته لم يكن يوما طيفا من أطياف المشهد الجزائري. 

أما الفرنسية فهي الإرث النكد الذي لا زالنا في العقيدة والموقف والنضال والرغبة الجزائرية  ــــــــــــــ لا المخيال الزاوي ـــــــــــــــ مكبلينا به، عن الدخول إلى الحضارة من أبوابها العلمية الكبرى، مع مرافقة رشيدة متطلعة للتطوير العلمي للغة العربية المجيدة .  

والوقفات الآتية تقف بنا على  الموقف العنصري العرقي  الخبيث الحاقد الكائد للعربية والعرب في الجزائر .

العربية لغة استعمار عربي باسم الإسلام : : { العربية لغة، كما كل اللغات العالمية، ظهرت في منطقة جغرافية معينة، ثم ككثير مثلها هاجرت عن طرق الاقتصاد والتجارة والعلوم والفنون والحروب أيضاً، وأما العربية فقد رحلت عبر الفتوحات الإسلامية أساساً، ونزلت في بلدان أخرى وثقافات أخرى، وزاحمت بعض لغات شعوب عريقة وصلت إليها، بعضها قبِل بها لغة أو فُرضت عليها   2.

هل يتصور أن إنسانا سوي  البنية العقلية والنفسية يقضى في مسألة من أدق المسائل العلمية والتاريخية بهذا الطيش المجنون؛”أما العربية فقد رحلت عبر الفتوحات الإسلامية أساساً، ونزلت في بلدان أخرى وثقافات أخرى، وزاحمت بعض لغات شعوب عريقة وصلت إليها، بعضها قبِل بها لغة أو فُرضت عليها”؛ فالمستهدف أساسا هو الإسلام الذي فرض بالسيف على الشعوب التي غزاها العرب ؟ والعربية انتشرت وتمكنت عبره أو على ظهره كما يقول هذا الجاهل الموتور في موضع آخر، المناقشة العلمية الهادئة لا تليق مع فاقد الأهلية العقلية والنفسية السويتين، لبيان ضلاله وجهله،لكنا : لنقارن المسألتين العقدية واللغوية في سياق خضورهما في المغرب الغربي غبر التاريخ من خلال متغير المستعمرين به : الرومان والبيزنطيين والمسلمين { استخدم وصف مستعمر للنقاش والتدليل فحسب} والاسبان والفرنسيين والإيطاليين” 3،

يقول الدكتور عثمان سعدي :”دمر الرومان قرطاج سنة 146 ق.م ، واستعمروا المغرب هم والوندال والبيزنطيون ثمانية قرون دون أن يؤثروا في الذات المغاربية ولم يتركوا في الأمازيغية كلمة واحدة، لم يتركوا سوى حجارة صمّاء”4 .

أما اللغة الفرنسية فرغم الجهود الجبارة المحاربة لفرضها في جميع القطاعات الحكومية والخاصة، فمستعلموها في الجزائر 

  28بالمائة حسب تقرير “المجلس الأعلى للفرانكوفونية”،في عام 2018، الذي يصدر كل أريعة سنوات 5  

 و بالتأمل في التقرير الإحصائي نلاحظ أن مصادر بياناته التي اعتمدها لضبط احصائه بالنسبة للجزائر الدولة غير المنتمية لمنظمة الفرنكوفونية، ليست مباشرة؛ إذ لم تجر استبانات ولا احصاءات ميدانية فيها كالدول المنتمية للمنظمة، ومنها المغرب وتونس، وإنما اعتمد سجلات منظمات الأمم المتحدة التي ترد فيها تقارير السكان والصحة والاقتصاد والتربية، بيانات تتعلق باللغة المستعملة، ومنها استخرجت المنظمة الفرنكفونية تقديراتها؛ مما يحرمها من الدقة، وصدقية القياس والتقدير . وواقع انتشار اللغات في مختلف مناطق الوطن يؤيد نفي دقة النسبة الفرنكفونية المذكور . 6

 على ضوء المعطيات السابقة، كيف فرضت العربية على الأمازيغ؟ الفرض  حسب سباق ولحاق خطاب الزاوي لا يكون إلا عبر الإكراه، السؤال البدهي : التاريخ وقائع فأين دليل واحد على هذا؟ والسؤال الأهم والأعمق : كيف نفسر بناء شعوب وأعراق  مع العرب مهد  الإسلام دخلت الإسلام، حضارة إسلامية قادت العالم قرونا، باللغة العربية، وبحب منقطع النظير ، وإبداع عظيم ؟ أعلم أن الجواب لبداهته يجعل السؤال استغباء، لكن الهجوم المنسق المستمر المتضافر على إنجازه، باستغلال شروط حضارية معقدة يعيشها المسلمون، أنشأت حالة {قابلية للإهفاء / الغَلَط والزَّلل} في أوساط الشباب غالبا . 

لذا فإن السؤال الصحيح  مع هذا التوصيف: ما هي الاحكام الأخلاقية والعلمية والإنسانية العادلة التي يجب أن يحكم بها على من ينخرطون في مشروعات عالمية معروفة مطابخها الأصيلة، وأهدافها الرجيمة، إزاء الجسم الإسلامي وكتلته الحضارية. من قواعدها الأساس { ممارسة كلّ أساليب وأنواع الكذب والتدليس والتلبيس والتدييث ، والتخنيث، وما في حكمها كثير }؟ 

فإذا نظر عوام الجزائريين قبل خواصهم من متعلمين ومثقفين لقول الزاوي :”ـ { فالجزائري بشكل عام، أنا هنا لا أتحدث عن نخبة معربة تنويرية ضيّقة، يعتبر اللغة العربية جزءاً عضوياً من المقدس الإسلامي. لا يمكن فصلها عن الديني أو بصعوبة كبيرة، لا إسلام من دون لغة عربية، وكأن الشعوب الأخرى المسلمة بلغاتها الوطنية ليست مسلمة، فهو لا يمكنه تصور مسلم باللغة الهندية أو تركي بالتركية أو فارسي بالإيرانية أو كازاخستاني بالكازاخستانية أو الباكستاني بالباكستانية أو… فهو يعتقد بأن كل مسلم عليه أن يكون معرب اللسان، وإلا فسد إسلامه} 7 

أين يصنفون قائله ؟ جاهل ؟ يتجاهل؟ كاذب؟ سفيه؟ معتوه؟ أما أنا فأقول : إنه كل هؤلاء ومزيد؛فهل يجهل قط البيت أو كلبه أو حتى حماره او بغله  لمن يملكه في عصرالبث الفضائي، واستفاضت الحجيج والمعتمرين، والمهاجرين، والسياحة في أرض الله، والتجارة العالمية ،، التنوع  العرقي واللساني للمسلمين في العالم . 

الحق أن أفضل ما توصف به أكاذيب وافتراءات الزاوي أمين، طرفة جحا التي كنا نتفكه بها  في تبسة العريقة أيضا أيام الطفولة والشباب الأول : أن جحا مرّ تحت شجرة، فسقط عليه زق فرخ ، فرفع رأسه إليه وقال : “انا ما نلومش عليك/[ لا ألومك] ، نلوم على أمك إللي [ التي]  ما لبستكش سليب [ لم تلبسك لباسك الداخلي” ، فاللوم الحقيقي ليس على هذا الأجير، بل على الموقع الذي يتولى عرض قاذوراته .

لقد كان هذا التصور الشعبي سائدا قبل نحو أربعين سنة في الجزائر؛ كنا نسمى المسلم عربيا مع العلم البديهي بأن المسلمين يتكلمون بألسنة شتى؛ لكن الروح الإسلامية التي توطنت نفوس الجزائريين غدت لشدة حبها للإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم، وحبها للعربية والعرب نتاجا طبيعيا لهذا أشاعت بينهم أن العربي بالضرورة مسلما، وكانت كلمتا {عربي ومسلم} مترادفتان، ولا زال هذا  مستفيضا  إلى اليوم مع قدر من انحسار وضبط مناسبين للواقع لدى الشباب . 

ولذا فالمفتري يضع نفسه ــ كما يقول بحق ــــ في هذه النماذج البشرية  صديقي وأخي الأستاذ شابو عبدين ” إنهم علفوا علفا قديما “.

وفي السياق نفسه وفي نموذج حضاري لامع وهو الحضارة الإسلامية في الأندلس نلاحظ المعطيات الآتية الذكر شامخة بقوة حقها تصفع  وجه متعهري العنصرية المتحجرة المتخلفة   ؛”في شبه الجزيرة الأيبيرية قبل الإسلام ، كانت الأنواع العامية أو المبتذلة من اللاتينية هي لغات الأرض منذ العصر الروماني. ومع ذلك ، عندما غزا القوط الغربيون الجرمانيون إسبانيا قبل ثلاثمائة عام من الاحتلال الإسلامي ، فقد ساهموا إلى حد ما في هذه اللهجات المنطوقة ، ولكن ليس بمعنى ساحق. أهم إرث تركوه في الإسبانية الحديثة هو حوالي 200 كلمة تتعلق بالزي والحرب ، وبعض أسماء الأماكن ، موجودة هنا وهناك في كل من إسبانيا والبرتغال. خلال هذه الفترة عندما حكم هؤلاء الغزاة الجرمانيين ، استخدم القليل من المتعلمين ، ومعظمهم من رجال الدين ، اللاتينية الكلاسيكية ، وبدرجة أقل اليونانية كلغات للتواصل والأدب. بعد فترة وجيزة من غزو العرب لإسبانيا في أوائل القرن الثامن ، أصبحت اللغة العربية هي اللغة الرئيسية في كل من وسط وجنوب شبه الجزيرة الأيبيرية بينما في الشمال المسيحي ، سادت اللاتينية بلهجاتها. واستمر ذلك حتى القرن الثالث عشر عندما بدأ العرب يُطردون من أرضهم في الأندلس.8  

ونرى نعمة الإسلام  من زاوية التعلم والدراسة :”في المناطق الإسلامية في إسبانيا ، انتشر استخدام اللغة العربية بسرعة. بحلول القرن العاشر ، كان التعليم الابتدائي شائعًا في جميع أنحاء إسبانيا العربية. باستثناء من يعانون من الفقر المدقع ، التحق جميع الأولاد والبنات بالمدرسة. على عكس الأجزاء المسيحية في إسبانيا ودول شمال أوروبا ، كانت الغالبية العظمى من الناس في المناطق الخاضعة للسيطرة العربية يعرفون القراءة والكتابة. وبلغت اللغة العربية ، لغة هؤلاء السكان المتعلمين ، ارتفاعات مذهلة. في أقل من قرن ، حتى المسيحيون الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي أصبحوا بارعين في اللغة العربية لدرجة أنهم أهملوا ألسنته”.م.ن

و”حقيقة أن السكان غير المسلمين يفضلون اللغة العربية على لغتهم الخاصة جعل من الحتمي أن يكون تأثير اللغة العربية على الإسبانية هائلاً. بدأت الكلمات العربية تنتقل إلى اللهجات الإسبانية ، وخاصة في المجالات العلمية والتقنية. لم يدخل هذا الاقتراض اللغة الإسبانية واللغات الأوروبية اللاحقة عن طريق الصدفة فقط أو بسبب سحر اللغة العربية ، ولكن نتيجة لمحاولة المسيحيين الأوروبيين محاكاة الثقافة العربية التي تمثل المدرسة المدرسية في كل تخصص تقريبًا ، بما في ذلك الفنون. عامًا بعد عام ، اكتسب استعارة هذه الكلمات زخمًا حتى أوقف الاسترداد المد… حتى عندما حاول الإسبان بعد إعادة الفتح إزالة الكلمات العربية من لغتهم ، ربما يوجد اليوم 8000 كلمة وحوالي 2300 اسم مكان من أصل عربي. سوف يفاجأ الكثيرين بمعرفة أنه بعد اللاتينية ، قدمت العربية أكبر مساهمة للغة الإسبانية. “. 9 

ولطما مناسبا لدعي عنصري حقير، على فرية {فرض العربية} على الشعوب التي {احتلها الإسلام والمسلمون } ننقل فقرة من مقال اسباني مترجم للعربية، اعتمد فيه كاتبه لمناقشة مجموعة من المسائل من بينها مسألتنا، على دراسات باحثين أكاديميين اسبان، استخدموا أدلة شتى من بينها أدلة طبوغرافية:تبنى سكان ايبيريا شبه الجزيرة الايبيرية اللغة العربية كلغة أمشيئا فشيئا. حتى أولئك الذين كان لهم معتقدات أخرى في القرن التاسع؛ كتب أسقف قرطبة :” العديد من زملائي يقرأون قصائد وقصصا ويدرسون الفلسفة كاللاهوتيين المسلمين (علماء الكلام) بالعربية، لا لدحضها وإنما ليتعلموا كيف يعبرون عن أنفسهم بالعربية بشكل أكثر دقة وتميزا”.10

يصرح أولاغيو بأن الايبيريين احتاجوا 300 سنة كي يتمكنوا من تبني والاستفادة من اللغة العربية 11

هل بقي لروث العنصريين الحقيرين  ضد الإسلام والعربية وزن  ولو لما يصلح له الروث سمادا  للأرض؟!

. وبما أننا إزاء منتنة متعددة الروائح الكريهة و مكوناتها العضوية المتفسخة، لا يبدو معها الزاوي أمين مكترثا بآثارها المدمرة على البيئة الاجتماعية والحضارية للجزائر؛ :  ـ الكراهية عبر تحقير المثقف المعرب :”لا يجتهد المثقف المعرب في الجزائر ولا يطرح أفكاراً، بل إن كثيراً من تصرفاته وأفعاله وأفكاره هي عبارة عن رد فعل ضد كتابات أو أفكار قد يطرحها المثقف المفرنس أو المثقف بالأمازيغية، إذن هو مثقف، في غالب الأحيان، يعيش حالة من رد الفعل وليس الفعل، وبالتالي تبدو أحكامه قيمية ومؤسسة داخلالغضبوالكراهيةوالحقدوالشعور بـالتهميش، وهو غالباً لا يفرق في أحكامه ما بين الأخلاقي والفكري، ما بين القناعة الفلسفية والحياة الشخصية لخصومه الفكريين.” 12 .

بدءا : فكك الله اوصالك ، وخسئت من عنصري حقير . ثم يا لحظه التعيس فلسانه يدينه؛ في احتفال بذكرى الدكتور عبد الله شريط رحمه الله  نقلت الصحافة قوله :”تحدث، أمين الزاوي،عن تأثره بفكر وشخصية الفيلسوف عبد الله شريط، حيث قال»أول صورة له في ذهني هي صورته الصوتية عن طريق البرامج التي كان يشرف عليها في الإذاعة الوطنية، حيث كان يعتبر أن المثقف يجب أن يجمع بين الفكر والممارسة«.مضيفا -أن شريط ينتمي إلى طينة المثقفين المغاربة الذين صنفهم ابن عربي في فتوحاته بأنهم الأحسن والأكثر فعالية على مستوى التصوف والفكر والفلسفة من الناحية النظرية و التطبيقية.،إضافة إلى إنتاجه للمفاهيم، حيث كان ينتج سلوكات لأنه مثقف المواقف، تعلمنا منه أخلاق الحوار، وكان فيلسوف بلغة الأدبا” 13.

( وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوٓاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِىٓ أَنطَقَ كُلَّ شَىْءٍۢ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍۢ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ا ) : “أن شريط [ بالمناسبة المفكر الكبير عبد الله شريط رحمه الله ، من قبيلة لبلالة العربية القح/ لعل الزاوي يندم ويغير رأيه فيه ] ينتمي إلى طينة المثقفين المغاربة… الأحسن والأكثر فعالية على مستوى التصوف والفكر والفلسفة من الناحية النظرية و التطبيقية.،إضافة إلى إنتاجه للمفاهي” ينتج المفاهيم”، لينظر الزاوي إلى نتانته العنصرية على ضوء ما وصف؟!!!

واحتراما لإنسانية القارئ لن نبرهن بأوضح الأدلة من مفكرينا وكتابنا وباحثينا، ما يلعن عنصرية وحقارة الزاوي لعنا كلعن بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم .

وفي مسار اللغة نقف مع فضيحة أخرى من فضائح المفضوح؛ هي موقفه من استبدال اللغة الإنجليزية في التعليم لغة ثانية بالفرنسية: فقد أبدع في صنوف الفضائح، والصفاقة،والجهل المركب، ونطح البدهيات بدماغ من  عطس مخه: “يعتقد دعاة تدريس الإنجليزية بديلة عن الفرنسية بأن هذه اللغة، أي الإنجليزية، هي البوابة السحرية إلى “التقدم”، وأنها البساط الطائر نحو “العلم” الذي سيوصل الجزائر إلى مصاف الدول المتقدمة. لقد فات هؤلاء بأن هناك العديد من الدول الأفريقية الغارقة في التخلف تعتمد هذه اللغة الإنجليزية لغة “رسمية” ولغة “التربية والتعليم” مثل (نيجيريا، السودان، كينيا، أوغندا، غانا، مدغشقر، الكاميرون، زمبابوي، رواندا، سيراليون، ليسوتو، بوتسوانا…)، وهي دول لم تخرجها الإنجليزية من الحروب ولم تخلصها الإنجليزية من المجاعات والأمراض والتخلف والفقر والعنف ولا أن تخلص هذه الطبقة السياسية الأفريقية الحاكمة من الفساد والرشوة والحروب والقبلية والتبعية لأسياد أوروبيين أو أميركيين”.15

,سندخل متغيرات على عبارة الزاوي :”  هناك العديد من الدول الأفريقية الغارقةفي{…} تعتمد هذه اللغة الفرنسية  لغة “رسمية” ولغة “التربية والتعليم مثل :  بنين ــــ بوركينا فاسو ــــ جمهورية أفريقيا الوسطى ـــ جزر القمر ـــ جمهورية الكونغو ــــ جمهورية الكونغو الديمقراطية ــــ الغابون ــــ غينيا ـــــ غينيا الاستوائية ـــ مدغشقر ــــ مالي ـــ النيجر ــــ السنغال ــــ تشاد ـــ توغو ــــ هي دول لم / أو تخرجها الفرنسية من الحروب ولم / أو تخلصها الفرنسية  من المجاعات والأمراض والتخلف والفقر والعنف ولا أن تخلص هذه الطبقة السياسية الأفريقية الحاكمة من الفساد والرشوة والحروب والقبلية والتبعية لأسياد أوروبيين أو أميركيين”.

سأفرض أن  الزاوي  تلميذ  في المرحلة الثانوية أجاب في درس مادة الجغرافيا أستاذه بما كتب، فسيقوده أستاذه الحازم من أذنه إلى السبورة، ويطوي إحدى دفتيها، ثم يطلب منه قراءة الجدول *الآتي ذكره :

االناتج المحلي الإجماليالدولة/ اللغة  الترتيب 
 بنين138/
بوركينا فاسو124 
بوروندي158 
 / جمهورية أفريقيا الوسطى166
جمهورية الكونغو 139
االناتج المحلي الإجماليالدولة/ اللغة  الترتيب 
جمهورية الكونغو الديمقراطية88
الغابون119 
 غينيا132
 غينيا الاستوائية137
مدغشقر  133
 مالي117
النيجر 141
 السنغال105
  تشاد135
الناتج المحلي الإجماليالدولة/ اللغة  الترتيب 
جنوب افريقيا :38
نيجيريا،  27  
كينيا 61
99  أوغندا
72غانا
  
  1. سيشل – 66 درجة (الترتيب العالمي 27)/ انجليزية
  2. بتسوانا – 60 درجة (الترتيب العالمي 35)/ انجليزية
  3. الرأس الأخضر– 58 درجة (الترتيب العالمي 41)/البرتغالية،  ولهجة الرأس الأخضر
  4. راوندا – 54 درجة (الترتيب العالمي 49)/فرنسية ، انجليزية 
  5. موريشيوس – 53 درجة (الترتيب العالمي 52)/ /فرنسية ، انجليزية
  6. ناميبيا – 51 درجة (الترتيب العالمي 57)/الإنجليزية
  7. ساو تومي وبرينسيب – 47 درجة (الترتيب العالمي 63)/انجليزية
  8. السنغال – 45 درجة (الترتيب العالمي 67)/فرنسية 
  9. جنوب إفريقيا – 44 درجة (الترتيب العالمي 69)/ انجليزية
  10. تونس – 44 درجة (الترتيب العالمي 69)، عربية ، فرنسية

ننتظره  ليخبرنا عن موقفه أمام زملائه، ثم ردود أفعالهم نحو {حكواتي القسم } عن عبقريته التي يُدلّ بها عليهم بها صباحا و مساء !!!

كما ننتظر من كاتب ومفكر {إندبندنت عربية} جوابنا  عن السؤال الآني : كيف يتصورُ من يعتقدُ  أنّ بحسب امرىء انتعال  نعل فاخر كي يبلغه ذلك قصرا مشيدا باذخا ؟ 

أمّا الجهل الجاهل في النص السابق ، فنتيح الجواب عنه للتصنيفات العالمية في مجالات التطور : 

 بالنسبة لنيجيريا : “يعد اقتصاد نيجيريا واحدا من أقوى الاقتصادات في أفريقيا، ومن المتوقع أن يحقق نموا بمعدل 4.2 في المئة سنويا. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن تصعد نيجيريا من المرتبة 22 إلى المرتبة 14 ضمن أكبر اقتصادات العالم.

وبينما لا تزال الحكومة تخوض معركة طويلة الأمد ضد الفساد الذي يعشش في أركان الدولة، إلا أن رواد الأعمال النيجيريين لعبوا دورا كبيرا في النهوض بالبلاد.

نشرت مؤسسة “برايس ووتر هاوس كوبرز” للخدمات المهنية الدولية تقريرا بعنوان “العالم في عام 2050″، توقعت فيه أن تحقق اقتصادات الأسواق الصاعدة الكبرى نموا بوتيرة أسرع مرتين مقارنة بالاقتصادات المتقدمة، وبحلول عام 2050 ستصبح ستة من اقتصادات الأسواق الصاعدة اليوم ضمن أقوى سبعة اقتصادات في العالم، متجاوزة الولايات المتحدة، التي ستهبط من المرتبة الثانية إلى الثالثة، واليابان، التي ستهبط من المرتبة الرابعة إلى الثامنة وألمانيا التي ستهبط من الخامسة إلى التاسعة.ويتوقع التقرير صعود بعض الدول ذات الاقتصادات الضعيفة نسبيا، مثل فيتنام والفلبين ونيجيريا في مراتب متقدمة ضمن أكبر اقتصادات العالم في العقود الثلاثة المقبلة.”

” يعد اقتصاد نيجيريا واحدا من أقوى الاقتصادات في أفريقيا، ومن المتوقع أن يحقق نموا بمعدل 4.2 في المئة سنويا. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن تصعد نيجيريا من المرتبة 22 إلى المرتبة 14 ضمن أكبر اقتصادات العالم.

وبينما لا تزال الحكومة تخوض معركة طويلة الأمد ضد الفساد الذي يعشش في أركان الدولة، إلا أن رواد الأعمال النيجيريين لعبوا دورا كبيرا في النهوض بالبلاد.

إذا أشارت بيانات تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال إلى أن أكثر من 30 في المئة من سكان نيجيريا رواد أعمال أو يمتلكون مشروعات جديدة، وهذه النسبة تضع نيجيريا ضمن البلاد ذات أعلى نسبة رواد أعمال في العالم.16 .

 كلّما تولى الزاوي الدعوة لمسألة أو الدفاع حوّلها لمهزلة؛ للنظر إلى الفقرة الآتية؛يقول : “إن الحثّ على تدريس الإنجليزية شيء إيجابي، خصوصاً في ما يتعلق بالتخصصات الدقيقة، لكن النوايا الأيديولوجية التي تنام خلف هذه الدعوة وهي تأجيج الفتنة في المدرسة الجزائرية هذا هو المثير للقلق، أعتقد أن التخصصات الدقيقة لا تحتاج إلى لغة شكسبير بل إلى لغة تقنية قائمة على المفاهيم والعلامات وكل متخصص في حقله يستطيع أن يتعلمها في ظرف زمني قصير جداً.

يجب أن نفرق ما بين اللغة الإنجليزية كلغة تواصل، وهذا شيء مهم بالنسبة للمتخصصين، وواقع اللغة الفرنسية في الجزائر كوجود ثقافي وسوسيولوجي يومي، وكنافذة للانفتاح على العالم المعاصر الذي يحيط بنا فلسفياً وأدبياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً.

وإذا كان منطق ومنطلق دعاة تدريس اللغة الإنجليزية بديلاً عن الفرنسية، هو مناهضة فرنسا الاستعمارية كما يروجون، فليعلموا بأن الإنجليزية هي لغة الإمبريالية ولغة أميركا التي حطمت العراق وخربت سوريا، والتي أعلنت القدس عاصمة لإسرائيل على الرغم من اعتراض العالم الأوروبي بأكمله بما فيه فرنسا”.17

إذن نحن نقرأ جهلا عريضا بواقع العلم والمعرفة العلمية في مختلف مجالاته العلمية والاجتماعية والانسانية؛  ومعايير التقدير والتقييم والتصنيف العالمي لإنتاجها، ودور اللغة المركزي فيها، سنكتفى بما …….. تفيدنا التقارير العلمية :”جميع المقالات المنشورة في المجلات العلمية في 2020 كُتبت باللغة الإنجليزية ، و 1٪ فقط باللغة الإسبانية أو البرتغالية. تم الكشف عن هذه الأرقام من قبل أنجيل باديلو ، كبير محللي اللغة والثقافة الإسبانية في مركز الأبحاث الإسباني Real Instituto Elcano “،18

 و”المجلة التي تتيح مقالاتها بلغتين على الأقل – إحداهما الإنجليزية بالضرورة – تزيد بشكل كبير من نطاقها ووضوحها ، وإمكانيات القراءة والاستشهاد ، والتي تعد في النهاية أحد الاهتمامات الرئيسية لجميع المجلات : توفير مساحة مناقشة عالية المستوى تكون مرئية للأعضاء الآخرين في المجتمع الأكاديمي. وبالمثل ، فإن المنشورات ثنائية اللغة ومتعددة اللغات سوف تجتذب المزيد من الأبحاث الأفضل ، والتي ستؤدي بشكل متناسب إلى جودة المنشور”19.

بلغت قيمة صناعة الخدمات اللغوية العالمية حوالي 49.6 مليار دولار أمريكي في عام 2019 ، ومن المتوقع أن تنمو أكثر خلال السنوات القادمة. نظرًا لكونها واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في جميع أنحاء العالم ، خاصة في البيئات الأكاديمية والشركات ، فقد أصبح تعلم اللغة الإنجليزية أمرًا ضروريًا. كما أدت العولمة وزيادة السفر إلى زيادة النمو في صناعة خدمات الترجمة التحريرية والشفوية. 

أكثر اللغات تحدثًا في جميع أنحاء العالم عام 2021 تم النشر بواسطة M. Szmigiera ، مارس 30 ، 2021 في عام 2021 ، كان هناك حوالي 1.35 مليار شخص في جميع أنحاء العالم يتحدثون الإنجليزية إما أصلاً أو كلغة ثانية ، وهو ما يزيد قليلاً عن 1.12 مليار متحدث صيني بلغة الماندرين في وقت المسح. احتلت الهندية والإسبانية المرتبة الثالثة والرابعة الأكثر انتشارًا في ذلك العام. 20

إذن نحن أمام  مجموعة من المعطيات الكيفية والكمية، تصفع الزاوي المفترى أنّى ولّى وجهه، واستجار بحججه الواهية :

الانتاج العلمي21 ما بين : 1998 ـــ 2020

 الولايات المتحدة الأمريكية : 13817725

الصين  :7454602

بريطانيا :4039729

المانيا :3515309

اليابان :3074206

فؤنسا : 2437589

وتسفيها لرأيه الأحمق في قوله :”وواقع اللغة الفرنسية في الجزائر كوجود ثقافي وسوسيولوجي يومي، وكنافذة للانفتاح على العالم المعاصر الذي يحيط بنا فلسفياً وأدبياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً”.

نتأمل الإحصاءات الآتية في الإنتاج العلمي عالميا من خلال نماذج مختارة دالة على الحقائق وإنتاج المعرفة العلمية في الانسانيات والفنون : 

النشر في العلوم 22الانسانية 1998 ـــ 2020

و م ا  1234575

م م م 427656

صين 182647

استراليا : 181080

كندا : 170503

المانيا : 167833

اسيانيا : 127304

فرنسا :117660

فنون وانسانيات 

و م ا :512851

م م : 213938

المانيا : 87050

فرنسا : 78768

لم يعد هناك مجال للسفسطة والتلاعب : كُشفت الحقائق والوقائع، وصارت على قارعة طريق الشبكة ،كمعانى الجاحظ . 

فكيف سيطلع الجزائريون وأسرى الفرنسية في بلاد المغرب العربي وإفريقيا على هذا الطوفان المعرفي العلمي الأكاديمي المبدع في معبد فرنسية الزاوي أمين ؟  

أنى لمنطق العبيد أن يصمد إزاء الحقائق التي أقضت مضجع أسيادهم الفرنسيين ؛ ففي ندوة علمية بغطاء سياسي عقدت في فرنسا تعالت صرخات الباحثين والسياسيين في جحيم هوت به الإنكليزية بالفرنسية لقعره دون رحمة ـ بل باقتدار وكفاءة وذكاء: “يستكشف Larivière كيف ولماذا تجتاح هذه الموجة من Anglicization العلوم الاجتماعية والإنسانية ، من خلال تحليل مجموعة كبيرة من المقالات المفهرسة في قاعدة بيانات Thomson Reuters’s Web of Science لأكثر من 3500 مجلة متخصصة. “تصنيف الجامعات يأخذ في الحسبان فقط عدد المقالات المنشورة في أكثر المجلات المرموقة ، وكلها باللغة الإنجليزية. هذا أحد الأسباب الرئيسية التي تدفعنا جامعاتنا للنشر باللغة الإنجليزية. ما يعنيه ذلك بالنسبة للباحثين الناطقين بالفرنسية” 23.

ويصرخ :””في مجال العلوم الطبيعية والطبية ، فإن النقاش هو نتيجة مفروضة. إذا لم ننشر باللغة الإنجليزية ، فنحن لسنا حتى على الخريطة كباحثين”24. 

إذن الزاوي امين وفئته الفرنكوفيلية المارقة المخادعة وكلاء فرنسا في المنطقة، وعبيدها ،  يريد لنا نحن أن نبقى عدما في خريطة البحث العلمي؛ وهو مخطط فرنسي يجر المنطقة برمتها للتفكك التدريجي، ثم الهيمنة عليه، ثم اتخاذ حطامه أوراق مقايضة في سوق العولمة . كما تبدو عليه المأساة الليبية، وتتجه نحوه الحالة اللبنانية .

أما التحجج بسياسة أمريكا المعتدية الظالمة الامبريالية في العالم العربي، فدليل جديد على حديث المقاهي الذي لا يكاد يرتفع مستوى عنه الزاوي إلا قليلا . ما ترك الزاوي أمين جحر عنصرية نتنة إلا أوى إليه يطلب مدد عنصريته النتنة البائسة، فلم يكفه مهاجمة العربية وتحقيرها وأهلها داخل الوطن، بل راح يطاردها في فرنسا قبلته ومعبده، تقيدما لفروض المذلة السمجة الحقيرة، وتودد النذالة ، بما أوتي من إفك، وخسة، وقلة مروءة، وإنعدام رجولة . 

ففاح فاه بأنتن ريح ؛ ريح الكراهية اللغوية بالعبور بها ما وراء البحر

 “إن تدريس اللغة العربية بنيّة محاصرة الإسلاموية والتعصب هو سعي واه، بل العكس تماما، إن تدريس هذه اللغة هو تكريس لفكر الإسلاموية في الجيل الجديد، لأن العربية في مخيال المغاربي والعربي تظل لغة الجنة ولغة الله، وبالتالي فتدريسها هو نفس جديد لتطعيم المخيال الإسلاموي مع الجيل الجديد من أبناء الجالية العربية والمغاربية في أوروبا

يا للفضيحة المدوية ، هل بقيت فيه قطرة دم وطنية واحدة، وهو يتوسل لفرنسا التي تجنى ما أوكت  يداها بسياساتها البائسة إزاء أبناء وطنه،؟ فيحرض على أهم عناصر الهوية الجزائرية {الإسلام والعروبة}، يريد أن تربح المكانة لدى أسياده؛ ببيع كرامة الأغلبية الساحقة من أبناء وطنه. هل يعتقد أنه أعرف منهم بالعربية والعروبة والإسلام؟ فأقل مستعرب مستشرق منهم يوقفه على رأسه الموشح بثقب الجهل والعفن ،لو جادله فيهما؟ وهل ترى أن لديه الكفاية العلمية والاستراتيجية للتعامل مع مشكلة المهاجرين أبناء المغرب العربي ؟  بقول أيضا :”لفك الحصار السياسي والاقتصادي والسيكولوجي والثقافي عن الجيل الجديد من أبناء الجاليات المغاربية والعربية في فرنسا لا يكونبمغامرة تقوم على تدريسهم اللغة العربية وإنما يجب الحرص على تعليمهم اللغة الفرنسية تعليما جيّدا وصحيحا وتعميم ثقافة اللائكية والديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام المرأة والدفاع عن قيم المواطنة، بمثل هذا التوجه يمكن أن يكون الاندماج بشكل طبيعي في بنية المجتمع الفرنسي الجديد والمتعدد”.25.

    يأبى إلا أن يكون غبيا حتى في مواطن جهاد الولاء للعدو، وبيع المقومات المعنوية للشخصية الوطنية، في سوق النخاسة،فماذا تدرس المدارس الفرنسية للأبناء مهاجرين، والمزايدة بالعنصرية العرقية الرخيصة ؟!  

يقول :”ولماذا لا يتم التفكير في تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس الابتدائية الفرنسية باعتبار أن الجالية المغاربية في عمومها تنزل من أصول بربرية وأن لغة الأم لديها هي اللغة الأمازيغية؟

انطلاقا من ذلك، فبدل الحديث عن تدريس اللغة العربية لهذا الجيل الجديد من أبناء الجالية الفرنسية ذات الأصول المغاربية بهدف الوصول إلى مصالحة مع أصولها ومرجعياتها وثقافتها، أما كان من الواجب ومن الأولى السعي إلى تدريس اللغة الأمازيغية، لأنهالغة الأملغالبية الأجيال المتلاحقة من أبناء الجالية المغاربية.

وإن تعليم هذه اللغة هو في الوقت نفسه دعم للتجربة التعددية اللغوية في البلدان المغاربية التي اعترفت في دساتيرها باللغة الأمازيغية لغة وطنية ورسمية، وهي اللغة، ورغم بعدها عن المخيال الديني، فإنها تساهم في هذا التصالح مع الجذور بشكل ثقافي وأنثروبولوجي بعيدا عن الإسلام السلفي المتطرف.26 

نلاحظ مسألتين هما : الدعوة لتدريس الامازيغية لأبناء المهاجرين، بدعوى أصالة اللهجات الأمازيغية لدى أغلبهم .  

الثانية : إن هذا المسلك سيكون داعما لجهود تمزيغ ألسنة الجزائريين . 

كيف يمكننا فهم هذا الطلب الغريب في ظاهره؟ أهو مجرد، تعظيم للهجة الامازيغية القبائلية ؛ وتفاؤل بمستقبلها وطنيا، ومغربيا ؟ أم ضرب من نزق برع فيه هذا الكائن ؟ أم هي  إحدى هرطقاته  العنصرية النتنة وشطحاته الشاذة؟ 

أحسب أن بعض المعطيات حول طموح نشر وتطوير فرنسا ولغتها عالميا، قد تفسر لنا، وتكشف عملا ينجز بالتناغم مع هذا المشروع .

“لفرانكوفونية هي أفق رئيسي آخر لتطوير التعددية اللغوية في العلوم. إن المخاطر كبيرة ، في حين أن الفرنسية يمكن أن تضم 700 مليون ناطق في العالم “بحلول عام 2050”.27   

هذا الرقم يستهدف إفريقيا الناطقة المستعملة للفرنسية، والمنتمية لمنظمة الفرنكفونية ، وقد اعلنه الرئيس الفرنسي عام 2018 ضمن “الخطة الوطنية الكبرى للغة الفرنسية”28.

 والملاحظ أن التركيز على الأفارقة السمر ، نظرا لعوامل كثيرة من بينها النمو الديمغرافي المتسارع والكبير في تلك الدول، مما يمثل عامل إغراء كبير لفرنسا لترفع بهم مكانة لغتها عالميا، التي قد تصبح اللغة الأولى أو الثانية حسب تصريحات سياسية وإعلامية. 

ونظرا للأهمية الاستراتيجية للمشروع، فإن التقدم في إنجازه يعلن عن تفاصيله في موقع الرئاسة الفرنسية 29  

 ويقينا أن كتلة بشرية تقدر بنحو 93 مليون نسمة {الجزائر والمغرب وتونس}، في قلب المشروع؛ نظرا لعوامل تقليدية معروفة . 

أمّا عن {إغراء } الزاوي فرنسا بالكتلة البربرية،فأحسب أننا كي نفهمه جيدا، علينا الوقوف عند أُمّ القضايا من كل هذه السيول من الكراهية والعنصرية، لما يعده العدو الأزلي { العرب والعربية والاسلام : عقائده وشرائعه وأنظمته،  والمسلمون }؛الدعوة  {لأمازيغية} عنصرية متطرفة، لا لإحلال عنصر من عناصر الهوية الوطنية، في إطار رؤية وطنية متكاملة ومتوازنة لعناصر الهوية في بوتقة التاريخ الوطني .

هوامش

1.الهويات المجروحة | أمين الزاوي | مجلة الجديد، 2019/01/01

https://aljadeedmagazine.com

2. الزاوي ، “اللغة العربية بين اللاهوت والناسوت: الدين والترجمة والعاميات” اندبندنت عربية . 

الخميس 17 ديسمبر 2020

3. م.ن

4″ عثمان سعدي .لرومان تركوا حجارة ميتة بالجزائر – الشروق أونلاين، 2017/9/2018

https://www.echoroukonline.com

5.سنوات28 بالمائة من الجزائريين فقط يتحدثون الفرنسية – الشروق

https://www.echoroukonline.com ›  

6.http://observatoire.francophonie.org

7. الزاوي “فخ المقدس اللغوي في المخيال الجزائري

الخميس 4 يونيو4 يونيو 2020

8. Habeeb Salloum”Arabic Contributions to the Spanish Language and Culture

Arabic Contributions to the Spanish Language and Culture

https://teachmideast.org › articles › arabic-contributions

9م.ن 

10.مجلة فاونتاين: الغزو العربي لإسبانيا حقيقة أم أسطورة – الأندلسhttps://andalushistory.com/%D8%A7%

11 . م. ن

12. ـــــــــــــــــ  الزاوي ” محاولة تفكيك ظاهرتي المثقف المعرب والمفرنس في الجزائر الخميس 8 /8/ 2019

14.مثقفون وسياسيون يثنون على شخصية ابن خلدون الجزائر عبدالله شريط،  صوت الأحرار ، 07 – 03 – 2011

15.الزاوي ” حرب في الجزائر ما بين الفرنسية والإنجليزية”  انديبندنت 4 يوليو 2019

*بيانات مؤسسات مالية دولية منشورة على مواقعها في الشبكة. 

16.دولة أفريقية بين القوى العظمى التي ستتحكم في اقتصاد العالم عام 2050https://www.bbc.com/arabic

17 . الزاوي، م س ..

18.https://english.elpais.com › Usahttps://english.elpais.com › Usa

19. IBID

20. Ibid

21.cimago Journal & Country Rank

https://www.scimagojr.com

22.Ibid

23.What place for the French language in the scientific discourse?

https://www.culture.gouv.fr › en › Actualites › Quelle-pla

24.Ibid

25 . الزاوي : “جدل حول تدريس اللغة العربية بفرنسا”، صحيفة العرب ، لندن، 2018/10/14.

26 .م.ن

27.What place for the French language in the scientific discourse?

https://www.culture.gouv.fr › en › Actualites › Quelle-place

28. Une ambition pour la langue française et le plurilinguisme

https://www.elysee.fr › 2019/03/20

29 Une ambition pour la langue française et le plurilinguisme

https://www.elysee.fr › 2019/03/20