التاريخ الإسلامي وسموم حقد الزاوي الأسود!

د. محمد مراح

مُعلَم وكاتب جزائري أصيل مدينة تبسة .

30/04/2022

يتعامل الزاوي مع التاريخ بروحالعبودية”،  وعقل الكبش، وحافر البغل، وقلب الجمل؛ فمصدر كل مسألة تاريخية عرض لها بعض هذه المصادرالرفيعة، أو جميعها.

ولكن الحمد لله أن التاريخ الذي يعد علماؤه في أرقى مراتب العلماء ؛قد صكه ــــــ  فيما يبدو ــــــــ بصفعة الحزم العلمي ورصانة الأفذاذ فانكفأ على نفسه الوضيعة، فلم يكتب كثيرا عنه في {خرق } الموقعين الوظيفيين.  

فقد عرض لبعض المسائل من تاريخ المسلمين، وأخرى من التاريخ الوطني. وقد كان فيهما من طليعة الكذابين الأفاكين . 

من تاريخ المسلمين

لنفتح سجله الأسود المربدّ بقاعدته الوسخة المهترئة في النظر للإسلام التاريخي: 

أ.ــ الكراهية عبر وصف الفتوحات الإسلامية ونصوص  القرآن بالعنف والسيف والقتل ، بالمقابل الإشادة بصورة إسلام نموذجي من خلال شعر الحلاج الصوفي الشركي : لقد شكل الحلاج صدمة جديدة إيجابية في مخيال القارئ الأوروبي والعالمي، وهي الصدمة التي غيرت أيضاً من صورة الإسلام ومن صورة المسلم ومن  صورة الإبداع لدى المسلم وفي بلاد الإسلام.

لقد أصبحت نصوص الحلاج الشعرية تقرأ كما تقرأ نصوص أي شاعر فرنسي أو إنجليزي أو روسي أو ألماني أو أميركي معاصر، لقد أصبح جزءاً من القراءة العالمية الإنسانية،

 وهو ما حرر صورة الإسلام من أيديولوجية الفتوحات، وستتأكد أكثر صناعة صورة جديدة وإيجابية للإسلام في العالم بعيداً عن العنف والسيف والغزو من خلال نصوص جلال الدين الرومي وابن عربي وعمر الخيام، وبذلك تكون الثقافة الوجودية التي قدمتها الإبداعية الصوفية من داخل بنية الإسلام هي التي تمكنت من تغيير كثير من الأحكام المطلقة عن المسلمين من خلال قراءة التاريخ قراءة معينة” 1  

ملاحظة:خلاصة فكرة المقال : الإسلام الحضاري هو إسلام ألف ليلة وليلة وشعر الحلاج ، والإسلام الأيديولوجي الغازي الفاتح  المترع بالقتل والحرب تحت آيات الجهاد في القرآن الكريم

، أنظر قوله :  “إذا كانت الخزانة التي تحتوي على كل من “ألف ليلة وليلة” وكتب الحلاج وحافظ وابن عربي وابن خلدون والخيام وابن رشد وابن حزم وغيرها هي ما صنعت صورة جديدة للإسلام الحضاري، في مخيال الغرب، وقرّبت بين الإنسان في ديار الإسلام وأخيه في ديار الديانات الأخرى من يهودية ومسيحية وكونفوشيوسية وغيرها من الديانات واللاديانات، وتمكنت، وإلى حد كبير من تحرير الإسلام والمسلم من أيديولوجيا الغزو والفتوحات والسيف والسبي، إلا أننا سنلاحظ عودة الإسلام السياسي إلى أوروبا وبالتأكيد منذ ستينيات القرن الماضي على يد الإخوان المسلمين، من خلال الترويج لسلسلة من الكتابات التي تحاول أن تعيد إسلام الفتوحات  إلى الوجود ثاني” 2.

علينا تسجيل ملاحظة : إن الزاوي يتخيل نفسه }أركون{ أو خليفته على الأقل، لكن كتاباته يقينا تقدمه على أنه ليس سوى زُعكُوك !!!

إذن المنجزان الفكريان الحضاريان اللذان قدما الإسلام للغرب، “الليالي” و”الحلاجيات” . وما تبقى من منجزات الحضارة الإسلامية، فما قدمت للبشرية سوى صور الدم والقتل والسبي والغزو  أحسنت :يجب ان نقرر في غير تردد أن الوضيع الجبان لا يملك الشجاعة الكافية؛ فيقارن نصيه {المقدسين / الليالي والحلاجيات }المذكورين بالقرآن الكريم والسنة المطهرة؛ إذ همامنبع منجز الحضارة الإسلامية الدموية السابية الناهبة  !!! 

أمّا مقارنته فهي قدر آخر من الغباء؛ إذ النصوص تقارن بمضامينها، لا بأثرها فحسب. فالقرآن الكريم والسنة النبوية والتراث الفقهي الحضاري الإسلامي، يهتم بدراستها العلماء والقانونيون ورجال الدين والفلاسفة ومن في حكمهم، أما الشعر والقصص الخيالية بدهي أن يقبل عليها في المقام الأول الأدباء والفنانون ومن في حكمهم، أما عموما القراء ينجذبون نحو هذه المنتجات الثقافية والفنية، لخاصيتها الترفيهية والجمالية المباشرة . ولذا فقياس التأثير لا يستقيم من جهة أركان العملية التواصلية؛ من متغيرات العناصر، والمجال والمضمون والهدف . 

لهذا إن اعتقد الفارغ أنه عثرت على فأس هدم الإسلام في حضوره الحضاري في الغرب؛فلا شك أن حقده وجهله و ضلاله،    قد طوحوه في وادى جهلة العوام .

أما نفش شعرك الذي لا يستقر تحته عقل واع بالضرورة إذ تقول” حد كبير من تحرير الإسلام والمسلم من أيديولوجيا الغزو والفتوحات والسيف والسبي؛فإنك والله لتظلم الجهل وتتجنى عليه  ؛ فمقتضى سفساف قولك : إن المسلمين قد تحرروا من {ضرطتك} التي تريد اختصار حضارة عظيمة فيها{ غزو ودم وسبي}، بفضل نصّيك المقدسين؛ تكون قد بعثت بالعقول إلى أودية الخبال والجنون .

 مادمنا في هذا المستوى من الحديث عن التاريخ الإسلامي؛ فقد اخترت أن يرد عليك برنارد لويس  البهودي الصهيوني القح الذي لا تدور حوله شبهة عطف أو حب أو احترام للإسلام ،وما يمت إليه من صلة، وهو أحد أكبر أساطين المؤرخين المستشرقين القرن العشرين المتخصصين في التاريخ الإسلامي القديم والحديث؛ وأكبر مرجع موثوق لدى أعلى المؤسسات السياسية الأمريكية، وينسب إليه تصميم خريطة الشرق الأوسط الجديد، القائمة على تفتيت دوله، بفضل فوضى كوندليزا رايس الخلاقة.  

إذن ـ فأنت تفيض كراهية للإسلام تفرزها  بوصف الفتح الإسلامي للأندلس استعماراوالكتابة عن استعمار المسلمين لإسبانيا مدة ثمانية قرون استفزاز. 2   

وبلغ حزنك مبلغه؛ لحوادث ارهابية طالت باريس، فرأيت التضامن معهم بأشد عبارات الكراهية، والحقد على دين آبائك وشعبك وأمتك :” إنزالٌ بشريّ هائل ومهول، يحدث على المباشر، من دون طلقة نار واحدة، ولا ضربة سيف كما الأجداد فعلوا، إنزالٌ أثار الإسبان وحرّك ذاكرة مجروحة من الوجود الإسلامي البربري والعربي على شبه الجزيرة الإيبيرية، الذي دام ثمانية قرون. إنزالٌ مهولٌ حرّك معه ظاهرة الخوف والعنصرية ـــ الحرّاقة”.3             

ثم إنه وإن كانت العرقية الضيقة الأفق مقدسه الأول والأعظم، فقد يهون عليه  رمز من رموزها التاريخيين لا لشيء سوى كونه مسلما ؛ فيُسَلى أحبابه بقوله :” أنا لست “طارق بن زياد” البربري، ولا أريد أن أقطع البحر كي أقتل الناس وأفصل رؤوسهم عن أجسادهم، ولا كي أروّع الأطفال وأجمع السبايا من النساء الشقراوات والفتيات البيض السامقات، وأبعث بهنّ إلى الخليفة بدمشق، ولا لكي أستولي على الذهب والفضة، وأرسلها إلى الأمير الموكل من قِبل الخليفة ولياً على المنطقة

ـــ أعرف أنكم تحملون ذاكرة عنا، مليئة بالدم والقهر والسبايا التي استمرّت حتى تفجيرات مدريد وباريس وألمانيا ونيويورك، لكن ثقوا بأننا جئنا بحثاً عن الحياة، لا حاملي رسالة دين تركناه إلى أهله هناك“.4

 إذن آن أوان وضعك بين فكي {برنارد لويس}  بإمكاناته العلمية والتحليلية الجبارة التي تسحق بليون قزم أمثالك:  يقول عن وضع إسبانيا قبل الفتح الإسلامي :”كانت إسبانيا قبل الفتح الإسلامي [أجل الفتح الإسلامي نعم الفتح الإسلامي { مت غيضا يا الزاوي}] في حالة من الضعف يرثى لها … طبقة صغيرة لقطاعية لها أراضي ضخمة معفاة من الضرائب تعيش في بذخ وفحش، إلى جانب كتلة هائلة من الأقنان والعبيد، وطبقة وسطى محطمة منحلة . عموما الناس كانوا متذمرين من الجوع. اضطهاد شديد لليهود. أكثر الجيش القوتي من الأقنان، بانتصار العرب الكبرى، أضرب الأقنان وانضم اليهود إلى الفاتحين، وسلموا طليطلة”.5

كيف كان وقع الحكم الإسلامي الجديد على أهل الأندلس  يقول برنارد لويس [ لا ننسى مناحة الزاوي ] :” كان الحكم الجديد نزيها متسامحا، مما جعل المؤرخين الإسبان أنفسهم يفضلونه على حكم الفرنجة في الشمال6 . بطبيعة الحال وزن الزواي إلى برنارد لويس كوزن جبال الهملايا إلى بعرة فأٍر .  ما علينا فالفئران تجرى عليها تجارب الترياق لأسقام البشرية، فتستجيب وتنصح، و لا تكذب!!!

ويقول دوزي عن آثار الفتح الإجتماعية: ” كان الفتح العربي من بعض الوجوه نعمة لإسبانيا. فقد أحدث فيها ثورة اجتماعية هامة، وقضى على كثير من الأدواء التي كانت تعانيها البلاد منذ قرون .. وحطمت سلطة الأشراف والطبقات الممتازة أو كادت تمحى، ووزعت الأراضي توزيعاً كبيرا، فكان ذلك حسنة سابغة، وعاملا في ازدهار الزراعة إبان الحكم العربي. ثم كان الفتح عاملا في تحسين أحوال الطبقات المستعبدة”7

ويقول :”ماكان المسلمون كالبرابرة من القوط أو الوندال، يتركون وراءهم الخراب والموت. حاشا، فإن الأندلس لم تشهد قط أعدل وأصلح من حكمهم. ومن الصعب أن نقول أنى اكتسب العرب تلك الخبرة الفائقة بالشئون الإدارية، فقد خرجوا من الصحراء إلى الغزو، ولم يفسح لهم تيار الفتح مجالا يدرسون فيه إدارة الأمم المفتوحة ” 8 

ويقول المستشرق الإسباني جاينجوس: ” لقد سطعت في اسبانيا (الأندلس) أول أشعة لهذه المدنية، التي نثرت ضوءها فيما بعد على جميع الأمم النصرانية. وفي مدارس قرطبة وطليطلة العربية، جمعت الجذوات الأخيرة للعلوم اليونانية بعد أن أشرفت على الانطفاء، وحفظت بعناية. وإلى حكمة العرب، وذكائهم، ونشاطهم، يرجع الفضل في كثير من أهم المخترعات الحديثة وأنفعها “9.

 ويقول المستشرق كارديناس: ” إن الفضل يرجع إلى تسامح الولاة والأمراء الأوائل، في أنه خلال العصور الأولى من الحكم الإسلامي، كان الشعبان – المسلمون والمستعربون (النصارى) – يعيشان جنباً إلى جنب عيشة حرة “.” واستطاع المستعربون في ظل الحكم الإسلامي أن يحتفظوا باستقلالهم، ولغتهم وعاداتهم وقوانينهم، وأحياناً بأساقفتهم وكونتاتهم، وأن يسهروا على صيانة الفنون القوطية التي كان العرب أنفسهم يقتبسون من أساليبها”10.

يُسلّم   المستشرق سيمونيت،  أنه بالرغم من كونه من أشد العلماء الإسبان تحاملا، [ وهو يقينا أشرف من الزاوي وأوفر رجولة وأعلى منازلا ] فهو يقول لنا ” إنه فيما يتعلق بالقوانين المدنية والسياسية، فإن النصارى الإسبان احتفظوا في ظل حكم الإسلامي بنوع من الحكومة الخاصة، واحتفظ الناس بأحوالهم القديمة دون تغيير كبير؛ وفيما يتعلق بالتشريع، فإنهم قد احتفظوا في باب النظم الكهنوتية بقوانين الكنيسة الإسبانية القديمة، واحتفظوا في الناحية المدنية بالقوانين القوطية أو قانون التقاضي ” Fuero Juzgo “، يخضعون لها في كل ما له علاقة بحكومتهم. وهي حكومة بلدية محلية، وما لم يكن يتعارض مع القوانين والسياسة الإسلامية ” .  وفيما يتعلق بالناحية النظامية يقول العلامة ألتاميرا، إن أغلبية الشعب الإسباني الروماني والقوطي بقيت في ظل حكم المسلمين محتفظة برؤسائها (وهم الأقماط أو الكونتات Condes) وقضائها وأساقفتها وكنائسها، وبالجملة بقيت محتفظة بما يشبه استقلالها المدني الكامل. وقنع الولاة بأن يفرضوا على النصارى المحكومين الضرائب الشرعية ” 11

ولكن دوزي يرى إلى جانب تلك المحاسن التي أشاد بها للفاتحين المسلمين العرب والبربر، مساوئ؛ إذ ”   الفتح أعقبته فترة من الفوضى نهب فيها المسلمون عدة أماكن، وأحرقوا عدة مدن وشنقوا بعض الأشراف، وقتلوا الأطفال بالخناجر، ولكن الحكومة العربية قمعت في الحال هذه الفظائع . ويندد من جهة أخرى بقضاء العرب على حرية الكنيسة، واستئثارهم بتكوين المجالس الدينية، وتعيين الأساقفة وعزلهم. ثم يقول إن العرب بعد أن توطد سلطانهم، كانوا أقل احتراما للمعاهدات المعقودة” 12م .

وهذا أحد انحيازات دوزي ، كما يقول عبدالله عنان :”ونقول نحن إن دوزي لم يعتمد في سرد هذه الفظائع إلا على الرواية النصرانية وهي متحاملة مغرضة تحمل طابع المبالغة، خصوصا فيما يتعلق بقتل الأطفال. أما تنديده بقضاء العرب على سلطة الكنيسة فليس مما يمكن تبريره، لأن سياسة الفتح المستنيرة، وبواعث توطيد دعائم الدولة الجديدة، تقضي بأن يأخذ الغالب بزمام كل السلطات في البلد المفتوح” 13  .

وهي ملاحظة دقيقة من عالم مؤرخ كتب تاريخ الاندلس في موسوعة، راجع فيها ما صدرمن كتابات  عربية وغربية بلغات عدة، بعقل جبار ، وعمق فكري ناقد ممحص. يمكن للقارئ الاعتيادي التثبت من هذه الملاحظة بالعودة إلى كتاب دوزي، ومراجعها في  ترجمة مكي حبشي الدقيقة الغنية    .

و للوقوف على الحقائق التاريخية الإيجابي والسلبي منها في هذا الموضوع ننصح من يحترم إنسانيته بالدرجة الأولى الرجوع إلى كتابات العلماء والمؤرخين الراسخين في العلم ، من المسلمين وغيرهم *  ولا يتركوا  عقولهم يقودها جاهل وضيع ، ومن على شاكلته من مرتزقة عبيد فرنسا والصهيونية وضباع الأوطان ومقدراتها.  

يقول : برنارد لويس أيضا ” وأعظم خدمة أسداها للبلاد هي القضاء على طبقة النبلاء ورجال الدين القديمة ، وتوزيع أراضيهم، مما نتج عنه طبقة جديدة من صغار الملاك، كان لها الفضل الأكبر في رخاء زراعي عمّا اسبانيا الإسلامية  [ الزاوي أعماه الحقد فصار يرى الحقول والوهاد والربى مروجا تزهو بالزروع والثمار، دماءالاسبانيين تسيل بها إلى الأودية]، وتحسنت حال العبيد كثيرا. أما الطبقة الوسطى فقد تخلصت من مشاكلها بدخول أفرادها في الإسلام بأعداد كبيرة ، واختلاطهم بالعرب14 ”                   

 ويقول:” اندمج العرب والبربر والاسبان والمسلمون وكونوا شعبا مسلما يفخر باستقلاله في الثقافة والسياسة، وينحو في اتجاهه العام منحى ايبريا أخذ يقوى كل يوم .وكانت سياسة الحكومة نحو هذه الطوائف نزيهة متسامحة . أما ما كان يصيبها من ظلم فيعود غالبا لأمور سياسية . لكن التحول إلى الإسلام بدافع الترغيب لا الإجبار جرى بسرعة وعلى نطاق واسع في زمن وجيز “15.    

ويقول برنارد :” لم يتدخل الفاتحون في الإدارة الداخلية والمدنية للشعوب المغلوبة… ويظهر ـن استبدال الحكم العربي بالحكم البزنطي كان موضع ترحيب الشعوب المغلوبة … حتى لقد فضل سكان سورية ومصر المسيحيون الحكم الإسلامي على حكم البيزنطيين أصحاب العقيدة الرشيدة، وكتب يهودي عن العصر الإسلامي الأول لكاهن :{ لاتخف ، فالخالق تبارك وتعالى اسمه لم يقم مملكة إسماعيل إلا ليخلصكم من هذا الشر بيزنطة. 

و يمكننا أن نقارن بهذه الكلمات كلمات مؤرخ مسيحي سرياني من عصر متأخر حيث يقول :” … ولهذا فقد خلصنا الإله من قبضة الروم على يد العرب … وليس النفع الذي جنيناه من خلاصنا من قسوة الروم وحقدهم المرير بالقليل . ولم تقف الشعوب المغلوبة عند قبول الدين بل تعدته، فساعدت أحيانا إلى نشاط تأسيسه” .  16   ص 78، 79.

 وفي مقام آخر يحلل برنارد لويس ما أسماه {أزمة الإسلام : الحرب على الإرهاب }، بمناسبة أحداث سبتمبر؛ لم يمنعه الحدث العظيم لينصف الإسلام والمسلمين فيقول :” الإسلام من ديانات العالم الكبرى، وقد منح العرب قيمة وحياة لا تستلب؛ علم الناس من شتى الأعراق على العيش في أخوة ، وعلم الناس من شتى العقائد على الحياة جنبا إلى جنب بتسامح معقول . وكان مصدر إلهامم  حضارة عظيمة، عاش فيها الآخرون جانب المسلمين حياة مفيدة، حضارة أغنت بمنجزاتها العالم17 ” . 

ونلقى التقييمات نفسها لدى السير توماس أرنولد في كتابه الفريد {الدعوة إلى الإسلام} ، الكتاب الذي راجعه أساطين الاستشراق وزكوه  وفي مقدمتهم  اليهودي المجري غولدتسيهر  أحد أعظم المستشرقين في تاريخ الاستشراق، وأكبرهم نقدا للإسلام وتأليفا فيه : ” لا يسعنا إلا الاعتراف بأن تاريخ إسبانيا في ظل الحكم الإسلامي يمتاز ببعده بعدا تاما عن الاضطهاد الديني  18″  

ويقول : ” وقد بلغ من تأثير الإسلام في نفوس معظم الذين تحولوا إليه من مسحيي اسبانيا مبلغا عظيما، حتى سحرهم بهذه المدنية الباهرة، واستهوى افئدتهم بشعره وفلسفته، وفنه الذي استولى على عقولهم وبهر خيالهم . كما وجدوا في الفروسية العربية الرفيعة مجالا فسيحا لإظهار بأسهم … إن علوم المسيحيين وآدابهم لا بد أن تكون قد بدت فقيرة ضئيلة إذا ما قيست بعلوم المسلمين وأدابهم التي لا يبعد أن تكون دراستها في حد ذاتها، باعثا على الدخول في دينهم”19 :   .

وهذه لكمة  تاريخية  قاضية ادخرها المؤرخ النبيل السير توماس ارنولد لصدور الحاقدين، المتزلفين للكلاب المسعورة من المستعمرين ، والصهيونية  يقاولون لهم بأحط وأقذر ما جرت به مصبات المياه القذرة   عبر التاريخ من الاكاذيب ؛ تدمدم اللكمة في صدروهم بحقيقة ديموغرافية عن التركيبة العرقية في أعظم عواصم الأندلس في أوج عطائها الحضاري :” لم يكن من بين المائتي ألف من المسلمين الذين كانوا يعيشون في مدينة غرناطة … أكثر من خمسائة من أصل عربي على حين كان سائر هؤلاء [ المسلمين ] من اهالي بلاد الأندلس الأصليين تحولوا إلى الإسلام ” .20

يمنحنا هذا الإحصاء  من باحث رصين عظيم، تعمق فهمنا للعوامل التي عمقت ورسخت الإسلام في أرض أوروبية ، ليس بين إرثها الثقافي والديني وإرث العرب الفاتحين أوهي وشيجة، لكن متانة العقيدة الإسلامية، وعمق المبادئ والقيم التي يكتنزها القرآن الكريم والسنة المطهرة، مازجت عقولا متوقدة ذكاء فأبدعت في الأندلس نسيجا متفردا في الحضارة الإسلامية، فاض على أوروبا، فأحيتها.*     

 وأقرأ ما يقوله الكبار أيام  كان القول قولهم لا فشيش [ الفَشِيشُ : 

صَوتُ الرَّيح حين تُخْرجها من قربةٍ أو نحوها] . الفَشّاشين: [ الفشاش :المحتالُ لفتح الأغلاق بغير مفاتيحها]سبحان الله عبقرية العربية مطابق وصفها تماما لحقيقة الفشاش الدساس الكذاب  :

وكان يمكن أن تُعمِيَ فتوحُ العرب الأولى أبصارَهم، وأن يقترفوا من المظالم ما يقترفه الفاتحون عادة، ويسيئوا معاملة المغلوبين، ويُكرهوهم على اعتناق دينهم الذي كانوا يرغبون في نشره في العالم، ولو فعلوا هذا لتألبت عليهم جميع الأمم التي كانت غيرَ خاضعة لهم بَعدُ، ولأصابهم مثلُ ما أصاب الصليبيين عندما دخلوا بلاد سورية مؤخرًا، ولكن العرب اجتنبوا ذلك، فقد أدرك الخلفاء السابقون الذين كان عندهم من العبقرية السياسية ما نَدَر وجوده في دعاة الديانات الجديدة، أن النظم والأديان ليست مما يُفرض قسرًا، فعاملوا، كما رأينا، أهل سورية ومصر وإسپانية وكل قطر استولَوا عليه بلطف عظيم تاركين لهم قوانينَهم ومعتقداتهم غيرَ فارضين عليهم سوى جزية زهيدة، في الغالب، إذا ما قيست بما كانوا يدفعونه سابقًا، في مقابل حفظ الأمن بينهم، فالحق أن الأمم لم تعرف فاتحين متسامحين مثل العرب ولا دينًا مثل دينهم”21

وعن معجزة انتشار الإسلام بقيمه السامية في دخوله بها على الأمم بقصد أو بغير قصد دعوة إليه يقول لوبون :”والسهولة العجيبة التي ينتشر بها القرآن في العالم شاملةٌ للنظر تمامًا، فالمسلم أينما مر ترك خلفه دينَه، وبلغ عدد أشياع النبي ملايين كثيرةً في البلاد التي دخلها العرب بقصد التجارة، لا فاتحين، كبعض أجزاء الصين وإفريقية الوسطى وروسية، وتم اعتناق هذه الملايين للإسلام طَوعًا، لا كَرْهًا، ولم يُسمع أن الضرورة قضت بإرسال جيوشٍ مع هؤلاء التجار المبشرين العرب لمساعدتهم، ويتسع نطاق الإسلام بعد أن يقيمه هؤلاء في أي مكان كان”.22

ويلعلع شهادة حق في سماء فرنسا وأوروبا بقوله :”لقد تم الكتاب، ولنُلخِّصْه في بضع كلمات فنقول:” إن الأمم التي فاقت العرب تمدنًا قليلة إلى الغاية، وإننا لا نذكر أمةً، كالعرب، حققت من المبتكرات العظيمة في وقت قصير مثل ما حققوا، وإن العرب أقاموا دينًا من أقوى الأديان التي سادت العالم، أقاموا دينًا لا يزال تأثيره أشد حيويةً مما لأي دين آخر، وإنهم أنشأوا، من الناحية السياسية، دولةً من أعظم الدول التي عرفها التاريخ، وإنهم مدنوا أوربة ثقافة وأخلاقًا، فالعروق التي سَمَتْ سموَّ العرب وهبطت هبوطهم نادرةٌ، ولم يظهر، كالعرب، عرقٌ يصلح أن يكون مثالًا بارزًا لتأثير العوامل التي تُهيمن على قيام الدول وعظمتها وانحطاطها”.23

ويقول المستشرق الإسباني جاينجوس: ” لقد سطعت في اسبانيا (الأندلس) أول أشعة لهذه المدنية، التي نثرت ضوءها فيما بعد على جميع الأمم النصرانية. وفي مدارس قرطبة وطليطلة العربية، جمعت الجذوات الأخيرة للعلوم اليونانية بعد أن أشرفت على الانطفاء، وحفظت بعناية. وإلى حكمة العرب، وذكائهم، ونشاطهم، يرجع الفضل في كثير من أهم المخترعات الحديثة وأنفعها”24                   

شاهت وجوه من تنكروا لهذه الحقائق الزاهرة المضيئة، التي عاش عليها آباؤهم وأجدادهم، واستحلبت غرائزهم الوضيعة الكريهة، أشدّ أمراض الحضارة فتكا بأممها، فراحوا يشنون أخبث  حروب القذارة على أمتهم، طمعا حقيرا في سحت يأكلونه، و فضلات ينهشونها، ويستلذون  قذراتها.

لقد أصاب مسيو. ج. دوڨال حيث قال: «من فضل الإسلام زوالُ الأصنام والأنصاب من الدنيا، وتحريم القرابين البشرية، وأكل لحوم الإنسان، وحفظُ حقوق المرأة، وتقييد مبدأ تعدد الزوجات وتنظيمه مع عدم الوصول إلى الحق المطلق، وتوطيد أواصر الأسرة وجعل الرقيق عضوًا فيها، وفتح أبواب كثيرة سهلة لتحريره، وتهذيب الطبائع العامة ورفع مستواها بالصلاة والزكاة، وإيواء الغرباء، وتثقيف المشاعر بالعدل والإحسان، وتعليم أولياء الأمور أن عليهم من الواجبات ما على الرعية، وإقامة المجتمع على أسسٍ منظمة، وإذا حدث أن وُجِد جَورٌ في الغالب، كما في أي مكان آخر، وُجِدَ في العدل الإلهي ما يُخفِّف وطأته، وذلك أن في رجاء الحياة الآخرة، حيث السعادة وحسن الثواب، سندًا لضحايا الدهر أو الظلم، وتلك هي بعض المحاسن التي تدل في كل مكان على انتشار الإسلام بين المجتمعات غير المتمدنة.»    25    

ويقول المفكر الأسباني (بلاسكوا أبانيز) في كتابه (ظلال الكنيسة) متحدثاً عن الفتح الإسلامي للأندلس :” لقد أحسنت (أسبانيا) استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين) .. وأسلمتهم القرى برمتها بغير مقاومة ولا عداء !!!.. فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى .. حتى تفتح لها الأبواب !!.. وتتلقاها بالترحاب !!!.. فكانت غزواتهم غزوة تمدين وحضارة ولم تكن غزوة فتح وقهر .. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمناً عن فضيلة حرية الضمير .. وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب !!!… فقبلوا في المدن التي ملكوها كنائس النصارى و بيع اليهود (جمع بيعة) ولم يخشَ المسجد من معابد الأديان التي سبقته .. بل عرف لها حقها !!.. واستقر إلى جانبها .. غير حاسد لها .. ولا راغب في السيادة عليها ” !!26

قول كاتب إسبانيا الأكبر «بلاسكوا أبانيز» في كتابه — ظلال الكنيسة — متحدثًا عن العصر الإسلامي في إسبانيا: «… وأخذ فرسان محمد ﷺ يتدفقون من جانب المضيق، فتستقر معهم تلك الثقافة الغنية الموطدة الأركان، نابضة بالحياة، بعيدة الشوط، وُلدت منتصرة، وبثَّ فيها النبي حَمِيَّة مقدسة، واجتمع لها ما في وحي إسرائيل، وعلم بيزنطية، وتراث الهند، وذخائر فارس، ومعارف الصين.»27

ثم يقول: «لقد نَمَتْ في إسبانيا ما بين القرن الثامن والقرن الخامس عشر، أجمل الحضارات وأغناها، وفي الوقت الذي كانت فيه أمم الشمال فريسة للفتن الدينية والمعارك الهمجية، كان سكان إسبانيا العرب يزدادون؛ فيزيدون على ثلاثين مليونًا، تنسجم بينهم جميع العناصر البشرية، والعقائد الدينية، وخفق قلب الحياة الاجتماعية بأقوى نبضاته التي عرفها التاريخ؛ فلا ترى لها قرينًا تقابله به غير ما نجده في الولايات المتحدة الأمريكية، من تنوع الأجناس، واتصال الحركة والنشاط؛ فعاشت في الأندلس تحت ظلال العرب طوائف من النصارى وأهل الجزيرة ويهود إسبانيا والمشرق، فكان منهم ذلك المزيج العجيب، وعاشت — بفضل ذلك التفاعل بين العناصر والعروق — جميع الآراء والعادات، وتمَّتْ الكشوف العلمية والأنظمة الفنية، وانبعثتْ — من تجاوب هذه القوى — مواهب الإبداع والتجديد.»    28

تلك شهادة كاتب أوروبي معاصر متعصب، تنطق في حرارة عميقة بعظمة تلك الحضارة الإسلامية، التي أشرقت في الأندلس،  قول كاتب إسبانيا الأكبر «بلاسكوا أبانيز» في كتابه — ظلال الكنيسة — متحدثًا عن العصر الإسلامي في إسبانيا: «… وأخذ فرسان محمد ﷺ يتدفقون من جانب المضيق، فتستقر معهم تلك الثقافة الغنية الموطدة الأركان، نابضة بالحياة، بعيدة الشوط، وُلدت منتصرة، وبثَّ فيها النبي حَمِيَّة مقدسة، واجتمع لها ما في وحي إسرائيل، وعلم بيزنطية، وتراث الهند، وذخائر فارس، ومعارف الصين.»   29 .

ثم يقول: «لقد نَمَتْ في إسبانيا ما بين القرن الثامن والقرن الخامس عشر، أجمل الحضارات وأغناها، وفي الوقت الذي كانت فيه أمم الشمال فريسة للفتن الدينية والمعارك الهمجية، كان سكان إسبانيا العرب يزدادون؛ فيزيدون على ثلاثين مليونًا، تنسجم بينهم جميع العناصر البشرية، والعقائد الدينية، وخفق قلب الحياة الاجتماعية بأقوى نبضاته التي عرفها التاريخ؛ فلا ترى لها قرينًا تقابله به غير ما نجده في الولايات المتحدة الأمريكية، من تنوع الأجناس، واتصال الحركة والنشاط؛ فعاشت في الأندلس تحت ظلال العرب طوائف من النصارى وأهل الجزيرة ويهود إسبانيا والمشرق، فكان منهم ذلك المزيج العجيب، وعاشت — بفضل ذلك التفاعل بين العناصر والعروق — جميع الآراء والعادات، وتمَّتْ الكشوف العلمية والأنظمة الفنية، وانبعثتْ — من تجاوب هذه القوى — مواهب الإبداع والتجديد.»    30

تلك شهادة كاتب أوروبي معاصر متعصب، تنطق في حرارة عميقة بعظمة تلك الحضارة الإسلامية، التي أشرقت في الأندلس،تكتب {مارغريت لوبيز غوميز } بعنوان {اسهامات حضارية للعالم الإسلامي في أوروبا عبر الأندلس}:” أعطى الإسلام الذي كان قد خلق توافقا واندماجا بين حضارتين متضادتين، باستناده على فكره الكوني، وصفة التسامح لمفهوهمه الديني، ولاعتماده على قدرته الهائلة في التمثل ، والابداع ، وميبه المتميز إلى التجريب والاختيار، ثمارا عظيمة في بلاد الاندلس التي شهدت أهم اندماج عرقي وحضاري بين الشرق والغرب “.31

وتشيد بلغة الباحثة الرصينة الضليعةمن تاريخ المسلمين العلمي في الأندلس :” مثل اشتغال المسلمين اللامع بشتى العلوم العقلية استجابة لمفهوم إسلامي للإنسان؛باعتباره كائنا موهوبا بتعمة الذكاء، قادرا على التفكير ، لا ينتمى إلى امة واحدة بل إلى حضارات جمعاء، كائنا يحتاج إلى ممارسة العلوم، والتفكير الدقيق، مما يساعده على تطوير العقل وبعث النظام، والتنسيق في أفكاره” 32  

لكن لا يراد بهذه النقول تزوير التاريخ؛ والأمم والشعوب والحضارات والدول والإمبراطوريات أنجزت المضيء المشرق العظيم، والحقير المدنس المظلم، لكن معايير تقييمها ستبقى لامحالة تنزع في نهاية التحليل لأرشدها استهدافا للإنسان بنيانا اندمجت فيه عناصر كينونته كاملة بتوازن يعيش معه الحقائق جوهرا وعرضا،هذا حديث الباحثين الأثبات، فيكون من الإجرام ضدالإنسانية مقارنة هرف الزاوي بها؛  وأنا استهدف بهذه النصوص المنقولة  المغرر  بهم يجتلون عن الحق ، والحقائق بأوسخ و أعفن ما كتب قلم . خدمة لمشروع  عرقي جاهلي ينفخ فيه شياطين الاستعمار والصهيونية

ويما أن الزاوي قد زوت به شياطين الأحقاد وحب الثأر  لأوهام  من موقع نخاسة وإنابة ذليلة للأسياد ، ننقل إليه  بعض شهادات القوم المعنيين بالتاريخ الجديرين بالقضاء فيه بما يرونه مناسبا؛ فمثلا :”بقيت معظم الأراضي في أيدي السكان الأصليين ، حيث أبرم غالبية النبلاء اتفاقية مع المسلمين ، الذين فضلوا حماية سيادتهم على حساب فقدان بعض الاستقلال. (على سبيل المثال ، عائلة Banu شبه في وادي إيبرو). وهذا ما يفسر الاندماج السريع لأساليب الحياة الإسلامية بين السكان من أصل إسباني- قوطي. 33

  وتعزز دراسات حديثة صادرة من مراكز دراسات اسيانية هذه الحقائق، والأحكام المشرقة في حق الإسلام والمسلمين في الأندلس .”هؤلاء العرب ومصحفهم لم يكونوا الفاتحين المعتادين. لم يتم تدمير ثقافات البلدان التي احتلوها ، كما كان مصير الحضارات التي طغت عليها الجيوش المنتصرة الأخرى ، ولكن تم الحفاظ عليها. فيما بعد تم استيعاب هذه الثقافات وإثرائها لتشكيل الحضارة العربية الإسلامية ، والتي كان من المقرر أن تكون طريقاً للبشرية لقرون عديدة. بعد ذلك ، كان من المقرر أن ينتقل تعلمهم عبر شبه الجزيرة الأيبيرية إلى بقية أوروبا. ومع ذلك ، كان من المقرر أن يكون في إسبانيا حيث مكث العرب لحوالي 800 عام تركوا أكبر تأثير لهم “34

 وبما أن العربية تهيات لتكون عبر الإسلام لغة الحضارة الأولى في العالم، “فإن هذا الكبرياء اللغوي لم يمنع العرب من تقوية ألسنتهم بعد الفتوحات. اقترضت اللغة العربية من الشعوب التي تم احتلالها حديثًا مجموعة كاملة من الكلمات والمصطلحات العلمية والتقنية. لقد أثرت هذه اللغة في الصحراء بمرادفاتها العديدة لتنتج لغة عالمية بامتياز. ظهرت اللغة العربية في القرن الثامن كلغة كاملة للإمبراطورية وأداة فكرية استمرت لفترة طويلة بعد العصور الوسطى. ربما لا توجد لغة في العالم اليوم بقيت على قيد الحياة لأكثر من 1400 عام في شكلها الأصلي كما فعلت اللغة العربية – التي تشكلت في ذلك القرن من العظمة”35.  

ولهذا”فمن القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر ، أصبحت اللغة العربية هي اللغة العلمية للبشرية. خلال هذه الفترة ، كان على أي شخص يرغب في التقدم في العالم ويصبح رجلًا ماهرًا ومتعلمًا أن يدرس اللغة العربية. مثلما في يومنا هذا ، تفتح اللغة الإنجليزية الباب أمام التقدم التقني والعلمي للرجال الطموحين ، كذلك كانت اللغة العربية في تلك الفترة من العصور الوسطى ” 36 *

من تاريخ الجزائر : ناله من مخازى الزاوي وأكاذيبه نصيب ، سنسوق بعضه :

 في تضليل مفضوح  يقول:

مع أن الثورة الجزائرية لم تكن صنيع الجزائريين من الأهالي المسلمين وحدهم بل إن كثيراً من الأوروبيين ذوي الأصول الجزائرية شاركوا فيها واستشهد بعضهم لأجلها وسجن البعض الآخر وعذب آخرون لأجل استقلالها، كانوا يقومون بذلك من أجل جزائر الغد، الجزائر البديلة عن جزائر الاستعمار العنصرية، جزائر تتحقق فيها التعددية والاختلاف والحرية والديمقراطية والعدالة والمواطنة التي يتظلل بها الجميع.

في التعددية الإثنية والثقافية: ماذا كان سيحدث لو أن أوروبي الجزائر ويهودها لم يغادروا البلد بعد الاستقلال؟ 37

 هذه دعوة صريحة للتطويع مع الكيان، وهي إحدى ميزات ومفاخر حركة MAC الإنفصالية الإرهابية ؟ !!

أما وجه التضليل يظهر في أن من يقرأ  جملة ” الثورة الجزائرية لم تكن صنيع الجزائريين من الأهالي المسلمين وحدهموهو كلام  يردده كثيرا في خرقه، يتوهم أن غير الجزائريين المشاركين والمناصرين للثورة ممن كانوا يقيمون في الجزائر كانوا من الكثرة ما يشكلون كتلة أو اتجاها؛ بينما الحقيقة أنهم أفراد شرفاء أحرار انخرطوا إلى جانب الجزائريين في أعمال ثورية مسلحة وغير مسلحة، ولذا فإن قوله إن  الثورة لم تكن من صنيع الجزائريين وحدهم، هي {ضرطة} من {ضرطات} الاستذلال لا أكثر ولا أقل.

ويلقى به عشقه لليهود  في وهدة كذب يصرخ الكذب ألما منها  فبصدد الإشادة بدور بعضهم في النضال ضد الاستعمار يقول عن الأديبة مريم بن :” تنزل مريم بان من قبيلة بني موشي التي يعود إليها الفضل في تأسيس مدينة عين البيضاء (جنوب شرقي الجزائر)، حيث استقرت هناك هروباً من الاستعمار الفرنسي بعد دخوله مدينة قسنطينة” 38

هناك جهلان وكذبتان بالطبع؛ الأولى : قبيلة بني موشي؛ الظاهر انه يقصد قبيلة النمامشة إحدى أكبر قبائل الشرق الجزائري، وهي قبيلة بربرية تعرب أكثر بطونها وفروعها ، تستوطن تبسة وفي خنشلة  إلى حدود الوادى، وارتبطت في تاريخ الثورة بالأوراس العظيم، وصار الوصف الفخم العظيم لمهد الثورة ، وأعظم معاركها وعلى رأسها معركة الجرف العظيمة هناك جهلان وكذبتان بالطبع؛ الأولى : قبيلة بني موشي؛ الظاهر أنه يقصد قبيلة النمامشة إحدى أكبر قبائل الشرق الجزائري، وهي قبيلة بربرية تعرب أكثر بطونها وفروعها ، تستوطن تبسة وفي خنشلة  إلى حدود الوادى، وارتبطت في تاريخ الثورة بالأوراس العظيم، وصار الوصف الفخم العظيم لمهد الثورة ، وأعظم معاركها وعلى رأسها معركة الجرف العظيمة  يقول الكولونيل بيجار في كتابه (Pour une parcelle de gloire) عندما استلم برقية نقله في يونيو 1956 قال: عندما وصلني الامر وانا بمدينة عنابة أن أتحرك بفليقي إلى الجبال النمامشة، جمعت جنودي وقلت لهم: “أفهموني جيدا إنه في الجنوب في النمامشة هذه، يكون من الصعب علينا أن نلعب دور الأبطال، في مواجهة متمرد يقبل، المتمردين وموضع رهبة الشرق القسنطيني، المتواجدة في منطقة ذات جبال مسننة وعارية من الغابات، وذات هضاب مرتفعة بصخورها ووهادها، (أبواب جهنم) كما قالعنها الجنرال فانوكسيم (Vanuxem) جرداء صعبة مقطوعة، مملوءة بالمغارات والصخور حيث لا احد يتشجع على الاحتكاك بالمتمردين المخندقين في كهوف هذه المنطقة الرهيبة .”ولم يعرف لها تهود قبل الإسلام . وقد ارتبط اسمها بمهد ثورة التحرير؛ التي تعرف ب{أوراس المامشة] .

الكذبة الثانية : نسبة تأسيس عين البيضاء لهذه القبلية الوهمية، التي تبعد عن مدينة تبسة ثمانين كيلو مترا . وعين البيضاء نسبة لعين فوارة بها ، وهي أرض قبيلة الحراكتة البربرية الضاربة في التاريخ والمتوزعة عليها وعلى أم البواقي وسدراتة. وقد تعرّب حراكتة عين البيضاء تماما كما يقول أحمد توفيق المدني { 1899ـــ 1983}، ويصف أهلها بأن لرجالها قوة صلابة إيمان وشدة مراس قل نظيرها38

و كان ظهورها قبل الإستدمار الروماني و عرفت أثناءه بمرسيمني.

إذن الزاوي كذاب، وتعليلي لسبب كذبه هنا أنه وجد لفظ {لموشي} للمنتسب لقبيلة المامشة القريبة من عين البيضاء، مناسبا ل{موشي} الموهمة باليهودية ، فأطلق صاروخ كذبه العابر للقارات .

ولم تذكر موسوعة اليهود في العالم الإسلامي الالكترونية في ترجمتها لمريم بن أي إشارة لسفاهة الزاوي وتدليسه4     

وفي رحلة الجهل  والأكاذيب خدمة لمشروع تمازغة الكبرى الاستعماري الفرنسو ـــــــ صهيوني ، يَفْسُو علينا الفُساء الآتي ، بكراهية عبر تزييف الوقائع التاريخية الاقتصادية؛ : ففي سياق الرد على حصار فرنسا للنبيذ الجزائري، وبطريقة شعبوية غاضبة وغير مدروسة العاقبة، أمر الرئيس بومدين ومن دون الرجوع إلى الخبراء الزراعيين…، أمر الرئيس بومدين بتجريف كل حقول الدالية التي كانت تعطي أجود العنب الموجهة للاستهلاك ولصناعة النبيذ العالمي، العالي الجودة، وطالب بزراعة الأرض المُجرّفة قمحاً بدلاً من الدالية، وبكل حماسة وطنية شعبوية، وعلى الفور، تم تجريف حقول أشجار العنب بالكامل في الغرب والشرق والهضاب العليا، وفي الموسم الموالي زُرعت المساحات قمحاً، بعدها اتضح بأن هذه الأرض لا تصلح لزراعة القمح، إذ لم تعط أي محصول يُذكر، ودخل مئات الآلاف من العمال الزراعيين الذين كانوا يشتغلون في حقول الدالية في بطالة، وأهملت الأرض، وكان أن استغل التيار الإسلاموي الصاعد آنذاك هذه الفرصة (الحملة ضد الخمور) ليمتِّن وجوده على الساحة الشعبية”41 ..

فضحا لكذبه نورد المعطيات الآتية الذكر :” يجب التذكير بأن هذا القطاع الذي ورث دعما من الصندوق الاستعماري لم يستفد من المساعدات المالية ومن الفوائد التجارية التي كانت تمنحها الدولة الاستعمارية للمعمرين المزارعين منذ 1962، كما أن طلب الإنتاج الفلاحي الجزائري لم يصبح تسويقه مضمونا من قبل الشركاء الفرنسيين (الشريك الأول في استهلاك المحاصيل الزراعية الجزائرية). وإثر ذلك، ظهرت أزمة حقيقية للصادرات، ضربت بقسوة سوق المنتوجات الجزائرية عام 1965، حيث بلغت الكميات المجمعة للخمور غير المبيعة مليونين من الهكتوليتر عام 1963، و 16 مليون سنة 1967، و 22 مليون سنة 1968. وتسبب ذلك في انهيار الطاقات المالية لمزارع الكروم في المناطق الأكثر ثراء في البلاد، مما أجبر هؤلاء الفلاحين على استبدال زراعة الكروم بزراعات أخرى، واقتلاع الأشجار التي عانوا كثيرا في تربيتها وتهيئتها للإنتاج، وتم التخلي بشكل جماعي عن يد عاملة، غالبا ما كانت من الفئة الأكثر خبرة (قرابة 23000 عاملا دائما بين سنوات 1965- 1968    42

أما الأسئلة التي بقيت بلا جواب حول من “امتلك” وعرف هذا النبيذ بما يكفي كي يواظب على إنتاجه فقد حصلت على أجوبتها بعد الاستقلال، بعد أن هجر مزارعو الكروم الفرنسيون البلاد. وقد طرحت تساؤلات أو تم التشكيك بكلّ من اللاجدوى الاقتصادية لصناعة النبيذ في سياق ما بعد استعماري، وقبولها أخلاقياً حالما رُفع ظلم المُسْتَعْمِر. وحاولت حكومات جبهة التحرير الوطني المحافظة على اقتصاد النبيذ في الأعوام التي تلت الاستقلال. إلا أن هذا تغيّر أثناء خطة التحويل في عهد الرئيس هواري بومدين، والتي بمقتضاها تم (بمقتضاها) اقتلاع 90% من الكروم واستبدلت جزئياً بالزبيب وكرمة عنب المائدة .

على أي حال، إن سبب تدهور الصناعة وخطط التحويل هو الأرباح المنخفضة للإنتاج، الناجمة عن مغادرة المنتجين الاستعماريين، وتخفيض الحكومة الفرنسية الدرامي للواردات رغم التزامها لسنة 1964. وحاولت حكومة بومدين بناء علاقات تجارية مع الاتحاد السوفيتي في السبعينيات للمحافظة على عائدات صادرات النبيذ وتجنب مفاقمة مسائل   البطالة غير أن الإنتاج واصل  جموعة من العناصر في هذين النصين المقتبسين من دراستين علميتين أكاديميتين موثقتين بالإحالة إلى مصادرهما،  هذه العناصر هي : 22 مليون هيكتوليتر خمور مكدسة بسبب الحصار الفرنسي ـــــــ انهيار الطاقات المالية لمزارع الكروم في المناطق الأكثر ثراء في البلاد ــــــ  أضطر الفلاحون  لاستبدال زراعة الكروم بزراعات أخرى، واقتلاع الأشجار التي عانوا كثيرا في تربيتها وتهيئتها للإنتاج ـــــ وحاولت حكومات جبهة التحرير الوطني المحافظة على اقتصاد النبيذ في الأعوام التي تلت الاستقلال. إلا أن هذا تغيّر أثناء خطة التحويل في عهد الرئيس هواري بومدين، والتي بمقتضاها تم (بمقتضاها) اقتلاع 90% من الكروم واستبدلت جزئياً بالزبيب وكرمة عنب المائدة  

إذن أين فجيعة زراعة القمح ؟ لا شك أنها من مخزون الكذب الاستراتيجي لدى الزاوي التائه؟

ومن وجوه الكراهية  الإشادة بالحانات و إهانة المجتمع الذي دافع عن تنظيفه من آفة الخمور؛ يقول :” بعد تجريف حقول الدالية وانهيار إنتاج النبيذ الجزائري على مستوى النوع والكمية وأصبح غير منافس في السوق العالمية، انتقل التيار الإسلامي وبدعوى تنظيف المجتمع من الموبقات إلى المطالبة بإغلاق الحانات، التي كانت تعتبر من أجمل حانات البحر الأبيض المتوسط، حانات مدينة الجزائر العاصمة ووهران وعنابة وبجاية وتلمسان وقسنطينة وسكيكدة وجيجل وغيرها، حانات شعبية وأخرى نخبوية عرفت مرور عشرات المئات من كبار الكتاب والرسامين والسينمائيين والساسة، والتي استولى عليها جزائريون بعد رحيل الفرنسيين والأوروبيين عن البلد في عام 1962 وبعدها بقليل، خصوصاً بعد انقلاب 19 يونيو (حزيران) 1965، بدعوى وهم البحث عن مجتمع جزائري إسلامي صاف، بدأت الحرب المكشوفة ضد الخمارات في الجزائر، لتتواصل حتى أيامنا هذه، وقد ظل هذا التيار يروّج من على منابره إلى أنه وبمجرد غلق هذه الأماكن، أي الخمارات، ستتم أسلمة المجتمع، وكأن المجتمع الجزائري كان قبل ذلك كافراً! وكي يتموقع التيار الديني شعبياً بدأ في الاستثمار في “الخطاب المُأَخْلَق”، مدعياً أن سبب تأخر الجزائر هو “الحانات” الكثيرة، ولم يتوقف هذا التيار عن نداءاته وتهديداته حتى أغلقت الحانات، ولم يبق في الجزائر إلا القليل جداً، وما بقي منها ظل أصحابها والعاملون بها عرضة للتهديدات بالقتل خلال العشرية السوداء وما قبلها وما بعدها، كل ذلك في صمت من النظام”.44

اصطفاف الزاوي في جوقة شرذمة قليلة  من العنصريين ذوي الترتيبات السياسية العرقية؛ تكن عداء دفينا للرئيس الراحل هواري بومدين، لأسباب ليس المجال مجالها؛ لكن التعبير الإعلامي عنها كثيرا ما ينحو منحى التزييف والاختلاق والكذب . وبما أن الزاوي بارع في الكذب لكن بغباء أحيانا كثيرة، فإنه يحرف الوقائع عن واقعها الحقيقي؛ فيكذب على الرئيس الراحل بومدين بنسبة غلق الحانات إليه بعد التصحيح الثوري 1965؛ بينما التاريخ التشريعي المثبت في الجريدة الرسمية يكذبه ويخزيه : فقد منع الرئيس أحمد بن بله رحمه الله بيع الخمر للجزائريين؛ كونهم مسلمين؛ وصدر أمر في الجريدة الرسمية باللغة الفرنسية 45

هوامش :

1..الإسلام الفرنكفوني: من البعد الحضاري إلى أيديولوجيا الفتوحات

الخميس 21 مايو 2020

2.؛ م ن

3 ـــــــــــــــــــــ “هل هي الغزوة الثانية للأندلس؟”، م .ن  30 ي/7/2020

4 . م.ن

5. برنارد لويس ، العرب في التاريخ،             ص171

6.م ،ن ؛ ص 171

7.   دوزي ، “فتح الأندلس ” الهيئة المصرية العامة للكتاب ج1، د ت ص48، 49

8. عنان ، م س  ، ص 64،عن Lane – Poole: The Moors in Spain, Ch..

9.عنان، م ن، p VII & VIII.I.Gayangos: History of the Mohammedan Dynasties in Spain V.P

O. Almagro y Cardenas: La Cultura Arabigo – Sevillana (Sevilla 1894) P

10. عنان، عبد الله،  “دولة الإسلام في الأندلس”،

، مكتبة الخانجي، القاهرة الطبعة: جـ 1، 2، 5/ الرابعة، 1417 ه             ج1،ص 66،   O. Almagro y Cardenas: La Cultura Arabigo – Sevillana (Sevilla 1894) P. 10

11. م ن،ص 66، عن V. I. p. 106 (Madrid 1897) D. Francisco J. Simonet: Historia de los Mozarabes de Espana

12.م ن

13 م ن

*اقتراح مراجع : 

 ــــــــــــــــــــــــــ مؤلفات عنان 

دولة الإسلام في الأندلس: موسوعة ضخمة من أشهر كتب عنان، تقع في سبعة أجزاء تضم أربعة آلاف صفحة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين مؤنس :

  • كتابه الجامع “فجر الأندلس” وهو حجة في موضوعه، استقصى فيه الفترة المبكرة من تاريخ الأندلس في عمق ودقة،
  • كتاب “تاريخ المغرب وحضارته من قبل الفتح العربي إلى بداية الاحتلال الفرنسي” في مجلدين كبيرين،
  • “معالم تاريخ المغرب والأندلس”
  • “تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس” وهو يعد أكبر بحث في هذا الموضوع الذي يجمع فيه المعارف الجغرافية والتاريخية،
  • رحلة الأندلس،
  • حديث “الفردوس الموعود

ــــــــــــــــــــــــــــ الدعوة الى الاسلام بحث في تاريخ نشر العقيدة الاسلامية

توماس وولكر آرنولد (بالإنجليزية: Thomas Walker Arnold)‏ (مواليد 1864– وفيات 1930)

وكتب مادتي: «الاضطهاد» و«التسامح» في الإسلام، وذلك في «موسوعة الدين والأخلاق». وأداه ذلك إلى التفكير في كتابة كتاب موسّع عن التسامح في الإسلام.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ـالحضارة الإسلامية في الأندلس، تحرير الجيوسي

 14 ” . برنارد لويس”       تاريخ العرب ” ، ص 171 .    

15. . م ن، ص  167    

16   م ن ، ص 78، 79.

17. برنارد لويس “أزمة الإسلام الحرب الأقدس والإرهاب المدني “،   ط1، 2013 دار صفحات للنشر – دمشق ص57

18. السير توماس أرنولد في كتابه الفريد {الدعوة إلى الإسلام،     ص164

19. م ن

20. م ن   ص 169

* انظر مثلا : الحضارة الإسلامية في الأندلس ج1 ،2 ؛  تحرير سلمى خضراء الجيوسي ، مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت لبنان، طالأولى ، 1998  .

 21 . غوستاف لوبون، حضارة العرب

22.  م ن

23. م ن

24. عنان، م س، ص64.

25.  لوبان ، م س .  

*  الكبار  يدكون رأس القزم 

-ليوبولد وايس : حسب المسلمين أنهم كانوا مثالاً للكمال البشري ، بينما كنا مثالاً للهمجية

لسنا نبالغ إذ قلنا إن العصر العلمي الحديث الذي نعيش فيه ، لم يُدشّن في مدن أوربة ، ولكن في المراكز الإسلامية في دمشق وبغداد والقاهرة وقرطبة …نحن مدينون للمسلمين بكل محامد حضارتنا في العلم والفن والصناعة ، وحسب المسلمين أنهم كانوا مثالاً للكمال البشري ، بينما كنا مثالاً للهمجية

زيغريد هونكه : العرب ابتدعو طريقة البحث العلمي الحق

و تضيف : ان العرب  طوروا بتجاربهم وابحاثهم العلمية وما اخذوه من مادة خام عن الاغريق وشكلوه تشكيلا جديدا. فهم في الواقع الذين ابتدعوا طريقة البحث العلمي الحق القائم على التجربة…فعندهم فقط بدأ البحث الدائب الذي يمكن الاعتماد عليه يتدرج من الجزئيات الى الكليات…وعلى هذا الاساس ساروا في العلوم الطبيعية شوطا كبيرا، أثر فيما بعد بطريق غير مباشر، على مفكري الغرب وعلمائه؛ أمثال روجر باكون وماكنوس وقيتليو ودافنشي.ان العرب [ المسلمين ] هم مؤسسو الطرق التجريبية في الكيمياء والطبيعة والحساب والجبر والمثلثات وعلم الاجتماع، وبالاضافة الى عدد لا يحصى من الاكتشافات والاختراعات في مختلف فروع العلوم، والتي سرق اكثرها ونسب لآخرين.لقد قدم العرب [ المسلمون ] أثمن هدية، وهي طريقة البحث العلمي الصحيح، التي مهدت امام الغرب طريقة لمعرفة اسرار الطبيعة ‏

  • يقول أناتول فرانس في كتابه (الحياة الجميلة) :
  • أسوأ يوم في التاريخ هو يوم معركة (بواتييه) عندما تراجع العلم والفن والحضارة العربية أمام بربرية الفرنجة ، ألا ليت شارل مارتل قطعت يده ولم ينتصر على القائد الإسلامي عبد الرحمن الغافقي”
  • “حين نتذكر كم كان العرب بدائيين في جاهليتهم يصبح مدى التقدم الثقافي الذي أحرزوه خلال مئتي سنة ، وعمق ذلك التقدم ، أمراً يدعو إلى الذهول حقاً ، ذلك بأن علينا أن نتذكر أيضاً أن النصرانية احتاجت إلى نحو من ألف وخمسمئة سنة لكي تنشئ ما يمكن أن يدعى حضارة مسيحية ، وفي الإسلام لم يُولّ كل من العلم والدين ظهره للآخر ، بل كان الدين باعثاً على العلم ، وإن الحضارة الغربية مدينة للحضارة الإسلامية بشيء كثير إلى درجة نعجز معها عن فهم الأولى إذا لم تتم معرفة الثانية
  • رينان : ما يدرينا أن الإسلام سيعود
  • ما يدرينا أن يعود العقل الإسلامي الوَلود إلى إبداع المدنية من جديد؟ إن فترات الازدهار والانحدار مرت على جميع الأمم بما فيها أوربة المتعجرفة
  • لباحث اليهودي “فرانز روزانتال” : يمكن تسميتها بالحضارة المعجزة  [ الزاوي الوساخة المعجزة] 
  • “إن ترعرع هذه الحضارة هو موضوع مثير ومن أكثر الموضوعات استحقاقًا للتأمل والدراسة في التاريخ. ذلك أن السرعة المذهلة التي تم بها تشكل وتكوّن هذه الحضارة أمر يستحق التأمل العميق، وهي ظاهرة عجيبة جدًّا في تاريخ نشوء وتطور الحضارة، وهي تثير دومًا وأبدًا أعظم أنواع الإعجاب في نفوس الدارسين. ويمكن تسميتها بالحضارة المعجزة، لأنها تأسست وتشكلت وأخذت شكلها النهائي بشكل سريع جدًّا ووقت قصير جداً، بحيث يمكن القول إنها اكتملت وبلغت ذروتها حتى قبل أن تبدأ.
  •      =)))))))))))))))))))))))
  • … ويقول (ويل ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة 12/131) :
  • ” لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام !! فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم .. واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم ” !!
  • ويقول أيضا في نفس الكتاب :
  • ” وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بـ كامل الحرية في حياتهم وممارسة شعائر دينهم . وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم .. وكان الحجاج المسيحيون يأتون أفواجاً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون (أي في بلاد المسلمين) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية (أي كنيسة روما) .. والذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا .. أصبح هؤلاء الآن : أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين ” !!
  • … ويقول (ويل ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة 12/131) :
  • ” لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام !! فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم .. واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم ” !!
  • ويقول أيضا في نفس الكتاب :
  • ” وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بـ كامل الحرية في حياتهم وممارسة شعائر دينهم . وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم .. وكان الحجاج المسيحيون يأتون أفواجاً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون (أي في بلاد المسلمين) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية (أي كنيسة روما) .. والذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا .. أصبح هؤلاء الآن : أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين ” !!

26. منقذ بن محمود السقار، التعايش مع غير المسلمين في المجتمع المسلم المؤلف: الناشر: رابطة العالم الإسلامي – مكة المكرمة الطبعة: الأولى، 1427 هـ – 2006 م

27 . م ن

28م ن

29 . م ن

30. م ن

31. مارغريت لوبيز غوميز” اسهامات حضارية للعالم الإسلامي في أوروبا عبر الأندلس”؛الحضارة الإسلامية في الأندلس ج2، تحرير الجيوسي ص1478

32 م ن ، ص 1479

 33 .La conquista musulmana de la Península Ibérica – Proyecto Clío .

http://clio.rediris.es › musulman

34 Habeeb Salloum”Arabic Contributions to the Spanish Language and Culture

Arabic Contributions to the Spanish Language and Culture

https://teachmideast.org › articles › arabic-contributions…

35 . Ibid

36 . Ibid

37. الزاوي،” في التعددية الإثنية والثقافية” ، انديبندنت ،   1 /8/ 2019

38. ــــــــــــــــــــــــــ ” وطن قبل الدين… حين يرفض الكتّاب اليهود مغادرة وطنهم الأم “الجزائر أو المغرب  “، انديبندنت ، 21 /11/2019 .

39. احمد توفيق المدني” كتاب الجزائر”

. Hammerman, Jessica.  ” HYPERLINK ” “40 ‘ Myriam HYPERLINK “https://web.archive.org/web/20190206171916/https:/www.academia.edu/12010879/Myriam_Ben_in_the_Encyclopedia_of_Jews_in_the_Islamic_World_Brill_” Ben in the Encyclopedia of Jews in the Islamic World (Brill   

   41. الزاوي،”  حكاية الجزائري ما بين المساجد السياسية والخمارات ” ، م س

  42 Omar BESSAOUDالفلاحة في الجزائر : من الثورات الزراعية إلى الإصلاحات“ان سانيات عدد 22 | 2003 https://journals.openedition.org  

.43 .” كروم الجزائر في العهد الاستعماري: أهو تاريخ نبيذ فرنسيّ أم جزائري؟Maïa HYPERLINK “https://www.jadaliyya.com/Author/4419”  HYPERLINK                                                                                   

 s :     Meloni and Swinnen, “The Rise and Fall of the World’s Largest Wine Exporter and its Institutional Legacy,”  .
  Keith Sutton, “Algeria`s vineyards: A problem of decolonization,” in Méditerranée, Troisième série, Tome 65, 3-1988 “Vignoble et vins dans les pays méditerranéens,” 59. 44. الزاوي، م ن

45. Décreé no62__ 147 du 28 décembr