افتراء الكذب !
فُتح للروائي أمين الزاوي {زاوية } في {محفل} الصحيفة الإلكترونية {اندبندنت}عربية ، ليكتب مقالا أسبوعيا، يبث عبره أفكاره ومرئياته وقد وجد الكاتب هذه الزاوية القصية عن القارئ الجزائري الاعتيادي الذي لا يتقصى ما نأى من كتابات ومنشورات، فأطلق العنان على مداه، مستبيحا القول بلا حدود، غير مهيئة له في بلده وما شاكلها من أوطان، لأنه سيكون تحت طائلة ما وصفه بــ (إن أخطر أنواع الرقابات القامعة هي رقابة القارئ العربي والمغاربي، لأنها رقابة فوضوية، رقابة الغوغاء، … لأنه قمع ارتجالي فوضوي جمعي، قبلي، أسري وعنصري) { أنظر مقاله : احذروا هذا القارئ العربي والمغاربي أيضاً ــ 20 أغسطس 2020 } .
أو (كلما صرخ الشارع ضد كاتب، تمّ منعه، وكلما شنّت الميلشيات المدربة ككلاب الصيد في وسائل التواصل الاجتماعي هجوماً على كاتب أو كتاب تمّ توقيفه، وكلما خطب فقيه أو إمام ضد كاتب أو منشور تمّ منعه، وتلك هي الخدمة التي يقدمها القارئ العربي والمغاربي الغبي في مجتمع مختل ثقافياً وسياسي) {المصدر نفسه} .
بهذا القدر الآمن من رقابة قارئ بالأوصاف (الجليلة )التي ذكر، أثار في نحو ثمانين مقالا عجاجا هائلا في زاوية محفله .
كان التفكير تناول {العجاج} تناولا أكاديميا، وفق تقدير أولي أن العجاج المُثار يمكن استخلاص مشروع فكري منه ينشد التغيير يعالج معالجة علمية ، على غرار المشروعات الكثيرة المعروفة في الساحة الفكرية والفلسفية العربية .
لكن بعد تأمل انتهينا أن الأمر لا يستحق ولا يستأهل ، السبب أننا إزاء منشور أيديولوجي طويل، أغلبه نفثات صدر ضيق بأمة وحضارة وقيم ودين ولغة ومشكلات، واجهها بكتابات بمثابة رداء أسود نثر عليه كلَ مشاعره المنسجمة مع الرداء لونا ومساحة .لذا لم يتورع الزاوي عن الافتراء والتضليل والاستعلاء والتحقير، وغيرهما من مشاعر سلبية فضيعة إزاء مكونات الأمة والمجتمع المادية والمعنوية . وما كان كذلك من احترام المرء لعقله وفكره إنزاله معالجة بما يناسبه ويستحقه .
سوف نعرض فيما يأتي إلى نماذج من افتراءات وتضليلات ومغالطات وتشويه:
1ــ فرية فرض العربية على الشعوب الإسلامية : ترددت في مواضع من عجاج زاويته، وهي فرية ما جالت بعقل أحد من العالمين، :يقول ( العربية فقد رحلت عبر الفتوحات الإسلامية أساساً، ونزلت في بلدان أخرى وثقافات أخرى، وزاحمت بعض لغات شعوب عريقة وصلت إليها، بعضها قبِل بها لغة أو فُرضت عليه…وصلت اللغة العربية الأركان إلى ما وصلت إليه على ظهر الدين، بما سمي الفتوحات الإسلامية، لم تخرج من جغرافيتها الأولى في الجزيرة العربية، مسقط رأسها، ومكان تشكلها، عن طريق التجارة مثلاً أو السياحة، بل كانت مرتبطة في توسعها ومنذ 14 قرناً بانتشار الإسلام في المقام الأول)!!! (اللغة العربية بين اللاهوت والناسوت: الدين والترجمة والعاميات : 17 ــ 12 ــ 2020 ) نجلى العجاج بقولنا : تزعم أن العربية فرضت على شعوب كثيرة كشعوب المغرب الإسلامي مع الإسلام ، فضلا عن خبث التلميح وهو أن الإسلام فرض على هذه الشعوب {بالمناسبة أكبر من سفه هذه الفرية التي ترى نقصك انك تحملها فتحا معرفيا للغرب من تاريخ الدعوة الإسلامية ، هم مؤرخون ومستشرقون غير مسلمين ومنهم أنجليز محققون } قلت : فضلا عن هذا التلميح الغبي المفضوح : تسوق دعوى يضحك منها التاريخ ملء شدقيه وسعة قرون تاريخ الحضارة الإسلامية : اكتفى بتسفيه عقلك لا قولك لأن قولك سخيف سمج : لو فرضت العربية على المسلمين : كيف يكون أعلام النحو والبلاغة العربية من العجم ؟ وكيف تكتب شعوب لغاتها بالحرف العربي ؟ خوفا ممن ؟ من عصا معلم القرآن في الكتاب !!! ألا تستحي أن تهوى في افترائك و تزلفك هذه المهاوي ؟!!
2ــ قوله :{ أن كثيراً من مجامع اللغة العربية، إن لم أقل جلّها، هي مؤسسات تقليدية محافظة تعيش بعربية القرنين الأوليين للإسلام}؟ يجلى العجاج الكاذب بالبيانات الآتية :
أ ـ انجازات مجمع الخالدين {مجمع اللغة العربية ــ مصر :
صدر مجمع اللغة العربية العديد من المعاجم بهدف الحفاظ على اللغة العربية ومنها : 1- معجم ألفاظ القرآن الكريم
يضم هذا المعجم كل ألفاظ القرآن الكريم ، ودلالاتها ، ومواضعها فى القرآن الكريم . وقد صدرت منه ثلاث طبعات . 2- المعجم الكبير :
هو أكبر معاجم اللغة العربية ، طبع منه خمسة أجزاء وبالمعجم لغة ، وأدب، ونحو وصرف ، وبيان وبلاغة . وفيه أيضا تاريخ ، وجغرافيا ، وفلسفة ، ومعارف إنسانية ، وعلوم حياة ، وحضارة ، وما يشيع من مصطلحات علمية ، وفنية ، لتضفى عليه طابعه الموسوعى . 3- المعجم الوسيط :
هو معجم حديث مؤلف لجمهرة المثقفين ، ظهرت الطبعة الأولى من هذا المعجم عام 1960م فى جزءين كبيرين ( 1100 صفحة ، و30 ألف مادة ومليون كلمة ، 600 صورة ) .
اهتم باللغة قديمها وحديثها ، وتوسع فى المصطلحات العلمية والأدبية والفنية ،وكذلك فى ألفاظ الحضارة ، وقد صدرت منه ثلاث طبعات .
4- المعجم الوجيز :
معجم مختصر يفى بحاجات الطلاب بالمدارس والجامعات ، يستخدم فى المدارس الثانوية فى مصر وبعض الدول العربية .
مجموعة المصطلحات العلمية والفني صدر منها حتى الآن سبعاً وثلاثين مجموعة ( 37 ) وهى تتضمن كلَّ ما تُعدِّه لجان المجمع ، ويُقرُّه مجلسه ومؤتمره من المصطلحات المجمعية .
ويسير المجمع في وضع المصطلحات العلمية على نهج واضح ، حيث يدرس المصطلح فى لجنة علمية متخصصة ، تبحث المبنى والمعنى ، وتدرس أصله اللاتيني أو اليوناني ، وتبحث عن أفضل المقابلات له ، وقد ترجع في ذلك إلى المعاجم اللغوية القديمة والحديثة ، ثم يُعرف المصطلح تعريفاً علمياً دقيقاً .
ويمر المصطلح في مراحل الدراسة والمناقشة والتمحيص كفلية بصقله وصوغه الصياغة المثلى ،بدءاً باللجنة العلمية المتخصصة ،ثم بمجلس المجمع ، وبمؤتمره السنوي .
ــ المعاجم العلمية المتخصصة
تجمع لدى المجمع عبر سنواته الطوال أكثر من مئة وخمسين ألف مصطلح علمى فى مختلف التخصصات ، أعدتها اللجان العلمية بأعضائها وخبرائها وأقرها مجلس المجمع ومؤتمره ، وقد أصدر المجمع من هذه المصطلحات معجمات علمية متخصصة ما يلى :
1- معجم الجيولوجيا .
2- معجم الفيزيقا النووية والإلكترونيات .
3- معجم الفيزيقا الحديثة .
4- معجم الحاسبات .
5- معجم المصطلحات الطبية .
6- معجم الكيمياء والصيدلة .
7- معجم البيولوجيا فى علوم الأحياء والزراعة .
8- معجم النفط
9- معجم الرياضيات .
10- المعجم الجغرافى .
11- المعجم الفلسفى .
12- معجم ألفاظ الحضارة والفنون .
13- معجم علم النفس
14- معجم الهندسة .
15- معجم القانون .
16- معجم الهيدرولوجيا .
17معجم الموسيقى
وامتدادا للقائمة نضيف أيضا {معجم الحشرات} ، فقد تجلب الانتباه أكثر في خضم العًجاج !!!
ــ مجمع اللغة العربية الأردني/
المصطلحات التي أقرها المجمع وهي تربو عن عشرين ميدان علمي منها : مصطلحات مواد البناء واستعمالاتها ــ مصطلحات تمديدات الغاز في المباني …
ــ مجمع اللغة العربية الفلسطيني – غزة
بالمناسبة تتوشح جامعات غزة {الإسلامية وجامعة غزة وجامعة الأزهر فيها } بأعلى مستويات الأداء التكنولوجي في مواقعها على الإنترنت، وإتاحة بحوثها العلمية للمهتمين على نحو يتفوق بمسافات على أكثر جامعاتنا العربية !!!
ملاحظة : هذه غزة المجاهدة بفصائلها الجهادية ـ التي قد يحرجك ذكرها في زاوية المحفل !!!
ــ من مشروعات اللائكيين التي كادت ان تجسدها (بن غبريط) لولا زمجرة الأسرة التربوية : يقترح صاحب العجاج :{إن العربية إذا أرادت أن تجدد مفاصلها، عليها، إضافة إلى علاقتها باللغات الأخرى والأخذ منها، أن تنفتح على “العاميات” المختلفة والثرية في المشرق وشمال أفريقيا وتأخذ منها، لكيلا تجد نفسها في مرحلة تالية منفصلة عن واقعها، مرتبطة باللاهوت وخادمة له} !!!
إذن نلاحظ أن الزاوي لا يرى للعربية مستقبلا مزدهرا إلا إن انفصلت عن الإسلام : وهي فكرة عمياء : إذ تتجاهل أن أكبر عامل طور العربية وأثرها وحفظها عبر تاريخه {15 قرنا } إنما هو الإسلام وكتابه وسنة نبيه، وأن علوم اللغة العربية كلها إنما نشأت خدمة لهما ، وأن عباقرة العربية ومبدعيها الكبار داروا في هذا الفلك .
وهي فكرة خبيثة ماكرة ، تفضى لتمييع الفصحى في بحر العاميات العربية ، والمهدد الأول هو دين الأمة وكتابه وبالتالي مبررات وجودها تحت وصف الأمة العربية والإسلامية . إنها من إيحاءات المحفل !!!
3 ـ افتراء طازج !!! :
يقول : {إن عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني القريبة من تيار الإخوان المسلمين، الذي ترشح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، صرح بأنه سيجمع 12 مليون صوت ضد هذا الدستور لإسقاطه، بالتالي إسقاط مشروع اللغة الأمازيغية} !!! (أخيرا الأمازيغية لغة وطنية في الجزائر رسمية ومن ثوابت الأمة ــ نوفمبر 2020).
. أولا العدد المتحدي به : 11 مليونا، ثانيا : موضوع التحدي هو عدد المصوتين في الانتخابات !!! ما عسى المرء أن يقول أمام هذا الطاووس ؟؟؟ أسأل المفتونين به : أيها أعز عليكم : عقولكم أم عجاج طاير على غير هدى ؟
4 ــ افتراء على ملموس متاح : {ربما يذكر البعض ما حصل في سنوات السبعينيات مع كتاب “الأيام” لطه حسين الذي صدر عام 1929 وهي سيرته الذاتية التي كتبها في ثلاثة أجزاء، إذ تمت قصقصة بعض فقراته بوصية من الرقيب الأزهري، فحذفت منه ما يتصل بالنقد الذي وجهه الكاتب لهذه المؤسسة المرتبط أساساً بطريقة تعليمها وبرامجها وأساتذتها، و”الأيام” واحدة من الرواية السيرية الأولى والتي على الرغم من بساطتها إلا أنها كشفت ما تواجهه السيرة الذاتية أمام سؤال الرقيب الأخلاقي والبيداغوجي والديني} (لماذا الخوف من كتابة السيرة الذاتية في الأدب العربي؟ ــ 15 أكتوبر 2020) . نحن هنا إزاء نموذج لمدى استهتار {العجَاج} بالدقة والتحري فيما يسوق من حوادث ووقائع يبنى عليها أحكاما تقييم أنماط وخصائص ثقافية وفكرية وحضارية لأمة وثقافة وتاريخ !!!
الواقعة التي أعاد العجَاج صياغتها : تتعلق بترتيبات تربوية في المدارس الثانوية في مصر عام 2008 ، رأت الوزارة حينئذ حذف المواضيع التي فيها نقد الكاتب طه حسين رحمه الله لبعض أساليب التعليم في الأزهر، لأن الكتاب كان مقررا على تلاميذ المرحلة الثانوية في مصر. ثم أعيدت بعدئذ ،* (التعليم” تحذف جزءاً من “الأيام” لطه حسين المقررة للثانوية …
https://www.youm7.com › story › التعليم-تحذف-جزء ـــ
وأيضا : حقيقة الأجزاء المحذوفة من «أيام طه حسين» لطلاب الثانوية العامة …
https://www.shorouknews.com › news › view
28/09/2013 —
إذن المسألة إجراءات تربوية شملت نصوصا وكتبا كثيرة في مراحل متباينة، ولا علاقة لها بما ادعاه المثقف الجهبذ الذي يهون أمام طعنه في المؤسسات والهيئات والشخصيات الإسلامية كل افتراء وتحريف وتزييف ، مساكين من يأتمون به صلاتهم الثقافية باطلة !!!
أما الكتاب المتاح للقراء المطبوع في دار المعارف في مصر والذي قرأه الآلاف أو ربما ملايين القراء فلم يبطله شيء مما زعمه { الضوء} الذي يهتدي الحائرون والمهتدون به ولو بعد اهتداء .
وما دمنا هنا مع حديثه عن السيرة الذاتية ، نراه يشيد يها لدى الغربيين الذين لا يخفون ما يحرج في حياتهم وتجاربهم وما تعلق بها، على خلاف الحال عندنا، ويسوق تعليليات لهذا من بينها الثقافة الدينية في نوعي المجتمعين الفريس والعربي المسلم ، يقول : (المجتمع العربي والمغاربي والإسلامي المتميز بثقافة “السترة” (وإذا بليتم فاستتروا) و(غض الطرف) تغيب فيه وعنه ما يسمى بثقافة “الاعتراف” التي هي من تقاليد التربية المسيحية، فإن كتابة السيرة الذاتية تخلو من محطات “الاعتراف” التي هي محور الذات، وتغرق عادة في الأوصاف الخارجية وفي الذكريات العامة والعمومية التي يشترك فيها الجميع). يشيد بالعربي، ويهزأ بالعربي المسلم، و وقاحة وصفاقة يستشهد لقوله بحديث نبوي شريف على سبيل الهزء والانتقاص من قيمته التوجيهية التي تصنع قيما خاصة للمجتمع، وما يرقى لإدراكه السقيم :أن هذا التوجيه يندرج في منظومة قيم متكاملة تعكس المنهج الذي اختاره الإسلام لمجتمع أختاره عن رضى وطيب خاطر .