كوابيس  بنكيران   

د. محمد مراح

مُعلَم وكاتب جزائري أصيل مدينة تبسة .

20/01/2025

نقلت صحيفة The Sun  البريطانية عن خبراء نفسيين  دلالات بعض الأحلام المزعجة لبعض النائمين ، منها  الاختناق و الجري عاريا في الأماكن العامة و سقوط الأسنان، وغير قادر على العثور على المرحاض.فسروا دلالاتها النفسية والسلوكية.

وفَزَعُ “بنكيران” الأخير،  عند انتباهه من كوابيس” الجزائروفوبيا” التي اختصت بالمخزن و”جِرَاه”، قد  نجد لكابوس أو أكثر منها تفسيرا لهلوسته الأخيرة. فيبدو أن كابوس ” غير القادر على العثور على المرحاض” الذي دلالته : عندما يدخل هذا الخوف إلى عقل النائم، فماذا يعني ذلك؟ على المستوى العملي، قد تكون طريقة او وضعيةجسمه  لإخبار بالاستيقاظ والوصول إلى الحمام. ولكن هذا قد يعني أيضا أنه يكافح من أجل السماح بشيء ما ،أو أنه لا يمكنه العثور على أي خصوصية” قد يكون هو الأوفق لحالته النفسية التعيسة؛ فعقله الباطن  المتعفن بحسد الجزائر ، أثَر على جسمه المترهل فعجز عن القيام كالمؤمن السوي لقضاء الضرورة البشرية ، التي كتمت عفونته عن الاهتداء لخصوصية أخلاقية تليق بأسوياء البشر بله المسلمين منهم .

كما قد يكون اجتمعت عليه أيضا مع كابوس” الجري عاريا في الأماكن العامة”  الذي  قد يكون صاحبه يعاني عدم ثقة واحترام الذات.  يشعر بالخوف من أن يرى الناس ما في قلبه وعقله  وروحه ؟ أو أنه  قد حان الوقت لأن يكون أكثر شفافية ونزاهة، أو أن يشعر بالرضا عن نفسه بدلاً من محاولة الاختباء خلف صورة؟ أو أنه يشعر بالضعف ويحتاج إلى الحماية؟  “.

 و أيضا كابوس ” سقوط الأسنان” الذي يمكن أن يشير إلى نقص الثقة أو الضعف. ويمكن أن يمثل أيضا قلقا بشأن الشيخوخة أو فقدان شيء أو شخص مهم لحالته العاطفية. لذا فعلى صاحبه الإجابة عن أسئلة منها :  هل هو  محرج  أو ضعيف أو متردد  أو دمر ما لا يستطيع إعادته؟ هل يخشى ما يخرج من فمه أو يشعر بالحرج أو الأسف حيال شيء قاله؟ فربما يتعلق الأمر بالتواصل والثقة. فليتصور نفسه إذن  بأسنان قوية متألقة تتحدث بكلمات واثقة. فهلوسته المتجددة بمغربية ” حمى الشهداء ” الطاهر لا يمكن النظر إليها إلا في إطار هذه الكوابيس بدلالاتها النفسية .

اهتدى  بنكيران لـ”لمحة ذكية” ؛ أن فرنسا دخلت الجزائر عنوة ، بينما لم تستطع  احتلال المغرب رغم محاولاتها  وقربها منه ، و بعد ثمانين سنة من احتلال الجزائر عنوة ، دعاها المغرب ليكون تحت حمايتها !!!

هل عثر بنكيران على المرحاض بعد هذا ؟ أشك؛ من الذي يفخر : الذي استعمر بعد انهيار اسطوله دفاعا عن العقيدة والخلافة ، وانتصارا للكرامة من “دوفال “الخسيس ؟ أم من اتفق سلطانه مع فرنسا لحمايته؟

فالسياق الدولي والإقليمي الذي  الذي كَبَسَ عليه ليكون أكثر وضوحا وشفافية ، شجعه على تفقد ما تبقى للشيخوخة  من طاقة، وأسنانه من لمعان  ليعبر عن ” ليبدو ” تعفنت أسباب الحياة البيولوجة فيه عن تحقيق مشتهي صاحبه . رأى أن سوق السطو على الدول قد لاحت بشائرها مع رغبة ترامب في ضم كندا والاستيلاء على غرين لاند ولو بالقوة ، فلما لا تكون مناسبة لتجديد التعبير عن مكنونات الكوابيس التي تضغط على المخزن وجِراءه. ولا شك أن  مستجدات إقليمية ودولية كالحالة السورية ، وتعالى عواء  كلاب الصهيوينة والاستعمار على الجزائر بجريمة ” مساندة النظام السوري السابق ” عبر تصريحات رسمية وصحف مقربة أو ممولة من المخزن وبعض الدول العربية ، والتحريض عليها ليكون مصيرها كمصيره .  و توتر العلاقات  مع فرنسا بقيادة اليمين المتطرف والصهيوينة المتحكمة في مفاصل القرار السياسي الفرنسي ، قد رفعت الستار لأسنان بنكيران اللاّمعة لتعبر عن شهوة المساهمة في سوق السطو القادمة .  كما أن الكيان الصهيوني المتحكم الفعلي في القرار السياسي بالمخزن قد أوحى ودفع بنكيران لإثبات ثقته بنفسه بعد تمريره على مكتب ملكه الغائب ليملأ عينيه من خريطة المغرب الكبير التي كشف عنها جون بولتن . جزاء للجزائر على مواقفها إزاء مأساة غزة . المخزن استمرأ ” الأكلات الجاهزة ” : احتل الصحراء الغربية بعد أن جاهد أهلها فرنسا وإسبانيا  ، التي طلب أهلها منه مَدّهم بالسلاح ، فرفض وتركهم لمصيرهم . ويتلمظ متشهيا كنوز الصحراء الجزائرية وقد حررتها دماء الشهداء الزكية .