دعوة لإنجاز سجل شرف أكاديمي وثقافي للبروفيسور بلغيث

د. محمد مراح

مُعلَم وكاتب جزائري أصيل مدينة تبسة .

10/05/2025

بلجأ التيار اللائكي واليساري للتعبئة كلما استنكر الرأي العام وهو أغلبيية المجتمع رذيلة فكرية أو أدبية أو فنية، في حق قيم الأمة من دين وعربية وثورة وأخلاق، وانبرت الأقلام والتصريحات منددة بها، كاشفة الجرائم التي تقترف في حقّ منظومة القيم العليا والنبيلة والمقدسة للأمة . فيستصرخون بعضهم بعضا ، لنصرة الجاني منهم، مستخدمين قوالب أوصاف نمطية باردة ثقيلة كثقل نفوس كثير منهم؛ كمن وصفه حبيب الطائي :” يامـن تبرمـت الدنيـا بطلعتـه كمـا تبرمـت الأجفـان بالرمـد “؛كالرجعية والجمود وحراس الفضيلة و أوصياء الدين ، ويتهامش أوغلهم حقدا أيديولوجيا و كراهية للفضيلة والطهر والشهامة والرجولة والأنوثة الطاهرة العفيفة النقية، فينخر مفرزا أحط التوصيفات وأقذر الكلمات ، و وبش بأقذر العبارات و أرذلها نحو الذين تصدوا لمخازيهم باسم الثقافة والفن والأدب وحرية الرأي .
والأمثلة القريبة في وطننا كثيرة ؛ منها الثورة على كمال داود سنة 2014 بسبب مقالات نال فيها من الذات الإلهية والعقيدة الإسلامية ؛ فتنادوا عبر مقالات نشرتها صحف مشرعة صفحاتها لهم ، مثل مقال عويل وضرب الخدود وشق الجيوب الذي كتبه الزاوي أمين مستصرخا قبيله لمواجهة الذين تصدوا لداود ، للإحتجاج ورص صفوف مدلدلي ذيول التهتك والفجور والتجاسر على الدين وعلى الله تعالى .
ومن الأمثلة شطحات وفجرات سعيد جاب الخير الذي استمر إلى ماقبل نحو سنة يأتي العجب العجاب عبر حوار ” ملتقى الأنوار” على يوتويب ؛ كَتَبَنِّيه فكرة كتاب لكاتب مغربي اضطربت خلايا إدراكه الجغرافية، فادعى أن مكة التي أنزل فيها القرآن ليست مكة المعروفة منذ أيام سيدنا إبراهيم وإسماعيل، ثم بنى على هذا أخيلة حيرت إبليس، فاستخف جاب الخير طربا للفكرة وراح يعرضها و يبحث لها عن موضع ما في خارطة الرسالات ” المتوهمة” ، لما رفع أستاذ شريف دعوى قضائية ضد هرطقاته ، فرصت صفوف التيار اللائكي في مواقع ثقافية وسياسية وحقوقية لنصرته يوم “العرض “.
وآخر الأمثلة ” هوارية” التي لطخت الأكاديميا والمسؤولية الإقليمية التي مثلت بها البلاد في قيادة هيئة علمية رصينة، بلغة الشارع البذئيةالهابطة ، الحصول مقابلها على جائزة أدبية ممولة من الخزينة العمومية ، فنخر ” القبيل” من كلّ ركن يَفْتَنُون في إهانة المحتجين على ذاك الهبوط ، وإطلاق أبشع الأوصاف والإهانات في حق المحتجين بل والرأي العام المستنكر ؛ كوصف واسيني الأعرج لهم بالإنكشارية والداواعش. وقد فتحت لهم إحدى أكبر الجرائد الوطنية باللغة العربية المجال لجمع توقيعات المساندة لصاحبة الرواية . وما قصّر القبيل طبعا . إذن القوم يعلمون أثر فعل الكتلة في المستهدفين لها ، لذا فهي إحدى أمضى أسلحتهم في الدفاع عن مخازيهم .
وها نحن اليوم أمام موقف يستدعى من شرفاء العلم والأخلاق والوطنية والوفاء لاستخدام الأداة ذاتها، لكن في أرقى وأشرف وأسمى صورة؛ فقد فجّرت حالة البروفيسور محمد الأمين بلغيث شلالات من الشهادات والدعوات و النداءات العليا لتقييم ما جرى وفق معايير تقييم؛منها النظر للسيرة الشخصية والوطنية والنضالية والعلمية ، كماتقضى قواعد الأخلاق والحكمة، وقد عرف الإتجاه الأعظم ممن كتبوا للأستاذ مكانته العلمية المرموقة ، ومساره في تخريج أجيال من الطلاب والباحثين الذي تولوا المناصب العليا في الدولة وانتموا إلى المهنة الشريفة في الجامعات، لمواصلة درب الأساتذة الكبار في المسيرة الشريفة على ، خط المدرسة الوطنية في كتابة التاريخ الوطني .
فتوخيا للفعالية ولأثر الكتلة في الأحداث النوعية ، تأتى فكرة هذا المقال ؛ وهي الدعوة إلى إنجاز ” سجل شرف أكاديمي وثقافي” للبروفيسور بلغيث ، يتضمن شهادات وأراء ومواقف وتقييمات ، تكتبها أو تدلى بها الأسرة الأكاديمية في التاريخ والحضارة الإسلامية، والمثقفين والإعلاميين الشرفاء ، والطلاب وغيرهم . فيكون السجل وثيقة مرجعية صادقة ، جامعة رأسمال علمي ونضالي وتربوي ووطني ، يسهم في أي مقاربة أو نظر التقدير أوالاستجابة سد يد حكيمة .