اللصّ مخزني والساقط جزائري !

د. محمد مراح

مُعلَم وكاتب جزائري أصيل مدينة تبسة .

20/09/2023

ذكرنا في مقالنا ” رأي اليوم ” نضالٌ وكفرٌ ” الشروق  11/7/2023  من المظاهرال مقلقة  التي طرأت على الموقع المناضل في سبيل القضية الفلسطنية، كيف  أخذ مقربون من النظام المغربي يُحْكمون السيطرة على أبواب كثيرة في الموقع، خاصة ما تعلق منها بالرأي .

فَحَوَلَهُ بعضهم  لملكية خاصة، وأقصد تحديدا  المغربي ذي الوجهين فيما يتعلق بالجزائر  وهو طارق ليساوي لص   وسارق   جهود الآخرين الإعلامية والفكرية والثقافية، والتقارير المتخصصة ؛ فيسرق الفقرات والنصوص بحرفيتها ، ويضمنها في مقالاته في “رأي اليوم “الإلكترونية، بجرأة صفيقة عجيبة. وقد أَثْبَتُّ باستخدام مواقع ” الانتحال العلمي” عددا من انتهاكاته للملكية الفكرية   . واحتفظ  الآن توثيقا دقيقا  ـــــــ فضلا عما أهملته ــــــ  من هذه السرقات بما ينيف عن تسعة نصوص طويلة وفقرات متوسطة متطابقة تماما مع ضحايا جرائمه الإعلامية، التي يُكَوِّنُ بها أحيانا مقالا كاملا دون تورع أو خجل .

أبرز  ضحاياه  : مقالات طارق الحريري {سكاي نيوز} الجزيرة نت ــــــــ  مركز الجزيرة للدراسات فضلا عن مواقع صينية بالعربية { وكثيرا ما ينقل معلوماتها خاطئة و مدلسة} ـــــ ويكيبيديا، وهكذا، وهي ليست اقتباسات على نحو منهجي علمي قطعا .

ما أهمية حديثنا عن طارق ليساوي؟  أـــــــ أن وكالة الأنباء الجزائرية استخدمت مقالاته بالصفة الأكاديمية التي يُذَيِّل بها مقالاته مع منشورات إعلامية مغربية أخرى  في ثمانية تقارير إعلامية حول الموقف من التطبيع وأوضاع داخلية مغربية .

ب ـــــ أن صاحبنا يقدم نفسه داعية وحدويا مغربيا، محبا للجزائر،حريصا على إنهاء القطيعة والنظر لمستقبل إيجابي للمنطقة .

أصحيحة دعوى اللص؟ في مقال “المغرب والجزائر في أمس الحاجة لإستحضار ومحاكاة إستراتيجيةوعقلانية وشجاعة “ديغول” و”أديناور ــ رأي اليوم ، 2/8/2023    “يرافع” فيه على اقتفاء الجزائر والمغرب نموذج الزعيمين ديغول وأديناور، لتجاوز الخلافات، وتحسين العلاقات، والنظر إلى مستقبل البلدين والمنطقة بعين التفاؤل والتطور المشترك . فما مدى انسجام التفاصيل مع “الدعوة المتفائلة” ؟

لقد لاحظنا مجموعة من العناصر التي كونت لدينا حكما على وزن الدعوة، وأهليتها للارتقاء إلى مستوى الأمال التي لا تختلف حولها الشعوب. نعرض هذه العناصر فيما يأتي ذكره:

1 /  يتهم ليساوي طارق  وكالة الأنباء الجزائرية بأنها قامت أكثر من مرة بنقل مقالاته المنشورة حصرا برأي اليوم ،ونشرها على موقعها  مما أثار حفيظته نحوها ، وعد صنيعها هذا عملا غير مهني، فأصدر بيانا يندد فيه بها  .

*درج القول فيه : عددُ المقالات المُدّعاَة ثمانية مقالات ، اقتبست منها الوكالة ، ولم تنشر مقالا واحدا كاملا كما يدعى اللص الكاذب ، وندد بعدم مهنية الوكالة ، وكُلُّ “ألف بائي ” في الإعلام يعلم بداهة أن هذا عمل طبيعي أبعد ما يكون عن السطو والنشر بغير إذن.  علما أن المقتبس ليست  أجسام ولا عناوين المقالات المغضوب لها ، إنما هي عناوين قضايا تناولت صحفا مغربة وشخصيات سياسية ونشطاء، فعدا حالة أو حالتين اقتصرت فيها الوكالة على مقالات ليساوي. وهنا يطيب لي سؤاله : كيف يعدّ ما فعلته الوكالة بمن تترى في مكتوباتهم ”  التطابقات الحرفية، والنقول الحرفية من مواقع هنا وهناك، حقوق أصحابها الفكرية مقررة في القوانين الوطنية والدولية، فضلا عن أخلاقيات الإعلام والبحث والأكاديمية العلمية ؟

2 / يجادل ليساوي  الجزائر إن كانت حقا صادقة  في موقفها من تقرير مصير الصحراء الغربية ، لماذا لا يكون موقفها كذلك من  تقرير المصير في الباسك و كردستان و إيرلندا الشمالية و تركستان الشرقية؟

 * درج القول فيه : إذا وضعنا جدولا كرنولوجيا تاريخيا وسياسيا وقانونيا لهذه القضايا بما فيها قضية الصحراء الغربية ، فليستخرج لنا اللص الأحمق تطابقات بين كل قضية مع قضية الصحراء عدا العنوان العام “تقرير المصير” أو ” الاستقلال”، فمثلا ما سماه تركتسان الشرقية أو قضية الأيغور فهو وضع مضطرب منذ عام 60 قبل الميلاد . وعَلَى مَنْ يُدَهْكِلُ ليساوي ؟! أي الدول أحق من تركيا بنصرة أبناء جنسها؟فهل  تكلمت؟!

أذكر هنا بالمناسبة أمرا أكاديميا دالاّ ؛ فقد تقدمت طالبةجزائرية  مقيمة في دولة خليجية بمشروع بحث علمي في  مرحلة الدراسات العليا الأولى حول ” الحوار الحضاري بين العالم الإسلامي والصين” شجعتُها عليه و ناقشت المشروع معها ؛ كونها درست عليّ حين كنت أدرس في تلك الجامعة ، ولمّا قدّمته للكلية تحفظوا عليه خشية غضب السفارة الصينية، بسبب إشارة لطيفة مهذبة لحقوق المسلمين في الصين . وهذه الدولة بالمناسبة “حبوبة” كثير من العرب .

3/ ليساوي  “يهدد ” ، يقول  :” فلقد تبين لي أن ” النظام الجزائري الحالي” يرفع كلمة حق يراد بها باطل[الصحراء]  وعلى هذا النظام أن يبتعد عن منطق التصعيد والتآمر على المغرب ووحدته الترابية  للجزائر  “.

*  مِدْمَاكُ القول فيه :  يجب ألايحمل ذووا الأحلام  محمل  جِدٍّ أسمار”ا لسارق”  الشهرزادية بحب الجزائر والدعوة للوحدة والأخوة، فهو يكرر حقيقة ما تعتلج به عواطفه ومشاعره نحو الجزائر، التي كلّما ادعى  على موقع رأي اليوم حبها و وصلها بالتصالح والتآلف، حتى فلتت منه دواخل النفس، “رُهاب الجزائر”، أو قل  نَفَسَ عليها نعم الله عليها  .أما حقيقة الوقائع  فتختزنها هذه الأسئلة : من الذي دستُورُهُ ينص على الحدود الحقة لدولته؟ من الذي يعلّق على حائط مكتبه خارطة بلاده ملتهمة مناطق كاملة ودولة كاملة من جيرانه؟ من الذي يُدْعَى في أركان دولته باسترجاع حدود أضغاث الأحلام ؟؟؟ 

ورد في المقال :” للأسف المرحلة الراهنة تتميز بسيادة قيادات سياسية ” ذات نزعة ” صبيانية” وتغلب عليها ” المراهقة السياسية … الخلافات والاختلافات كانت دائمة موجودة، منذ حقبة مقاومة المحتل، لكن الخلاف بين اليوم والأمس، بالأمس كانت خلافات كبار وبين  “الرجال” يختلفون في الرأي لكن يستطيعون إدارة خلافاتهم.” . الحديث ذو شقين : وصفُ استصغارٍ  لقيادات سياسية ، والثاني : حل الأزمات بين البلدين زمان “الكبار”  .

نسأل الوحدوي المزيف : في زمن من وقعت الأزمات  الكبرى ومنها حروب بين البلدين ؟

حرب الرمال 1963 {الحسن الثاني  و أحمد بن بلة رحمه الله } ـــــــ معركة امقالة الأولى  1976 ــــ   1976: قطع العلاقات بين المغرب والجزائرــ 1994: إغلاق المغرب حدوده مع الجزائر. إثر حادثة مراكش واتهام الجزائر يالضلوع فيها ، ثم تبين افتراء النظام المغربي واستغلال الوضع الأمني الرهيب في الجزائر لأهداف ليست غربية ولا جديدة عن النظام المغربي ـــ سبتمبر  1999 : فشل التقارب بين البلدين، بعد اتهام الجزائر للمغرب بإيواء جماعات جزائرية مسلحة معارضة، وهي الحقيقة الموثقة اليوم بالصوت والصورة على ألسنة قادة جماعات إرهابية جزائرية ، ومتاحة للجميع على يوتيوب ـــ ديسمبر  2013: الجزائر تقرر مقاطعة الاجتماعات والنشاطات السياسية التي قد تقام في المغرب بعد حكم القضاء المغربي بمعاقبة شاب أهان العلم الجزائري بشهرين حبسا مع وقف التنفيذ، وغرامة مالية قدرها 250 درهم (نحو 22 يورو)  ــــ أفريل  2017: المغرب يستدعي السفير الجزائري لدى الرباط، ويعرب عن “قلقه البالغ” إزاء أوضاع نازحين سوريين على الحدود مع الجزائر، والخارجية الجزائرية، تعلن استدعاء السفير المغربي لإبلاغه رفضها القاطع لما وصفته بـ”الادعاءات الكاذبة” التي وجهها المغرب لجارته الشرقية بمحاولة ترحيل رعايا سوريين نحو أراضي المملكة.، وقد استدخم النظام المغربي اللاجئيين السوريين ورقة تشويش على الجزائر التي دخل إليها آلاف السوريين دون مشكلة، وهم إلى اليوم يقيمون فيها ـــــــ جويلية 2021: ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة يدعو إلى “حق تقرير المصير” لسكان منطقة القبائل في الجزائر{ وهي خطوة لا يقدم عليها صبي؛ لأن الورقة محروقة ، والمراهنة عليها رهان خاسر بكل المعايير؛ فالقبائل قدّموا في سبيل تحرير الجزائر كبار القادة، ودفعوا أبهض الأثمان كسائر مناطق الوطن، والنسيج الاجتماعي الجزائر ي أوثق مما اعتقده ممثل نظام المغرب في الأمم المتحدة ــ ــــ وفي  أوت   2021: الجزائر تقطع علاقاتها مع المغرب ـــ قصف المغرب المتكرر لشاحنات مدنية لتجار جزائريين بصواريخ حربية موجهة بدقة، أودى بعضها بحياة  تجار أبرياء ـــــ تصريح عالمها الديني الكبير أحمد الريسوني بالزحف الشعبي الملايني نحو الأراضي الجزائرية ، والنضال لاسترجاع الصحراء الشرقية {بشار وتيندوف} ـــــــ تصريح بن كيران لشعبه بالاستعداد للزحف على الجزائر للهدف نفسه !  

بناء على هذا أي الأحداث منها سيصنف  صاحب المقال الساسة والقادة  ــــ وأقتصر هنا على قادة الجزائر؛ ولصاحب المقال تصنيف  قادة مملكته ـــ الجزائريين بين الصبية المراهقين والقادة الكبار ؟ وأي القادة الجزائريين منذ الاستقلال كانوا كبارا في حلّ الخلافات والتعامل معها بحكمة الكبار، وغيرهم قادة مراهقين و” رجال ” يعرفون كيف يديرون خلافاتهم ، بمقابل القادة  الآن الصبية  غير “الرجال ” الذين ليسوا كذلك ؟

مواقف الجزائر  واحدة ثابتة منذ الاستقلال : الجزائر بحدودها المعروقة القائمة دُفع ثمنها بدم الشهداء. وخرافة الصحراء الشرقية المزعومة من المغرب ، وبالمناسبة طارق اللص في مقال سابق في رأي اليوم يهرف بقوة حجة التاريخ وراء إدعاء نظام المغرب حول ما ينبح به المخزن حول  “الصحراءال شرقية “. أما  الصحراء الغربية فقضية تصفية استعمار بمقتضى القانون الدولي، والأحكام الدولية، ومساندة الجزائر لهذا الحق نابع من رسالتها التي ورثتها من ثورة نوفمبر و هي مساندة قضايا التحرر العادلة في العالم، وقد كانت وفية لهذا المبدأ . .

القيادة الجزائرية الآن بقيادة الرئيس تبون، ومؤازرة من القيادة العسكرية بَنَتْ مواقفها  على المتغيرات الكبرى وأبرزها {تطويع }المغربي مع الكيان، وإبرام شراكة عسكرية استراتيجية ، المستهدف الأول الوحيد الجزائر ، وأدلة هذا كثيرة  : نصب قاعدة عسكرية على الحدود الجزائرية يشارك في إدارتها أجانب ومنهم خبراء الكيان بالطبع ــــــ تهديد لابيد السفاح وزير الدفاع الصهيوني الجزائر في ندوة صحفية مع وزير الخاريجة المغربي ــــــــــ تصريح عضو لكنيست ‎ إذ قال: “لو تجرأ تبون على المغرب، فسوف يصبح حسابه مع إسرائيل.. وإسرائيل لا تمزح”. هذا الاستقواء بالكيان على الجزائر له سابقته في حرب الرمال ؛يقول البروفيسور الكبير وليد عبد الحي :” فقد بدات علاقات المغرب مع اسرائيل بشكل سري منذ بداية الستينات من القرن الماضي” عندما ارسلت اسرائيل للمغرب في اكتوبر عام 1963 طائرات حربية من طراز مستير ودبابات من صنع فرنسي عبر صفقة رتبها شاه ايران لمواجهة القوات الجزائرية ( وقد وردت هذه المعلومات في دراسة بعنوان (Israel and Morocco) التي كتبتها الباحثة الاسرائيلية إينات ليفي(Einat Levy ) عام 2018 في المعهد الاسرائيلي للسياسات الخارجية الاقليمية( Israeli Institute for Regional Foreign Policies)(صفحة 3)، وتشير نفس الدراسة الاسرائيلية الى تزويد اسرائيل للمغرب بطائرات بدون طيار(المسيرة) عام 2013 عبر فرنسا” لهذا حذر الدكتور وليد الجزائر قائلا :” احبتي في الجزائر ” حلو عينيكم فالشيطان يزحف نحوكم” {حساب الدكتور وليد في فيس بوك/25/8/2021} و دراسة الباحثة الصهيوينية منشورة على الأنترنت لم يريد الإطلاع عليها .  

لا يكف طارق لص الصحف والمواقع عن ترديد صفة الصبانية والمراهقة السياسية تجاه القيادة السياسية الجزائرية الآن ؛ والاقدام على تقييمات لا يكلف نفسه الاستدلال عليها : يقول في مقال نشره في رأي اليوم 26/1/2023  ” فالأسباب التي دفعت للربيع الجزائري في أكتوبر 1988 لازالت قائمة إلى يومنا هذا ، و التي يمكن تلخيصها في تحسين الظروف المعيشية و المطالبة بالعدالة الاجتماعية، إلى جانب المطالبة بالانفتاح و الحرية و الديموقراطية..و اليوم 10-01-2023 هناك وضع معيشي متردي و بطالة مستشريه، و اقتصاد منهار ، و إقصاء لمناطق شاسعة من برامج التنمية، فضلا عن بيروقراطية قاتلة..و غياب للتعددية السياسية والإعلامية، و كدى مطالب الانفصال ذات النزعة الإثنية التي تهدد وحدة البلاد…

وبناء عليه يهدد صراحة الجزائر {رغم استخدامه دوما عبارة النظام الجزائري } قائلا:”معالجة هذه الأوضاع لا يتأتى بسياسة الهروب إلى الأمام، وخلق عدو وهمي – أعني المغرب -، كما لا يتأتى بالتقرب المجاني لمستعمر الأمس، والتلاعب بورقة الغاز والدعم المشبوه ل “حركة البوليساريو”..فقد ينقلب السحر على الساحر وتصل عدوى الانفصال إلى قلب “قصر مرداية” ولما لا إلى قلب “قصر الإليزيه”؟!

ويطعن في مواقف الجزائر إزاء القضية الفلسطينية ،والقضية الصحراوية ، ويتهمها صراحة : ” بالعمل على وأد حلم المغرب العربي، ولا يتورع عن تهديدها بالتفتت كما بفعل ما يعرف بالمطالبة باستقلال منطقة القبائل مؤيدا  {تخوفه على الجزائر } بالتغيرات الدولية الكبرى يقول :” للأسف، هناك من سبقنا لقراءة سيناريوهات المستقبل [ يقصد الجزائر ]، ويعمل اليوم على وأد حلم النهوض و الوحدة و التكتل و التكامل الإقليمي، متنكرا في لبوس ” القضية الفلسطنية” و ” تقرير مصير الشعب الصحراوي” ، فلقد إلتبس علي [ ليساوي الذكي الحصيف ] شخصيا موقف  ” النظام الجزائري الحالي”.

 نقول هذا ما يحققه السياسيون المراهقون الصبية اليوم للجزائر التي حققت نموا 4 بالمائة سنة 2022، وصدّرت خارج المحروقات {بترول وغاز} 7مليارات دولار ، صنفها تقرير منتدى دافوس 2023 أنها دولة رائدة في العالم في تحقيق أمنها الغذائي بمنتجاتها الوطنية . وافتكت الجزائر المرتبة الأولى عربيا وإفريقيا، و15 عالميا من حيث قوة أسطول الغواصات،وفقاً لموقع “غلوبال فاير باور” المختص بالشؤون العسكرية.تصنيف الجيش الجزائري سنة 2023:  26 عالميا :  2 إفريقيا .

أما مفعول التهديد فَيُذكر  ببيت جرير :

زَعَمَ الفَرَزدَقُ أَن سَيَقتُلُ مَربَعاً

أَبشِر بِطولِ سَلامَةٍ يا مَربَعُ

هذا غيض من فيض الحقد والنفاق الذي تقطر به كتابات هذا الشخص الغامض؛ الذي ابتلينا به عبر صحيفة رأي اليوم الإلكترونية للصحفي عبد البارئ عطوان .

ولكن المرء تكمن له في المنعطفات مفاجآت لا تخطر بالبال، ولا توقعها على أي حال؛ فقد كتبتُ مقالا كشفت فيه هذا المزيف الذي يحشر سمه الزعاف  بقفاز الوحدة والمصير المشترك والوحدة المغربية، ويقطر  قطرات  الحقد والكراهية للجزائر ، ونشر المقال موقع إلكتروني جزائري ناشىء، استبشرنا به خيرا، خصوصا للونه الأصيل ، وتخصصه في قضايا لمجتمع المدني ، لأفاجأ أنهم حذفوا المقال من الموقع ؛ كون هذا الحرباء المخزني أرسل لهم ما سماه ردا على المقال الذي على كل حال هو محض نزف الجروح التي أثخنه بها مقالي، خاصة مسألة السرقات العلمية المفضوحة ، فاعتذرت رئيسة تحرير الموقع الجزائري عن  نشر رده ، ولكن { بعد إيه }كما غنى العندليب الأسمر الراحل عبد الحليم حافظ؟   الجواب الرسالة الآتية التي نشرها الحرباء على حسابه في فيس بوك ؛ فكشف  الطرف الجزائري بما  يعتبر  في الظروف الوطنية الجيوي استراتيجية التي تمر بها البلاد في مجالها المغربي الحيوي أنه صورة من صور الخيانة ، وها نص الرسالة :

“توصلت قبل قليل برد من الموقع الذي نشر المقال المسئء لشخصي و مفادها سحب المقال، و فيما يلي نص الرسالة :

  وعليكم السلام أستاذنا الفاضل نبادلكم نفس المشاعر الأخوية ونعتذر إن نشر في موقعنا ما يسوءكم، في الحقيقة لأول مرة وجدت نفسي حائرة في التصرف وعاجزة اتخاذ موقف ، فأن نشرت ردكم وهذا حقكم لإبتعدنا عن هدفنا الرسالي وصار موقعنا بدل  البناء والإصلاح محطة للإتهام بأننا نحول المعارك السياسية إلى الساحة الفكرية ونحن نعتقد في قرارة نفسنا أن الشعب المغربي والجزائري شعبا واحدا لن تفرقه مواقف الأشخاص، لذا مسحت مقال الاستاذ مراح من الموقع وأرسل له الرد إن شئت،وبهذا نصحح الخطأ ونحافظ على مصداقية موقعنا، وأجدد اعتذاري ونرجو تفهم موقفنا”

وهكذا على قول رائعة كوكب الشرق :” أروح لمين وأقول يامين ينصفني منك….. “

يُعتذر لصريع كراهية الجزائر هذا الذي نشرعلى حسابه  صورة  مريض مربوط إلى سريره مُغطى بعلم الجزائر و الطبيب  داءه على أنه هو {المغرب} !  

هنا أسأل : كيف وصل المقال للحاقد السارق، و الموقع الجزائري الذي يتعهده بمقالاته  أحد قدامى الحزب المنحل المقيم في سويسرا ، لا يزال مغمورا جدا ؟ ما الدور المحتمل لمخطط استخباراتي مخزني أو متعاون لصالح المخزن، على أرض الوطن  لرصد وجمع وتحليل ما ينشر في الصحافة والمواقع الجزائرية مهما كان وزنها وتأثيرها ؟

   5/ {الجزائر وكردستان }التي يتحدى  الوحدوي المزيف الجزائر ان تساند استقلالها ، نجيبه : يوم كان الرجال العظماء يسطرون بالفعل صفحات التاريخ والرجولة والعظمة، أسوق هذه الشهادة من المرحوم الكبير الدكتور عثمان سعدي رحمه الله وجعل من ذكره عزة ونصرا لفلسطين والأمة  : في مقال نشره في رأي اليوم    19/9/2017   يقول:  [أحتفظ بصيغة الواقعة لقيتمهاالخاصة جدا، ولروايها الفقيد النادر رحمه الله تعالى ] : “زار الرئيس الهواري بومدين الولايات المتحدة مباشرة بعد القمة العربية التي عقدت بالجزائر سنة 1973. واستقبلني بعد عودته ونقل لي ما دار بينه وبين الرئيس نيكسون حول شمال العراق. فقد حادثه بصفته رئيس مؤتمر القمة العربي ومؤتمر عدم الانحياز اللذين عقدا بالجزائر سنة 1973، زار الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1974، واستقبل من طرف الرئيس ريتشارد نيكسون في 11/4/1974 بحضور هنري كيسنجر وزير الخارجية. تكلم الرئيس نيكسون فقال: ‘العلاقة بين الولايات المتحدة والعرب جيدة، توجد بيننا وبين العرب مسألة إسرائيل، ولا بد أن نتجاوز هده المسألة” .  ورد الرئيس الهواري بومدين فقال: “نحن العرب نرى أنه يبدو أن الولايات المتحدة لم تكتف بإسرائيل واحدة فنراها تعمل على تأسيس إسرائيل ثانية في شمال العراق”.

روى الرئيس بومدين : “أن نيكسون اضطرب في كلامه فصار يردد عبارة ‘إسرائيل ثانية… إسرائيل ثانية…”، بسبب عدم توقع من أعد له جدول القضايا التي سأثيرها فلم يسجلوا مسألة ‘إسرائيل ثانية”.. وعند ذاك تدخل أستاذ التاريخ كيسنجر فقال: ‘سيادة الرئيس تقصد قضية الأكراد بشمال العراق؟”.

فأجبت: نعم: ‘أقصد التمرد الكردي بشمال العراق’، وقصدت ألا أذكر كلمة قضية. وهنا دار الحوار التالي بيني وبين كيسنجر : سيادة الرئيس، قضية الأكراد تثيرها إيران ضد العراق، ولا دخل للولايات المتحدة فيها.شاه إيران حليفكم بالخليج العربي، تزودونه بالسلاح كما تزودون إسرائيل ليلعب دور الدركي على العرب في المنطقة، وأنا على يقين لو تطلبون منه الكف عن دعم المتمردين الأكراد لتوقف هذا التمرد، لماذا لا تطلبون من حليفتيكم تركيا وإيران اللتين يتواجد بهما الأكراد أكثر من تواجدهم بالعراق، أن تعترفا بحقوق الأكراد مثلما اعترف العراق، العراق البلد الوحيد الذي منح حكما ذاتيا للأكراد واعترف بحقوقهم الثقافية.  ـ هذه دول حرة لا سيادة لنا عليها. ثم أنا مستعد لزيارة بغداد لتوضيح موقفنا للعراقيين، بصفتكم رئيس مؤتمر القمة العربية يمكن أن تنقل

لهم رغبتي في ذلك . وكانت العلاقات مقطوعة بين العراق والولايات المتحدة، منذ حرب تشرين الأول أكتوبر 1973كلفني الرئيس بومدين بتبليغ ما دار بينه وبين نيكسون للعراقيين. استقبلني الرئيس أحمد حسن البكر ، وأبلغته نص المقابلة، وكان البكر يعاني من مرض السكر فدمعت عيناه وهو يقول: بلغ أخي الهواري بومدين شكر العراق على موقفه هذا، لم يحدث أبدا أن أثار رئيس دولة عربي المسألة الكردية بالعراق مع رئيس الولايات المتحدة، وهذا يدل على أنه عربي أصيل جدير بأن يتحدث باسم العرب في المحافل الدولية}}

                                  رحم الله أنوار التاريخ: شموخا وخلودا .